تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
- فناؤه من قبل ذاته وهو باطل لانه ممكن والممكن كما لايوجد الا بعلة خارجه عنه كذلك لا يعدم الا بعلة خارجة عنه.
- فناؤه بعلة خارجة عنه وهو ايضا باطل لان العلة شأنها الايجاد لا الاعدام فهي تفيض الموجود على المعلول اما العدم فهو لي بشئ حتى يعطى ويفاض.
ان قلت: ان الفاعل لا يفعل العدم لانه ليس بشئ لكنه يوقف فعله اي انه كان يفيض المعلول فيوجده ثم يوقف فيضه فيعدم فيمكن تحقق الاعدام من قبل الفاعل؟
اجابك الكرامية والجاحظ بان العقل لا يرى فرق بين فعل العدم الذي هو باطل بالاتفاق وبين عدم الفعل الذي اشكلتم به.
- ان الفناء قد يتحقق بان يخلق الله تعالى ضدا للعالم اسموه الفناء، لكنه باطل لوجهين:
اولا: ان العالم يتكون من اجسام والاجسام لا ضد لها فكما درسنا في المنطق ان التضاد يحصل بين امرين وجوديين يتواردان على موضوع واحد بينهما غاية البعد. ومن قولهم (يتواردان على موضوع واحد) نعرف ان الضدين يجب ان يكونا من الاعراض وبما ان الاجسام جواهر فلا ضد لها حينئذ.
ثانيا: واذا غضضنا الطرف عن الاشكال الاول نقول: على فرض وجود الضد فلماذا لا يعدم بالتضاد نفس الفناء ولا يفنى العالم فوجود الضد وهو (الفناء) ليس بأولى من وجود العالم والصور المحتملة لأولويته كلها باطلة وهي:
- ان وجود الضد (الفناء) اولى من وجود العالم لارتباطه وتعلقه بالعلة وهو الواجب سبحانه؟
لكنه مردود بان العالم ايضا مرتبط ومتعلق السبب وهو الواجب تبارك وتعالى وليس ذلك منحصر ب(الفناء) نعم يصح هذا الاشكال على القائلين بقدم العالم وانه غير معلول للحق تبارك وتعالى وهم الماديون.
- ان وجود الضد (الفناء) اولى من وجود العالم لان الفناء كثير- سيأتي بان هذا القول على مبنى ابي هاشم الجبائي - والعالم واحد ووجود الكثير اولى من وجود الواحد؟
ويرد بان (الفناء) لو كان كثيرا للزم اجتماع المثلين وهوباطل.
- ان وجود الضد (الفناء) اولى من وجود العالم لان وجود العالم مع وجود الضد يستلزم اجتماع الضدين ومرجع اجتماع الضدين الى اجتماع النقيضين توضيحه:
ان وجود العالم يقتضي عدم الضد (الفناء) لاستحالة اجتماع الضدين فوجود العالم يقتضي عدم (الفناء) ووجود (الفناء) يقتضي عدم العالم فاذا وجد العالم مع وجود الفناء فهذا يعني وجود الفناء ووجود عدم الفناء وهو اجتماع للنقيضين؟
وجوابه:
باننا نمنع من اجتماع الضدين (العالم والفناء) اصلا فلا يستلزم اجتماع النقيضين بان نمنع من وجود الضد (الفناء) فبما ان العالم سابق للفناء في الوجود فهذا يمنع من تحقق ضده (الفناء) فلا يدخل (الفناء) في حيز الوجود فلا يجتمع الضدان وبالتالي لا يجتمع النقيضان.