آخر الدواء الكي !!!!!!!!

[خالد الاسدي]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين :

وبعد :

حينما يعجز الطب القديم عن علاج الامراض فأنه يلجأ الى الكي بالنار كآخر حل فذهب ذلك مثلاً لحل القضايا المستعصية

قال تعالى ((قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين))التوبة14


بدأ الاسلام دين الرحمة بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة حيث قال تعالى ((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)). [النحل:125].


ولكن الطغاة وجبابرة الأرض لاتنفع معهم الموعظة الحسنة حيث جاء على لسان نوح عليه السلام ((قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً))نوح 5 -7


ثم قال على لسان نوح عليه السلام ((ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا)) نوح 22- 24


فقد بلغ السيل الزبى وبلغت القلوب لدى الحناجر ففي هذه الحالة من اليأس من الإصلاح لابد من استعمال القوة والشدة والبأس فإما

قتالهم وإما دعوة الله الى فنائهم وليطهر الأرض منهم ولا علاج غير ذلك ،

وهذا ما عليه اليوم الفرق التكفيرية والمسماة الوهابية فلا فائدة في وعظهم وارشادهم الّا النار لأنهم احفاد بني امية

الذين لم يدخل الإسلام الى قلوبهم بل هو لعقٌ على السنتهم يكفرون المسلمين ويبيحون دمائهم كما يبيحون دماء البهائم

وهذا ليس غريب في التاريخ فسبقهم بذلك عائشة في حربها ضد الاسلام المتمثل بعلي بن ابي طالب عليه السلام


جاء عن الاصبغ بن نباتة قال : بعث الامام علي عليه السلام يوم الجمل الى عائشة (( ارجعي والّا تكلمت بكلام تبرين من الله ورسوله ))


وقال أيضاً صلواة الله وسلامه عليه للحسن عليه السلام (( أذهب الى فلانه (أي عائشة ) فقل لها قال أمير المؤمنين والذي فلق الحبة والنوى

وبرأ النسمة والهوى لئن لم ترحلي الساعة لأبعثن اليك بما تعلمين ، فلما اخبرها الحسن عليه السلام بما قال امير المؤمنين عليه السلام قامت

ثم قالت : رحلوني ، فقالت لها امراة من المهالبة : أتاك ابن عباس شيخ بني هاشم


حاورتيه وخرج من عندك مغضباً ، وأتاك غلام فأقلعتي ! قالت : ان هذا الغلام ابن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فمن اراد ان ينظر

الى مقلتي رسول الله فلينظر الى هذا الغلام ، وقد بعث اليّ بما علمت ، قالت المرأة : فأسلك بحق رسول الله صلى الله عليه واله لما اخبرتنا

بالذي بعث فيه اليك ، فقالت : إن رسول الله صلى الله عليه واله جعل طلاق نساءه بيد علي بن ابي طالب فمن طلقها في الدنيا بانت منه في الآخرة .[1]

ولكن هل ارتدعت المراة عن مقاتلة امام زمانها المفترض الطاعة ؟ كلا : بل قاتلته قتالاً ذهب به أكثر من 20 ألف مسلم

فلا ينفع بهم الّا ما قال أبو المثل : آخر الدواء الكي !!!!!!!!!!

---

[1] - مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب ج9ص134