إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انتفاضة النبطية(الشيعة) في يوم عاشوراء عام 1983

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انتفاضة النبطية(الشيعة) في يوم عاشوراء عام 1983

    بسم الله الرحمن الرحيم...
    اللهم صل على محمد وال محمد...
    السلام عليك يا سيدي ومولاي يا ابا عبد الله الحسين...

    لعاشوراء ذكريات كثيرة وخاصة عند اهل جنوب لبنان شيعة جبل عامل فهي تخضبت بالدماء وكانت سر الانتصار الكبير على الكيان الغاصب اي الكيان الاسرائيل فالنبطية التي هي واقعة في جنوب لبنان والتي تعرف عند الشيعة في لبنان بمدينة الامام الحسين عليه السلام الثانية لما يجري فيها من شعائر بأيام محرم وخاصة يوم العاشر منه ولها قصة خاصة مع الانتفاضة حيث قام الشيعة بها وكانت اول مسمار في نعش دولة اسرائيل فالشيعة دوما هم الرواد في كل شيء ولا احد في العالم خاض معركة ضدهم الا وكان النصر حليف الشيعة ابناء امير المؤمنين عليه السلام وهذه القصة يرويها الرئيس نبيه بري الذي هو قائد للمقاومة من ذلك الوقت والى الان...
    تبدءا القصة كما يرويها عن انتفاضة النبطية عام 1983 :( اكثر ما راهنت عليه اسرائيل لترسيخ احتلالها وتحقيق اهدافها كان استقطاب الشيعة على اعتبار انها انقذتهم باجتياحها من العدو المشترك الفلسطيني المخرب الذي جرى الويلات على اهل الجنوب ؟
    حاول العدو ان يرسخ هذه المقولة وأرفقها بوعد ان تسعى اسرائيل جاهدة لكي يتصدر الشيعة كل الواقع اللبناني وبأن تبني معهم افضل علاقات تأتي عليهم بالفائدة وجندت في سبيل غايتها هذه الكثير من العملاء لترويج هذه المقولة وزرعها في الذهن الشيعي...
    حاول الاسرائيليون ان يخرقونا(وهن يقصد الرئيس ان يخرقوا التنظيم المقاوم الذي كان يرئسه وما زال وهي افواج المقاومة اللبنانية امل )بواسطة احد الاشخاص وكان هذا الشخص يأتي لزيارتي من حين الى آخر...
    جاءني هذا الشخص يوما في زيارة ثم ومن دون مقدمات اخذ ينهال على الاسرائيليين واليهود بالسب والشتم وينعتهم اولاد الخنازير ثم فاجأني بسؤال متناقض مع ما هو فيه وقال : اريد ان اسألك لماذا هذا الجو بين الشيعة واسرائيل ؟
    الا ترى معي ان عداء الشيعة لإسرائيل فيه مبالغة ؟...
    سؤاله هذا بعث في الارتياب خصوصا انه كان يشتمهم قبل لحظات لكنني قررت ان اماشيه فرديت عليه بسؤال : وأين المبالغة ؟
    قال : لقد سمعت ان الاسرائيليين يريدون اقامة علاقات طيبة مع الشيعة وانهم مستعدون لتقديم اي شيء للشيعة ولا اعتقد ان العداء لهم يعطي جدوى فعلى الاقل اراحوا الجنوب من الفلسطينيين...
    هنا صح ظني بأنه يخفي شيئا فاستمريت في مماشاته محافظا على تماسكي وقلت له : في الحقيقة معك حق...
    فتابع : اعتقد ان الاسرائيليين مستعدون لان يقدموا الى الشيعة ما يريدون ولا اعتقد ان نواياهم خبيثة كما يتصور الناس فالحرب التي شنوها لم تكن تستهدف سوى الفلسطينيين واما الشيعة فليسوا المقصودين...
    قلت : يمكن ان تكون نواياهم طيبة كما تقول ولكنهم لم يثبتوا لنا بأن نواياهم طيبة في اي مسألة...
    قال : مثل شو؟؟
