تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
ان التدرج بالشرائع السماويه يعتبر مقدمه تكوينيه ضروريه لوصول الانسانيه على اختيارها وارادتها الى كمالها النوعي الذي اراده الله لها واعده لاجلها وذلك بالاعتقاد بالحق والعدل عدل الله وحكمتهوالاقراروالاذعان بالزوم طاعته وعبادته وتقواه والانابه اليه والتسليم بقضائه وقدره وتخاذ ذالك كله اساسا لعمل الانسان كل انسان على هذه الارض وسلوكه الشخصي والاجتماعي وسعادته المرجوه وغاياته الاخيره
كما جاء في الكتاب الكريم (ياايها الناس انا خلقناكم من ذكرا وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عندالله اتقاكم ان الله عليم خبير)وكما في قوله تعالى(وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون)
وعلى هذا الاساس كانت الشرائع متدرجه في تعاليمها وتشريعاتها (العمليه)طبقا لتدرج الانسان العملي والعلمي والاجتماعي بمعنى ان الشرائع الالهيه كانت تر اعي دائما الدرجه العلميه والقدره الاختياريه العلميه والوعي الاجتماعي التي تكون عليها فئه من الناس او مجتمع من المجتمعات بحيث تقوم تلك التشريعات والتعاليم الشرعيه بتغطية المساحه الكامله التي يحتاجهاذالك المجتمع او تلك الفئه من البشر في حياتهم وعلاقاتهم الانسانيه وسلوكهم الفردي والجماعي وتطلعاتهم المستقبليه بشكل يضعهم دائما وابدا وجها لوجه امام مسؤولياتهم الفرديه والاجتماعيه والتاريخيه التي حددتها تلك الشرائع السماويه وجعلتها غايتها الاخيره وهدفها المنشود
ولقدكانت طبيعة هذالتدرج التشريعي متمثلا بنسخ الشرائع بعضها لبعض حيث كانت الشرائع اللاحقه ناسخه للشرائع السابقه لذا كانت الشرائع الالهيه التي بشر بها انبياء الله متفاوته في تعاليمها واحكامها وتشريعاتها سعتا وضيقا والنسخ بهذا المعنى عباره عن تغير جذري في الروابط الانسانيه والعلاقات الاجتماعيه ولاشك ان هذا التغيير هو الاساس
الاول والاخير لتطور الانسان ودفعه نحوالتقدم والارتقاء والتكامل الانساني فالتوحيد هوروح الاديان السماويه والشرائع الربانيه جميعا وهوعين الاسلام بمعناه الشامل قال تعالى((ان الدين عند الله الاسلام))وقال تعالى((من أسلم وجهه الله وهو محسن))فان اي مرحله من مراحل العلم والمعرفه والخبره العلميه والقدره الاختياريه والرفاه الاجتماعي والتقدم الحضاري او اي درجه من درجاته الراقيه التي وصلت اليها البشريه او التي يمكن ان ترتقي اليها في سيرها الطبيعي التكاملي في اي عصر من العصور الماضي والحاضر والمستقبل هو عباره اخرى عن جهود البشر جميعا او نتيجه حتميه لارادتهم الواعيه