بسم اللّه الرحمن الرحيم
و الصلاة على محمّد و آله الطاهرين .
البدعة في السنّةعن طريق الشيعة
روى الفريقان عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) حول البدعة والتشديد عليها روايات كثيرة نقتبس منها ما رواه أصحابنا عن النبي الأكرم أو عن أئمة أهل البيت فكثير وربما تكون هناك وحدة في اللفظ واختلاف جزئي في التعبير منها ما يلي:
1 ـ روى الكليني عن محمد بن جمهور رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إذا ظهرت البدع في أُمتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله"(1).
2 ـ وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من أتى ذا بدعة فعظّمه فإنّما يسعى في هدم الإسلام"(2).
3ـ وبهذاالاسنادقال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "أبى الله لصاحب البدعة التوبة" قيل: يا رسول الله وكيف ذلك؟ قال: "إنّه قد أُشرِبَ قلبه حبّها"(3).
4 ـ روى محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) الناس فقال: "أيّها الناس إنّما بَدءُ وقوع الفتن، أهواءٌ تُتَّبَع، وأحكام تُبتدع، يُخالَف فيها كتاب الله، يتولّى فيها رجال رجالا، فلو أنّ الباطل خلص من مزاج الحق لم يخف على المرتادين، ولو أنّ الحق خلص من لبس الباطل انقطعت عنه ألسن المعاندين، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فهناك يستولي الشيطان على أوليائه، وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى"(4)
5 ـ روى الحسن بن محبوب رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "إنّ من أبغض الخلق إلى الله عزّوجلّ لَرَجلين: رجل وكّله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل، مشغوف بكلام بدعة، قد لهج بالصوم والصلاة فهو فتنة لمن افتتن به، ضالّ عن هدى من كان قبله، مضلّ لمن اقتدى به في حياته وبعد موته، حمّال خطايا غيره، رهن بخطيئته"(5).
6ـ روى عمر بن يزيد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: "لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المرء على دين خليله وقرينه"(6).
7 ـ وروى داود بن سرحان عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم، وأكثروا من سبّهم والقول فيهم والوقيع..."(7).
8ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "ما اختلفت دعوتان إلاّ كانت إحداهما ضلالة"(8).
9ـ وقال (عليه السلام): "ما أُحدثت بدعة إلاّ ترك بها سنّة، فاتّقوا البدع وألزموا المهيع، إنّ عوازم الأُمور أفضلها، وإنّ محدثاتها شرارها"(9).
10 ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): "من تبسّم في وجه مبتدع فقد أعان على هدم دينه"(10).
11 ـ قال (عليه السلام): "من مشى إلى صاحب بدعة فوقّره فقد مشى في هدم الإسلام"(11). وقد روي أيضاً باختلاف يسير "مضى"
2 1ـ روي مرفوعاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: "عليكم بسنّة، فعمل قليل في سنّة خير من عمل كثير في بدعة"(12). وللإمام عليّ (عليه السلام) في نهج البلاغة وراء ما نقلناه كلمات دُريّة في ذمّ البدعة، نقتبس ما يلي:
13ـ فاعلم أنّ أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هُدِيَ وهَدى فأقام سنّة معلومة، وأمات بدعة مجهولة... وإنّ شرّ الناس عند الله إمام جائر ضلّ وضُلَّ به، فأمات سنّة مأخوذة وأحيى بدعة متروكة(13).
14ـ وقال أيضاً: "وإنّما الناس رجلان: متّبع شرعة، ومُبتدع بدعةً"(14).
15ـ ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «لا يذهب من السُنّة شيء حتى يظهر من البدعة مثله، حتى تذهب السُنّة وتظهر البدعة، حتى يستوفي البدعة من لا يعرف السُنّة، فمن أحيى ميتاً من سنتي قد أمُيتت، كان له أجرُها وأجرُ من عمل بها، من غير أن ينقص من أُجورهم شيئاً، ومَنْ أبدَعَ بدعة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها، لا ينقص من أوزارهم شيئاً» (15).
16ـ وورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «لا ترجعنَّ بعدي كفاراً، مرتدين، متأولين للكتاب على غير معرفة، وتبتدعون السُنّة بالهوى لاَن كل سُنّة وحدث وكلام خالف القرآن فهو ردّ وباطل» (16).
