بسم الله الرحمن الرحيم
قول المصنف: ولا تجب اعادة فواضل المكلف.
اراد المصنف في هذا المقطع الجواب على بعض الشبهات حول المعاد الجسماني وهي ما يعرف ب(شبهة الاكل والمأكول) وقبل بيان الشبهة قدم الشارح مقدمة في بيان حقيقة الانسان ماهي؟
وقد اختلف الناس في ماهية الانسان اختلافا عظيما واضطربت اراؤهم في ذلك اضطراباً عظيما ومجمل اقوالهم نوردها لك ها هنا:
- قال جماعة من المعتزلة كابي علي وابنه ابي هاشم وغيرهما انه هذا الهيكل المحسوس المشاهد المشار اليه المخبر عنه وبه قال السيد المرتضى.
- وقال قوم انه الجزء الناري.
- وقال اخرون انه الجزء الهوائي .
- وقال البعض انه الجزء المائي.
- وقيل انه الدم.
- وقيل انه الاخلاط الاربعة.
- وقيل انه الروح وهو مركب من بخارية الاخلاط ولطيفها ومسكنه الاعضاء الرئيسية التي هي الدماغ والقلب والكبد ومنها ينفذ في العروق والاعصاب الى سائر الاعضاء .
- وقيل هو النفس التي في الانسان.
- وقال النظام هو جسم لطيف في داخل البدن سار في اعضائه فاذا انقطع منه عضو تقلص الى داخل البدن فان قطع بحيث ينقطع ذلك الجسم اللطيف مات الانسان وهو قريب من مذهب المتكلمين.
- وقال المحققون كابي الحسين البصري من المعتزلة انه عبارة عن اجزاء اصلية في البدن باقية من اول العمر الى اخره لا يتطرق اليه الزيادة والنقصان واختاره الشارح هنا والفاضل كمال الدين ميثم البحراني والفاضل المقداد.
- وقال ابن الراوندي انه جزء لا يتجزء من القلب.
- وقيل هو المزاج المعتدل الانساني وهو كيفية متوسطة تحصل من تفاعل الكيفيات البسيطة المتضادة .
- وقال قوم انه الحياة.
- وقيل هو تخاطيط الاعضاء و تشكل الانسان الي لا يتغير الى اخر عمره.
- انه جوهر مجرد غير متحيز ولا حال في المتحيز متعلق بهذا البدن ليس تعلق الحلول به بل تعلق التدبير له كتعلق العاشق بمعشوقه والملك بمدينته وهومذهب جمهور الفلاسفة وبعض المتكلمين كالمصنف الشيخ المفيد والشخ الطوسي من الامامية.
والمشهور هو المذهب الاخير ومذهب الاجزاء الاصلية الذي هو العاشر في هذا الترتيب وقد اكتفى الشارح بهما لشهرتهما دون غيرهما.