إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف يمكن سلب قدرة التشخيص ومسألة الجبر عندالإنسان؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف يمكن سلب قدرة التشخيص ومسألة الجبر عندالإنسان؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على سيد الكائنات الروح الأمين ابي القاسم محمد وعلى آلــــــــه الطيبين الطاهرين

    اما بعد: فإن الكلام لازال في تفسير الآيات الاولى من سورة البقرة:
    ﴿إِنَّ الَّذينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وَ عَلى‏ سَمْعِهِمْ وَ عَلى‏ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظيمٌ﴾البقرة (6-7)

    س كيف يمكن سلب قدرة التشخيص ومسألة الجبر عندالإنسان؟
    أول سؤال يطرح في هذا المجال يدور حول مسألة الجبر التي قد تتبادر إلى الأذهان من قوله تعالى: (خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أبْصَارِهِمْ غِشاوَةٌ ...)فهذا الختم يفيد بقاء هؤلاء في الكفر إجباراً دون أن يكون لهم اختيار في الخروج من حالتهم هذه أليس هذا بجبر؟ وإذا كان جبراً فلماذا العقاب؟
    والقرآن الكريم يجيب على هذه التساؤلات ويقول: إن هذا الختم وهذا الحجاب هما نتيجة إصرار هؤلاء ولجاجهم وتعنتهم أمام الحق واستمرارهم في الظلم والطغيان والكفر يقول تعالى: (بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ)و يقول: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّر جَبَار) ويقول أيضاً: (اَفَرَاَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ وَاَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْم وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً) فكل هذه الآيات تقرر أنّ السبب في سلب قدرة التشخيص وتوقف أجهزة الإدراك عن العمل يعود إلى الكفر والتكبر والتجبر واتباع الهوى واللجاج والعناد أمام الحق هذه الحالة التي تصيب الإنسان هي في الحقيقة ردّ فعل لأعمال الإنسان نفسه ومن المظاهر الطبيعية في الموجود البشري أن الإنسان لو تعوّد على انحراف واستأنس به يتخذ في المرحلة الاُولى ماهية الـ«حالة» ثمّ يتحول إلى «عادة» وبعدها يصبح «ملكة» و جزءً من تكوين الإنسان حتى يبلغ أحياناً درجة لا يستطيع الإنسان أن يتخلّى عنها أبداً ولكن الإنسان إختار طريق الإنحراف هذا عن علم ووعي ومن هنا كان هو المسؤول عن عواقب أعماله دون أن يكون في المسألة جبر تماماً مثل شخص فقأ عينيه وسدَّ أُذنيه عمداً كي لا يسمع ولا يرى ولو رأينا أن الآيات تنسب الختم وإسدال الغشاوة إلى الله فذلك لأن الله هو الذي منح الإنحراف مثل هذه الخاصية وعكس هذه الظاهرة مشهود أيضاً في قوانين الطبيعة أي إن الفرد السائر على طريق الطهر والتقوى والاستقامة تمتد يد الله عزوجل إليه لتقوّي حاسّة تشخيصه وإدراكه ورؤيته وهذه الحقيقة توضحها الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنُوا اِنْ تَتَّقُوا الله يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً).
    التعديل الأخير تم بواسطة علي الخفاجي ; الساعة 02-03-2014, 10:15 PM. سبب آخر:

يعمل...
X