17ـ وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «يأتي على الناس زمان وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين، السُنّة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سُنّة»(17)
18 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إذا رأيتم صاحب بدعة فاكفهرّوا في وجهه فانّ الله ليبغض كلّ مبتدع ولا يجوز أحد منهم على الصراط ولكني تهافتون في النار مثل الجراد والذباب"(18).
19ـ وقال (صلى الله عليه وآله): "من غشّ أُمّتي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" قالوا: يا رسول الله وما الغشّ؟ قال: "أن يبتدع لهم بدعة فيعملوا بها"(19).
هذا قسم ممّا وقفنا عليه من الروايات، وهي كثيرة يفوتنا حصرها. وقد نقل الشاطبي قسماً وافراً من كلمات الصحابة والتابعين ومن أراد فليرجع إلى كتابه الإعتصام ونكتفي بهذا المقدار
___________
1 - 4) الكليني، الكافي 1: 54 ـ 55 ح 2 و 3 و 4 و 1 باب البدع. ولفظ الأخير مطابق لما في نهج البلاغة الخطبة 50، دون الكافي لكونه أتمّ.
5- الكليني، الكافي 1: 54 ـ 55 ح 6 باب البدع.
6 و 7- الكافي 2: 375.
8و 9- المجلسي، البحار 2: 264 الحديث 14 و 15 ; ولاحظ أيضاً 36: 288 ـ 289.
10- المجلسي، البحار 8: 23 الطبعة القديمة و 47: 217
11و 12- المجلسي، البحار 2: 304 ح 45 و: 261 ح 3.
3 1و 4 1- الرضي، نهج البلاغة، الخطب 164، 182، 176.
(15) كنز العمال، لعلاء الدين الهندي 1: 222 | 1119.
(16) خصائص الاَئمة، للشريف الرضي: 75.
(17) جامع الاخبار، لتاج الدين الشعيري: 125
18و19- ابن الأثير، جامع الأصول 9: 566 ـ المتقي الهندي، كنز العمال 1: 221 ح 1118 ويشتمل الأخير على أحاديث لم نذكرها وقد بثّها في الأجزاء التالية من كتابه: 8، 15، 7، 11، 2، 3 فلاحظ.
و الصلاة على محمّد و آله الطاهرين .
البدعة في السنّةعن طريق الشيعة
روى الفريقان عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) حول البدعة والتشديد عليها روايات كثيرة نقتبس منها ما رواه أصحابنا عن النبي الأكرم أو عن أئمة أهل البيت فكثير وربما تكون هناك وحدة في اللفظ واختلاف جزئي في التعبير منها ما يلي:
1 ـ روى الكليني عن محمد بن جمهور رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إذا ظهرت البدع في أُمتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله"(1).
2 ـ وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من أتى ذا بدعة فعظّمه فإنّما يسعى في هدم الإسلام"(2).
3ـ وبهذاالاسنادقال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "أبى الله لصاحب البدعة التوبة" قيل: يا رسول الله وكيف ذلك؟ قال: "إنّه قد أُشرِبَ قلبه حبّها"(3).
4 ـ روى محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) الناس فقال: "أيّها الناس إنّما بَدءُ وقوع الفتن، أهواءٌ تُتَّبَع، وأحكام تُبتدع، يُخالَف فيها كتاب الله، يتولّى فيها رجال رجالا، فلو أنّ الباطل خلص من مزاج الحق لم يخف على المرتادين، ولو أنّ الحق خلص من لبس الباطل انقطعت عنه ألسن المعاندين، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فهناك يستولي الشيطان على أوليائه، وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى"(4)
5 ـ روى الحسن بن محبوب رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "إنّ من أبغض الخلق إلى الله عزّوجلّ لَرَجلين: رجل وكّله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل، مشغوف بكلام بدعة، قد لهج بالصوم والصلاة فهو فتنة لمن افتتن به، ضالّ عن هدى من كان قبله، مضلّ لمن اقتدى به في حياته وبعد موته، حمّال خطايا غيره، رهن بخطيئته"(5).
6ـ روى عمر بن يزيد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: "لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المرء على دين خليله وقرينه"(6).
7 ـ وروى داود بن سرحان عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم، وأكثروا من سبّهم والقول فيهم والوقيع..."(7).
8ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "ما اختلفت دعوتان إلاّ كانت إحداهما ضلالة"(8).