    بعدما سألني ارتسمت في ذهني خطة وقلت له : هناك كثير من المسائل مثلا نحن نعيش في هذه الايام اجواء (عاشوراء) وانت تعرف النبطية تشهد عرضا للسيرة الحسينية ومصرع الامام الحسين عليه السلام كل سنة وفي العاشر من محرم تختنق النبطية بالناس وهذه احدى المناسبات التي يمكن ان تستغلها اسرائيل لإبداء حسن نواياها...
    قاطعني وقال : كيف ؟؟
    قلت : انت تعرف ان الناس في يوم العاشر من محرم تكون اعصابهم مشدودة ومتأثرين بمناسبة مصرع الامام الحسين عليه السلام ولو كنت مكان اسرائيل لاستغليت هذه المناسبة وقمت بتوفير الحماية للناس في عاشوراء وحفظ الامن في محيط المكان وقمت بتسهيل امور الناس وتنقلاتهم على الطرقات وهذا الامر لا يستوجب نشر الدبابات والصفحات في المكان فقد يستفز ذلك الناس الذين قد يظنون انها تحاصرهم وقد يكون رد فعلهم غير محمود وقد يتسببون بمصيبة بل ان الامر يستلنم قوة صغيرة فذلك من شأنه ان يطمئن الناس...
    واذ شعر الناس بأن اسرائيل تعمل لحمايتهم لا اعتقد ان يبقى هناك اي سبب يمنع من ان تسود اجواء الود بينهم وبين اسرائيل..
    اتقنت ايراد هذا الكلام بطريقة جدية لا تظهر ما في باطني فيما كان هذا الشخص يستمع الي باهتمام فقال لي : قولك هيك ؟؟
    قبل يومين من العاشر من محرم جاء لزيارتي كما وعد ولاحظت انه في هذه الزيارة كان اكثر صراحة مما كان في الزيارة السابقة...
    تصنعت الترحيب البالغ به فبادرني قائلا : يبدو ان الجماعة سيأخذون الترتيبات التي اقترحتها...ف
    همت عليه لكنني تعمدت ان اسأله : اي جماعة ؟؟
    رد سريعا : ولو الاسرائيليون ؟
    انتشلت من غضبي ابتسامة اصطناعية وقلت : أمتأكد انت ؟
    قال : مئة في المئة...
    اشعرته بأنني ما زلت اشك في نواياهم وقلت : والله انا لا اثق بكلامهم الا ليترجموه على ارض الواقع...
    بعد ما خرج بعثت برسالة الى الشهيد محمد سعد(وهو احد قادة المقاومة الذين اغتلتهم اسرائيل وكان يدير عمليات المقاومة وهو من المؤسسين لعمل المقاومة ومن الذين قضوا مضاجع العدو الاسرائيل وكان اهم القادة في الجهاد ضد العدو مع صغر سنه)والى الشهيد محمود فقيه وفيها : ابقوا على الجهوزية التامة حضروا انفسكم فقد آن اوانكم...
    وأرفقت الرسالة بالتعليمات في ما خص يوم العاشر من محرم...
    وفي اليوم العاشر حصل ما اخبرني به هذا العميل تماما وفي لحظة التجلي واللطم انقض المجاهدون من حركة امل على القوة الاسرائيلية واحرقوا الياتها واوقعوا جنودها قتلى وفر من بقي منهم حيا واما الشخص العميل وقبل ان يعاتبه الاسرائيليون كان الشهيد قد بعث به الى جهنم...)
    هذه القصة منقولة...
    هذه الواقعة كانت احد الخطوات المهمة في سبيل تحرير الجنوب حيث اختلط الدم المقاوم بدم الشعائر ليصبحوا شعلة في طريق التحرير في صيانة المجتمع الذي اراده الحسين عليه السلام...
    هذه احد قصص المقاومة التي تجبلت بالدماء فالتحرير لا يأتي هكذا بل رجال يصنعونه بالارادة والدماء والمشقة ليبقى الدين الاسلامي منارة ونورها محمد وال محمد فكما قال احد الاستشهاديين الذي نفذ عملية استشهادية بعدما اعتقله العدو وأخل سبيله :
    سبوا لي الرب فانتقمت لربي...
    وبالفعل لقد فعلها وكبد الاسرائليين الخسائر الكبير فهكذا هم رجال الله ورجال الحسين عليه السلام
    والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وعلى ال محمد الطيبين الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
يعمل...
X