إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ظننته فلّاحاً .. فكان سيدي صاحب الزمان عليه السﻼم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ظننته فلّاحاً .. فكان سيدي صاحب الزمان عليه السﻼم

    قصة قصيرة
    ظننته فلّاحاً .. فكان سيدي صاحب الزمان عليه السﻼم

    خرج السيد ) أحمد( من مدينة ) رشت (
    عازماً على أداء فريضة الحج , وسار حتى
    وصل إلى تبريز , حيث وجد هناك صحبة
    من جماعة، ترافق الجميع على السفر ,
    سلكوا الطريق حتى قطعوا جزءاً منه .
    وفي أثناء ذلك كانت المفاجأة .. حيث ﻻ
    يحتسبون، فلقد تغيّر الهواء , وادلهمّ
    الفضاء , أظلمت الدنيا وبدأ الوفر
    بالتساقط.
    بين كل ذلك استطاع رفقاء السيد من
    مواصلة الطريق , غير أنّه لم يتمكّن من
    ذلك، فقد أحس بضعف وقد بقي وحده ,
    نزل عن فرسه وجلس في زاوية على
    جانب الطريق .. وقد اضطرب اضطراباً
    شديداً .
    وبينا هو كذلك وفي تفكير وتأمل رأى
    أمامه بستاناً , وفي هذه البستان فﻼح
    بيده مسحاته , يضرب بها اﻷشجار
    فيتساقط الوفر من عليها .
    تقدم هذا الفﻼح نحو السيد بحيث لم يبق
    بينهما سوى فاصلة قليلة , ثم قال له:
    - من أنت؟
    فأجابه بحشرجة.
    - لقد ذهب أصدقائي وبقيت وحدي.
    - فقال له الفﻼح .
    - صلّ نافلة الليل لتعرف الطريق .
    وهكذا قام بأداء هذه الصﻼة , ولما فرغ
    من أدائها , عاد الفﻼح مرة أخرى ليقول
    له .
    - ألم تذهب بعد؟
    فقال له السيد بضعف:
    - ﻻ أعرف الطريق .
    فرد عليه بسرعة :
    - اقرأ الزيارة الجامعة .
    فقرأ ها حتى نهايتها , وإذا بالفﻼح قد
    عاد ثانية ليقول:
    - ألم تذهب بعد؟
    فقال السيد وقد أخذته العَبرة :
    - أنا هنا متحيّر وﻻ أعرف الطريق .
    فقال الفﻼح في هذه المرّة :
    - اقرأ زيارة عاشوراء.
    وهكذا قرأها , والسيد في كل ذلك
    يمتثل لكل ما يأمره به الفﻼح , وما له
    سلطان عليه وﻻ يعرف نتيجة اﻷمر.
    وفعﻼً لقد عاد الفﻼح ليسأله نفس
    السؤال:
    - ألم تذهب بعد؟
    - فقال له :
    - ﻻ
    فقال له الفﻼح مطمئِناً:
    - أنا أوصلك الى قافلتك
    فدبّت الراحة في نفسه وشعر
    باﻻطمئنان , ثم سلّم السيد لجام فرسه
    إلى الفﻼح , فركب وأردف السيد خلفه
    وسارا .
    لقد طاوعه الفرس باﻻنقياد , وكأنّما هو
    فارسه , فازداد عجب السيد من ذلك أشد
    العجب .
    وما انقضى قليل من الوقت إﻻّ وقد قال
    الفﻼح للسيد :
    - هذه هي قافلتك لقد وصلت .
    وهنا وقع في نفس السيد السؤال
    الكبير :
    - من هو هذا اﻹنسان الذي يتكلم
    الفارسية في منطقة ﻻ ينطق أهلها إﻻ
    بالتركيّة؟ بل ويعتنقون النصرانية؟
    ثم كيف أنّه أوصلني بهذه السرعة؟
    واﻷعجب من كل ذلك إنني قد التفت فلم
    أره , فأين ذهبت؟ أهو فﻼح بسيط .. ﻻ ..
    ﻻ يمكن أنْ يكون كذلك .
    - ﻻ شك وﻻ ريب انه من يرعانا .. إنه
    سيدي صاحب العصر والزمان عليه
    السﻼم.
يعمل...
X