بسم الله الرحمن الرحيم
ومن خُطبَةٍ لهُ عَليه السَّلام في صفته شيعته
قاله لمولاه نوف الشامي
شيعتي – يا نوف – الذُّبل الشفاه ، الخُمْص البطون ، رهبان في الليل ، أُسدٌ في النهار ، إذا جَنّهم الليل اتَّزَرُوا الأوساط ،و ارتدوا على الأطراف وصفّوا الأقدام ، و افترشوا الجباه ، و إذا تجلى النهار ، فحلماء علماء ، أبرار أتقياء، اتخذوا الأرض بساطاً ، و الماء طيباً ، و القرآن شعاراً ، إن شُهدوا لم يعرفوا ، وإن غابوا لم يفتقدوا ، لا يهِرّوُن هرير الكلاب ، ولا يطمعون طمع الغراب ، إن رأوا مؤمناً أكرموه ، وإن رأوا فاسقاً هجروه ، شرورهم مأمونة ، وقلوبهم محزونة ، وحوائجهم خفيفة ، و أنفسهم عفيفة ، اختلفت منهم الأبدان ، ولم تختلف القلوب ، هؤلاء و الله – يا نَوْف – شيعتي.
مستدرك نهج البلاعة.