تفسير فرات الكوفي: فُرَاتٌ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ وَ الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَامِرٌ عَنْ رِيَاحِ بْنِ أَبِي رِيَاحٍ عَنْ شَرِيكٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً قَالَفِي وَلَايَةِ عَلِيِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع.
تفسير فرات الكوفي: فُرَاتٌ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ وَ الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ قَالا حَدَّثَنَا [مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا] عَامِرٌ عَنْ رِيَاحِ بْنِ أَبِي رِيَاحٍ عَنْ شَرِيكٍ فِي قَوْلِهِ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً قَالَ فِي وَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع.
تفسير العياشي: عَنْ جَابِرِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ فِي مَجْلِسٍ لَنَا وَ أَخِي زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ يُحَدِّثُنَا إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَى فَرَسِهِ عَلَيْهِ زِيُّ السَّفَرِ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا ثُمَّ وَقَفَ فَقَالَ أَ فِيكُمْ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ فَقَالَ زَيْدٌ أَنَا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ فَمَا تُرِيدُ فَقَالَ الرَّجُلُ أَ تَدْرِي مِنْ أَيْنَ جِئْتُ قَالَ لَا قَالَ مِنْ فُسْطَاطِ مِصْرَ لِأَسْأَلَكَ عَنْ حَدِيثٍ بَلَغَنِي عَنْكَ تَذْكُرُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ وَ مَا هُوَ قَالَ حَدِيثُ غَدِيرِ خُمٍّ فِي وَلَايَةِ عَلِيِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ قَبْلَ غَدِيرِ خُمٍّ مَا أُحَدِّثُكَ بِهِ إِنَّ جَبْرَئِيلَ الرُّوحَ الْأَمِينَ ع نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص بِوَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَدَعَا قَوْماً أَنَا فِيهِمْ فَاسْتَشَارَهُمْ فِي ذَلِكَ لِيَقُومَ بِهِ فِي الْمَوْسِمِ فَلَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ لَهُ وَ بَكَى ص فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ ع مَا لَكَ يَا مُحَمَّدُ أَ جَزِعْتَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ فَقَالَ كَلَّا يَا جَبْرَئِيلُ وَ لَكِنْ قَدْ عَلِمَ رَبِّي مَا لَقِيتُ مِنْ قُرَيْشٍ إِذْ لَمْ يُقِرُّوا لِي بِالرِّسَالَةِ حَتَّى أَمَرَنِي بِجِهَادِي وَ أَهْبَطَ إِلَيَّ جُنُوداً مِنَ السَّمَاءِ فَنَصَرُونِي فَكَيْفَ يقروا [يُقِرُّونَ] لِعَلِيٍّ مِنْ بَعْدِي فَانْصَرَفَ عَنْهُ جَبْرَئِيلُ ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ «1» فَلَمَّا نَزَلْنَا الْجُحْفَةَ رَاجِعِينَ وَ ضَرَبْنَا أَخْبِيَتَنَا نَزَلَ جَبْرَئِيلُ بِهَذِهِ الْآيَةِ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ ص وَ هُوَ يُنَادِي أَيُّهَا النَّاسُ أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ فَأَتَيْنَاهُ مُسْرِعِينَ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ فَإِذَا هُوَ وَاضِعٌ بَعْضَ ثَوْبِهِ عَلَى رَأْسِهِ وَ بَعْضَهُ عَلَى قَدَمِهِ مِنَ الْحَرِّ وَ أَمَرَ بِقَمِّ مَا تَحْتَ الدَّوْحِ فَقُمَّ مَا كَانَ ثَمَّةَ مِنَ الشَّوْكِ وَ الْحِجَارَةِ فَقَالَ رَجُلٌ مَا دَعَاهُ إِلَى قَمِّ هَذَا الْمَكَانِ وَ هُوَ يُرِيدُ أَنْ يَرْحَلَ مِنْ سَاعَتِهِ إِلَّا لِيَأْتِيَنَّكُمُ الْيَوْمَ بِدَاهِيَةٍ فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ الْقَمِّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْ يُؤْتَى بِأَحْلَاسِ دَوَابِّنَا وَ أَقْتَابِ إِبِلِنَا وَ حَقَائِبِنَا فَوَضَعْنَا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ ثُمَّ أَلْقَيْنَا عَلَيْهَا ثَوْباً ثُمَّ صَعِدَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ نَزَلَ عَلَيَّ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ أَمْرٌ ضِقْتُ بِهِ ذَرْعاً مَخَافَةَ تَكْذِيبِ أَهْلِ الْإِفْكِ حَتَّى جَاءَنِي فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَعِيدٌ مِنْ رَبِّي إِنْ لَمْ أَفْعَلْ أَلَا وَ إِنِّي غَيْرُ هَائِبٍ لِقَوْمٍ وَ لَا مُحَابٍ لِقَرَابَتِي أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ قَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ وَ أَنْتَ يَا جَبْرَئِيلُ فَاشْهَدْ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثاً ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَرَفَعَهُ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ قَالَهَا ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ هَلْ سَمِعْتُمْ فَقَالُوا اللَّهُمَّ بَلَى قَالَ فَأَقْرَرْتُمْ قَالُوا بَلَى ثُمَّ قَالَ ص اللَّهُمَّ اشْهَدْ وَ أَنْتَ يَا جَبْرَئِيلُ فَاشْهَدْ ثُمَّ نَزَلَ فَانْصَرَفْنَا إِلَى رِحَالِنَا وَ كَانَ إِلَى جَانِبِ خِبَائِي خِبَاءٌ لِنَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَ هُمْ ثَلَاثَةٌ وَ مَعِي حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ فَسَمِعْنَا أَحَدَ الثَّلَاثَةِ وَ هُوَ يَقُولُ وَ اللَّهِ إِنَّ مُحَمَّداً لَأَحْمَقُ إِنْ كَانَ يَرَى أَنَّ الْأَمْرَ يَسْتَقِيمُ لِعَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَ قَالَ آخَرُ أَ تَجْعَلُهُ أَحْمَقَ أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ مَجْنُونٌ قَدْ كَادَ أَنْ يُصْرَعَ عِنْدَ امْرَأَةِ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ وَ قَالَ الثَّالِثُ دَعُوهُ إِنْ شَاءَ أَنْ يَكُونَ أَحْمَقَ وَ إِنْ شَاءَ أَنْ يَكُونَ مَجْنُوناً وَ اللَّهِ مَا يَكُونُ مَا يَقُولُ أَبَداً فَغَضِبَ حُذَيْفَةُ مِنْ مَقَالَتِهِمْ فَرَفَعَ جَانِبَ الْخِبَاءِ فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ إِلَيْهِمْ وَ قَالَ فَعَلْتُمُوهَا وَ رَسُولُ اللَّهِ ص بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ وَ وَحْيُ اللَّهِ يُنْزَلُ عَلَيْكُمْ وَ اللَّهِ لَأُخْبِرَنَّهُ بُكْرَةً بِمَقَالَتِكُمْ فَقَالُوا لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ إِنَّكَ لَهَاهُنَا وَ قَدْ سَمِعْتَ مَا قُلْنَا اكْتُمْ عَلَيْنَا فَإِنَّ لِكُلِّ جِوَارٍ أَمَانَةً فَقَالَ لَهُمْ مَا هَذَا مِنْ جِوَارِ الْأَمَانَةِ وَ لَا مِنْ مَجَالِسِهَا مَا نَصَحْتُ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنْ أَنَا طَوَيْتُ عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالُوا لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ فَوَ اللَّهِ لَنَحْلِفَنَّ أَنَّا لَمْ نَقُلْ وَ أَنَّكَ قَدْ كَذَبْتَ عَلَيْنَا أَ فَتَرَاهُ يُصَدِّقُكَ وَ يُكَذِّبُنَا وَ نَحْنُ ثَلَاثَةٌ فَقَالَ لَهُمْ أَمَّا أَنَا فَلَا أُبَالِي إِذَا أَدَّيْتُ النَّصِيحَةَ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَى رَسُولِهِ فَقُولُوا مَا شِئْتُمْ أَنْ تَقُولُوا ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ص وَ عَلِيٌّ إِلَى جَانِبٍ مُحْتَبٍ بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ فَأَخْبَرَهُ بِمَقَالَةِ الْقَوْمِ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ص فَأَتَوْهُ فَقَالَ لَهُمْ مَا ذَا قُلْتُمْ فَقَالُوا وَ اللَّهِ مَا قُلْنَا شَيْئاً فَإِنْ كُنْتَ بُلِّغْتَ عَنَّا شَيْئاً فَمَكْذُوبٌ عَلَيْنَا فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ بِهَذِهِ الْآيَةِ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْوَ قَالَ عَلِيٌّ ع عِنْدَ ذَلِكَ لِيَقُولُوا مَا شَاءُوا وَ اللَّهِ إِنَّ قَلْبِي بَيْنَ أَضْلَاعِيوَ إِنَّ سَيْفِي لَفِي عُنُقِي وَ لَئِنْ هَمُّوا لَأَهُمَّنَّ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ لِلنَّبِيِّ ص اصْبِرْ لِلْأَمْرِ الَّذِي هُوَ كَائِنٌ فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ ص عَلِيّاً بِمَا أَخْبَرَهُ بِهِ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ إِذاً أَصْبِرُ لِلْمَقَادِيرِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمَلَإِ شَيْخٌ لَئِنْ كُنَّا بَيْنَ أَقْوَامِنَا كَمَا يَقُولُ هَذَا لَنَحْنُ أَشَرُّ مِنَ الْحَمِيرِ قَالَ وَ قَالَ آخَرُ شَابٌّ إِلَى جَنْبِهِ لَئِنْ كُنْتَ صَادِقاً لَنَحْنُ أَشَرُّ مِنَ الْحَمِير.
تفسير فرات الكوفي: فُرَاتٌ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ وَ الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ قَالا حَدَّثَنَا [مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا] عَامِرٌ عَنْ رِيَاحِ بْنِ أَبِي رِيَاحٍ عَنْ شَرِيكٍ فِي قَوْلِهِ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً قَالَ فِي وَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع.
تفسير العياشي: عَنْ جَابِرِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ فِي مَجْلِسٍ لَنَا وَ أَخِي زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ يُحَدِّثُنَا إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَى فَرَسِهِ عَلَيْهِ زِيُّ السَّفَرِ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا ثُمَّ وَقَفَ فَقَالَ أَ فِيكُمْ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ فَقَالَ زَيْدٌ أَنَا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ فَمَا تُرِيدُ فَقَالَ الرَّجُلُ أَ تَدْرِي مِنْ أَيْنَ جِئْتُ قَالَ لَا قَالَ مِنْ فُسْطَاطِ مِصْرَ لِأَسْأَلَكَ عَنْ حَدِيثٍ بَلَغَنِي عَنْكَ تَذْكُرُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ وَ مَا هُوَ قَالَ حَدِيثُ غَدِيرِ خُمٍّ فِي وَلَايَةِ عَلِيِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ قَبْلَ غَدِيرِ خُمٍّ مَا أُحَدِّثُكَ بِهِ إِنَّ جَبْرَئِيلَ الرُّوحَ الْأَمِينَ ع نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص بِوَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَدَعَا قَوْماً أَنَا فِيهِمْ فَاسْتَشَارَهُمْ فِي ذَلِكَ لِيَقُومَ بِهِ فِي الْمَوْسِمِ فَلَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ لَهُ وَ بَكَى ص فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ ع مَا لَكَ يَا مُحَمَّدُ أَ جَزِعْتَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ فَقَالَ كَلَّا يَا جَبْرَئِيلُ وَ لَكِنْ قَدْ عَلِمَ رَبِّي مَا لَقِيتُ مِنْ قُرَيْشٍ إِذْ لَمْ يُقِرُّوا لِي بِالرِّسَالَةِ حَتَّى أَمَرَنِي بِجِهَادِي وَ أَهْبَطَ إِلَيَّ جُنُوداً مِنَ السَّمَاءِ فَنَصَرُونِي فَكَيْفَ يقروا [يُقِرُّونَ] لِعَلِيٍّ مِنْ بَعْدِي فَانْصَرَفَ عَنْهُ جَبْرَئِيلُ ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ «1» فَلَمَّا نَزَلْنَا الْجُحْفَةَ رَاجِعِينَ وَ ضَرَبْنَا أَخْبِيَتَنَا نَزَلَ جَبْرَئِيلُ بِهَذِهِ الْآيَةِ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ ص وَ هُوَ يُنَادِي أَيُّهَا النَّاسُ أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ فَأَتَيْنَاهُ مُسْرِعِينَ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ فَإِذَا هُوَ وَاضِعٌ بَعْضَ ثَوْبِهِ عَلَى رَأْسِهِ وَ بَعْضَهُ عَلَى قَدَمِهِ مِنَ الْحَرِّ وَ أَمَرَ بِقَمِّ مَا تَحْتَ الدَّوْحِ فَقُمَّ مَا كَانَ ثَمَّةَ مِنَ الشَّوْكِ وَ الْحِجَارَةِ فَقَالَ رَجُلٌ مَا دَعَاهُ إِلَى قَمِّ هَذَا الْمَكَانِ وَ هُوَ يُرِيدُ أَنْ يَرْحَلَ مِنْ سَاعَتِهِ إِلَّا لِيَأْتِيَنَّكُمُ الْيَوْمَ بِدَاهِيَةٍ فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ الْقَمِّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْ يُؤْتَى بِأَحْلَاسِ دَوَابِّنَا وَ أَقْتَابِ إِبِلِنَا وَ حَقَائِبِنَا فَوَضَعْنَا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ ثُمَّ أَلْقَيْنَا عَلَيْهَا ثَوْباً ثُمَّ صَعِدَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ نَزَلَ عَلَيَّ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ أَمْرٌ ضِقْتُ بِهِ ذَرْعاً مَخَافَةَ تَكْذِيبِ أَهْلِ الْإِفْكِ حَتَّى جَاءَنِي فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَعِيدٌ مِنْ رَبِّي إِنْ لَمْ أَفْعَلْ أَلَا وَ إِنِّي غَيْرُ هَائِبٍ لِقَوْمٍ وَ لَا مُحَابٍ لِقَرَابَتِي أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ قَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ وَ أَنْتَ يَا جَبْرَئِيلُ فَاشْهَدْ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثاً ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَرَفَعَهُ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ قَالَهَا ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ هَلْ سَمِعْتُمْ فَقَالُوا اللَّهُمَّ بَلَى قَالَ فَأَقْرَرْتُمْ قَالُوا بَلَى ثُمَّ قَالَ ص اللَّهُمَّ اشْهَدْ وَ أَنْتَ يَا جَبْرَئِيلُ فَاشْهَدْ ثُمَّ نَزَلَ فَانْصَرَفْنَا إِلَى رِحَالِنَا وَ كَانَ إِلَى جَانِبِ خِبَائِي خِبَاءٌ لِنَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَ هُمْ ثَلَاثَةٌ وَ مَعِي حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ فَسَمِعْنَا أَحَدَ الثَّلَاثَةِ وَ هُوَ يَقُولُ وَ اللَّهِ إِنَّ مُحَمَّداً لَأَحْمَقُ إِنْ كَانَ يَرَى أَنَّ الْأَمْرَ يَسْتَقِيمُ لِعَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَ قَالَ آخَرُ أَ تَجْعَلُهُ أَحْمَقَ أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ مَجْنُونٌ قَدْ كَادَ أَنْ يُصْرَعَ عِنْدَ امْرَأَةِ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ وَ قَالَ الثَّالِثُ دَعُوهُ إِنْ شَاءَ أَنْ يَكُونَ أَحْمَقَ وَ إِنْ شَاءَ أَنْ يَكُونَ مَجْنُوناً وَ اللَّهِ مَا يَكُونُ مَا يَقُولُ أَبَداً فَغَضِبَ حُذَيْفَةُ مِنْ مَقَالَتِهِمْ فَرَفَعَ جَانِبَ الْخِبَاءِ فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ إِلَيْهِمْ وَ قَالَ فَعَلْتُمُوهَا وَ رَسُولُ اللَّهِ ص بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ وَ وَحْيُ اللَّهِ يُنْزَلُ عَلَيْكُمْ وَ اللَّهِ لَأُخْبِرَنَّهُ بُكْرَةً بِمَقَالَتِكُمْ فَقَالُوا لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ إِنَّكَ لَهَاهُنَا وَ قَدْ سَمِعْتَ مَا قُلْنَا اكْتُمْ عَلَيْنَا فَإِنَّ لِكُلِّ جِوَارٍ أَمَانَةً فَقَالَ لَهُمْ مَا هَذَا مِنْ جِوَارِ الْأَمَانَةِ وَ لَا مِنْ مَجَالِسِهَا مَا نَصَحْتُ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنْ أَنَا طَوَيْتُ عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالُوا لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ فَوَ اللَّهِ لَنَحْلِفَنَّ أَنَّا لَمْ نَقُلْ وَ أَنَّكَ قَدْ كَذَبْتَ عَلَيْنَا أَ فَتَرَاهُ يُصَدِّقُكَ وَ يُكَذِّبُنَا وَ نَحْنُ ثَلَاثَةٌ فَقَالَ لَهُمْ أَمَّا أَنَا فَلَا أُبَالِي إِذَا أَدَّيْتُ النَّصِيحَةَ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَى رَسُولِهِ فَقُولُوا مَا شِئْتُمْ أَنْ تَقُولُوا ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ص وَ عَلِيٌّ إِلَى جَانِبٍ مُحْتَبٍ بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ فَأَخْبَرَهُ بِمَقَالَةِ الْقَوْمِ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ص فَأَتَوْهُ فَقَالَ لَهُمْ مَا ذَا قُلْتُمْ فَقَالُوا وَ اللَّهِ مَا قُلْنَا شَيْئاً فَإِنْ كُنْتَ بُلِّغْتَ عَنَّا شَيْئاً فَمَكْذُوبٌ عَلَيْنَا فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ بِهَذِهِ الْآيَةِ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْوَ قَالَ عَلِيٌّ ع عِنْدَ ذَلِكَ لِيَقُولُوا مَا شَاءُوا وَ اللَّهِ إِنَّ قَلْبِي بَيْنَ أَضْلَاعِيوَ إِنَّ سَيْفِي لَفِي عُنُقِي وَ لَئِنْ هَمُّوا لَأَهُمَّنَّ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ لِلنَّبِيِّ ص اصْبِرْ لِلْأَمْرِ الَّذِي هُوَ كَائِنٌ فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ ص عَلِيّاً بِمَا أَخْبَرَهُ بِهِ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ إِذاً أَصْبِرُ لِلْمَقَادِيرِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمَلَإِ شَيْخٌ لَئِنْ كُنَّا بَيْنَ أَقْوَامِنَا كَمَا يَقُولُ هَذَا لَنَحْنُ أَشَرُّ مِنَ الْحَمِيرِ قَالَ وَ قَالَ آخَرُ شَابٌّ إِلَى جَنْبِهِ لَئِنْ كُنْتَ صَادِقاً لَنَحْنُ أَشَرُّ مِنَ الْحَمِير.