9ـ وقال (عليه السلام): "ما أُحدثت بدعة إلاّ ترك بها سنّة، فاتّقوا البدع وألزموا المهيع، إنّ عوازم الأُمور أفضلها، وإنّ محدثاتها شرارها"(9).
10 ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): "من تبسّم في وجه مبتدع فقد أعان على هدم دينه"(10).
11 ـ قال (عليه السلام): "من مشى إلى صاحب بدعة فوقّره فقد مشى في هدم الإسلام"(11). وقد روي أيضاً باختلاف يسير "مضى"
2 1ـ روي مرفوعاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: "عليكم بسنّة، فعمل قليل في سنّة خير من عمل كثير في بدعة"(12). وللإمام عليّ (عليه السلام) في نهج البلاغة وراء ما نقلناه كلمات دُريّة في ذمّ البدعة، نقتبس ما يلي:
13ـ فاعلم أنّ أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هُدِيَ وهَدى فأقام سنّة معلومة، وأمات بدعة مجهولة... وإنّ شرّ الناس عند الله إمام جائر ضلّ وضُلَّ به، فأمات سنّة مأخوذة وأحيى بدعة متروكة(13).
14ـ وقال أيضاً: "وإنّما الناس رجلان: متّبع شرعة، ومُبتدع بدعةً"(14).
15ـ ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «لا يذهب من السُنّة شيء حتى يظهر من البدعة مثله، حتى تذهب السُنّة وتظهر البدعة، حتى يستوفي البدعة من لا يعرف السُنّة، فمن أحيى ميتاً من سنتي قد أمُيتت، كان له أجرُها وأجرُ من عمل بها، من غير أن ينقص من أُجورهم شيئاً، ومَنْ أبدَعَ بدعة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها، لا ينقص من أوزارهم شيئاً» (15).
16ـ وورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «لا ترجعنَّ بعدي كفاراً، مرتدين، متأولين للكتاب على غير معرفة، وتبتدعون السُنّة بالهوى لاَن كل سُنّة وحدث وكلام خالف القرآن فهو ردّ وباطل» (16).
17ـ وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «يأتي على الناس زمان وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين، السُنّة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سُنّة»(17)
18 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إذا رأيتم صاحب بدعة فاكفهرّوا في وجهه فانّ الله ليبغض كلّ مبتدع ولا يجوز أحد منهم على الصراط ولكني تهافتون في النار مثل الجراد والذباب"(18).
19ـ وقال (صلى الله عليه وآله): "من غشّ أُمّتي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" قالوا: يا رسول الله وما الغشّ؟ قال: "أن يبتدع لهم بدعة فيعملوا بها"(19).
هذا قسم ممّا وقفنا عليه من الروايات، وهي كثيرة يفوتنا حصرها. وقد نقل الشاطبي قسماً وافراً من كلمات الصحابة والتابعين ومن أراد فليرجع إلى كتابه الإعتصام ونكتفي بهذا المقدار
___________
1 - 4) الكليني، الكافي 1: 54 ـ 55 ح 2 و 3 و 4 و 1 باب البدع. ولفظ الأخير مطابق لما في نهج البلاغة الخطبة 50، دون الكافي لكونه أتمّ.
5- الكليني، الكافي 1: 54 ـ 55 ح 6 باب البدع.
6 و 7- الكافي 2: 375.
8و 9- المجلسي، البحار 2: 264 الحديث 14 و 15 ; ولاحظ أيضاً 36: 288 ـ 289.
10- المجلسي، البحار 8: 23 الطبعة القديمة و 47: 217
11و 12- المجلسي، البحار 2: 304 ح 45 و: 261 ح 3.
3 1و 4 1- الرضي، نهج البلاغة، الخطب 164، 182، 176.
(15) كنز العمال، لعلاء الدين الهندي 1: 222 | 1119.
(16) خصائص الاَئمة، للشريف الرضي: 75.
(17) جامع الاخبار، لتاج الدين الشعيري: 125
18و19- ابن الأثير، جامع الأصول 9: 566 ـ المتقي الهندي، كنز العمال 1: 221 ح 1118 ويشتمل الأخير على أحاديث لم نذكرها وقد بثّها في الأجزاء التالية من كتابه: 8، 15، 7، 11، 2، 3 فلاحظ.