قصة قصيرة
ظننته فلّاحاً .. فكان سيدي صاحب الزمان عليه السﻼم
خرج السيد ) أحمد( من مدينة ) رشت (
عازماً على أداء فريضة الحج , وسار حتى
وصل إلى تبريز , حيث وجد هناك صحبة
من جماعة، ترافق الجميع على السفر ,
سلكوا الطريق حتى قطعوا جزءاً منه .
وفي أثناء ذلك كانت المفاجأة .. حيث ﻻ
يحتسبون، فلقد تغيّر الهواء , وادلهمّ
الفضاء , أظلمت الدنيا وبدأ الوفر
بالتساقط.
بين كل ذلك استطاع رفقاء السيد من
مواصلة الطريق , غير أنّه لم يتمكّن من
ذلك، فقد أحس بضعف وقد بقي وحده ,
نزل عن فرسه وجلس في زاوية على
جانب الطريق .. وقد اضطرب اضطراباً
شديداً .
وبينا هو كذلك وفي تفكير وتأمل رأى
أمامه بستاناً , وفي هذه البستان فﻼح
بيده مسحاته , يضرب بها اﻷشجار
فيتساقط الوفر من عليها .
تقدم هذا الفﻼح نحو السيد بحيث لم يبق
بينهما سوى فاصلة قليلة , ثم قال له:
- من أنت؟
فأجابه بحشرجة.
- لقد ذهب أصدقائي وبقيت وحدي.
- فقال له الفﻼح .
- صلّ نافلة الليل لتعرف الطريق .
وهكذا قام بأداء هذه الصﻼة , ولما فرغ
من أدائها , عاد الفﻼح مرة أخرى ليقول
له .
- ألم تذهب بعد؟
فقال له السيد بضعف:
- ﻻ أعرف الطريق .
فرد عليه بسرعة :
- اقرأ الزيارة الجامعة .
فقرأ ها حتى نهايتها , وإذا بالفﻼح قد
عاد ثانية ليقول:
- ألم تذهب بعد؟
فقال السيد وقد أخذته العَبرة :
- أنا هنا متحيّر وﻻ أعرف الطريق .
فقال الفﻼح في هذه المرّة :
- اقرأ زيارة عاشوراء.
وهكذا قرأها , والسيد في كل ذلك
يمتثل لكل ما يأمره به الفﻼح , وما له
سلطان عليه وﻻ يعرف نتيجة اﻷمر.
وفعﻼً لقد عاد الفﻼح ليسأله نفس
السؤال:
- ألم تذهب بعد؟
- فقال له :
- ﻻ
فقال له الفﻼح مطمئِناً:
- أنا أوصلك الى قافلتك
فدبّت الراحة في نفسه وشعر
باﻻطمئنان , ثم سلّم السيد لجام فرسه
إلى الفﻼح , فركب وأردف السيد خلفه
وسارا .
لقد طاوعه الفرس باﻻنقياد , وكأنّما هو
فارسه , فازداد عجب السيد من ذلك أشد
العجب .
وما انقضى قليل من الوقت إﻻّ وقد قال
الفﻼح للسيد :
- هذه هي قافلتك لقد وصلت .
وهنا وقع في نفس السيد السؤال
الكبير :
- من هو هذا اﻹنسان الذي يتكلم
الفارسية في منطقة ﻻ ينطق أهلها إﻻ
بالتركيّة؟ بل ويعتنقون النصرانية؟
ثم كيف أنّه أوصلني بهذه السرعة؟
واﻷعجب من كل ذلك إنني قد التفت فلم
أره , فأين ذهبت؟ أهو فﻼح بسيط .. ﻻ ..
ﻻ يمكن أنْ يكون كذلك .
- ﻻ شك وﻻ ريب انه من يرعانا .. إنه
سيدي صاحب العصر والزمان عليه
السﻼم.
ظننته فلّاحاً .. فكان سيدي صاحب الزمان عليه السﻼم
خرج السيد ) أحمد( من مدينة ) رشت (
عازماً على أداء فريضة الحج , وسار حتى
وصل إلى تبريز , حيث وجد هناك صحبة
من جماعة، ترافق الجميع على السفر ,
سلكوا الطريق حتى قطعوا جزءاً منه .
وفي أثناء ذلك كانت المفاجأة .. حيث ﻻ
يحتسبون، فلقد تغيّر الهواء , وادلهمّ
الفضاء , أظلمت الدنيا وبدأ الوفر
بالتساقط.
بين كل ذلك استطاع رفقاء السيد من
مواصلة الطريق , غير أنّه لم يتمكّن من
ذلك، فقد أحس بضعف وقد بقي وحده ,
نزل عن فرسه وجلس في زاوية على
جانب الطريق .. وقد اضطرب اضطراباً
شديداً .
وبينا هو كذلك وفي تفكير وتأمل رأى
أمامه بستاناً , وفي هذه البستان فﻼح
بيده مسحاته , يضرب بها اﻷشجار
فيتساقط الوفر من عليها .
تقدم هذا الفﻼح نحو السيد بحيث لم يبق
بينهما سوى فاصلة قليلة , ثم قال له:
- من أنت؟
فأجابه بحشرجة.
- لقد ذهب أصدقائي وبقيت وحدي.
- فقال له الفﻼح .
- صلّ نافلة الليل لتعرف الطريق .
وهكذا قام بأداء هذه الصﻼة , ولما فرغ
من أدائها , عاد الفﻼح مرة أخرى ليقول
له .
- ألم تذهب بعد؟
فقال له السيد بضعف:
- ﻻ أعرف الطريق .
فرد عليه بسرعة :
- اقرأ الزيارة الجامعة .
فقرأ ها حتى نهايتها , وإذا بالفﻼح قد
عاد ثانية ليقول:
- ألم تذهب بعد؟
فقال السيد وقد أخذته العَبرة :
- أنا هنا متحيّر وﻻ أعرف الطريق .
فقال الفﻼح في هذه المرّة :
- اقرأ زيارة عاشوراء.
وهكذا قرأها , والسيد في كل ذلك
يمتثل لكل ما يأمره به الفﻼح , وما له
سلطان عليه وﻻ يعرف نتيجة اﻷمر.
وفعﻼً لقد عاد الفﻼح ليسأله نفس
السؤال:
- ألم تذهب بعد؟
- فقال له :
- ﻻ
فقال له الفﻼح مطمئِناً:
- أنا أوصلك الى قافلتك
فدبّت الراحة في نفسه وشعر
باﻻطمئنان , ثم سلّم السيد لجام فرسه
إلى الفﻼح , فركب وأردف السيد خلفه
وسارا .
لقد طاوعه الفرس باﻻنقياد , وكأنّما هو
فارسه , فازداد عجب السيد من ذلك أشد
العجب .
وما انقضى قليل من الوقت إﻻّ وقد قال
الفﻼح للسيد :
- هذه هي قافلتك لقد وصلت .
وهنا وقع في نفس السيد السؤال
الكبير :
- من هو هذا اﻹنسان الذي يتكلم
الفارسية في منطقة ﻻ ينطق أهلها إﻻ
بالتركيّة؟ بل ويعتنقون النصرانية؟
ثم كيف أنّه أوصلني بهذه السرعة؟
واﻷعجب من كل ذلك إنني قد التفت فلم
أره , فأين ذهبت؟ أهو فﻼح بسيط .. ﻻ ..
ﻻ يمكن أنْ يكون كذلك .
- ﻻ شك وﻻ ريب انه من يرعانا .. إنه
سيدي صاحب العصر والزمان عليه
السﻼم.