قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي

[الفرقان]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
قال تعالى في محكم كتابه (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) 31 ال عمران

عندما نتامل في الاية المباركة نجد ان الله تعالى قد قرن المحبة بالاتباع فجعل حب العبد له يتحقق بالاتباع لا بالدعوى المجردة منه فمن يريد ان يبرهن على صدق هذه الدعوة التي هي اسمى مرتبة للعبودية عليه ان يصدقها بالفعل وهو الاتباع ولكن كيف يتبع الله سبحانه اليس الطريق الوحيد لاجل اتباع الله هو الانقياد لطاعة رسوله صلى الله عليه واله المبلغ عنه اليس العمل باوامره والكف عن نواهيه هو اتباع لله سبحانه وتعالى
اذن محبة الله وحدها غير كافية فلا بد ان تقترن بالعمل وهو الاتباع
وهذا الاتباع يتحقق بطاعة الرسول في الاوامر والنواهي
فبهذه الاية يوزن جميع الخلق ويختبر ايمانهم وحبهم لله بحسب الاتباع فمن نقص اتباعه نقص حبه ومن لم يتبع لايكون محب لله ولاتشمله المحبة والمغفرة من الله تعالى وهنا نذكر حادثة وقعت تتضمن فحوى الموضوع وسجلها لنا التاريخ في مسند أحمد ابن حنبل من حديث أبي سعيد الخدري ص 15 / ج3 / قال : ان أبا بكر جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله إني مررت بوادي كذا وكذا فإذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلي ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : اذهب فاقتله .
قال : فذهب إليه أبو بكر فلما رآه على تلك الحال كره أن يقتله ، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله .
قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله لعمر : اذهب فاقتله . فذهب عمر فرآه على تلك الحال التي رآه أبو بكر عليها ، قال : فكره أن يقتله
قال : فرجع فقال : يا رسول الله إني رأيته يصلي متخشعا ، فكرهت أن أقتله .
قال : يا علي اذهب فاقتله .
قال : فذهب علي فلم يره فرجع علي فقال : يا رسول الله انه لم يره .
قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله : ان هذا وأصحابه يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم في فوقه فاقتلوهم هم شر البرية ... انتهى الحديث

عندما ناخذ هذا الحديث كنموذج لمفهوم الاية المباركة وهو ان الحب لايتحقق الا بالاتباع نجد ان الشيخين لم يحققا هذا الاتباع لمخالفتهم امر الرسول صلى الله عليه واله بعدم قتل هذا المارق وبالتالي لايكون حبهم لله صادقاً او بالاحرى انهم يكذبون بادعائهم هذا الحب وبما ان هذا الحب قد وقع مقدمة لنتيجة مفادها الحب من الله تعالى والمغفرة فعند عدم تحقق هذا الحب فلا محبة من الله اليهم ولا مغفرة

اللهم ثبتنا على اتباع محمد وال محمد واجعلنا من المغفور لهم انك ارحم الراحمين