إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الوردة للوردة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوردة للوردة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد وال محمد


    الوردة للوردة



    أزاحت شالها الأزرق عن أنفها بأصابعها الصغيرة.


    _((عمي! أيمكنك أن تبيعنا هذه الوردة بسعر أقل؟)).


    وضع الرجل يده على قضيب العربة.


    _((لا ، دعوني أعمل)).


    ودفع العربة.


    ذبلت عينا البنت ثم أحنت رأسها.


    _((ألا يمكنك أن تخسم لنا خمسين تومانا من سعر الوردة؟ فنحن لا نملك سوى مئتين وخمسين تومانا)).

    أوقف الرجل عربيه.


    _((إذن بإمكانكما أن تشتريا مزهرية أخرى)).


    أمسك الابن الصغير يد أخته


    ._((ولكن أمنا تحب وردة إبرة الراعي كثيرا. و... أخي أيضا لم يعجبها سوى هذه الوردة)).


    أصبح صوت الرجل أكثر لينا من قبل.


    _((حسنا. أرياني نقودكما)).


    أدخلت البنت يدها في جيب معطفها الأحمر وأخرجت منها نقودها المطوية)).


    أخذ الرجل النقود وعدها.

    _((حسنا، لا بأس سأوافق على طلبكما لأنكما طفلان جيدان)).


    ثم وضع المزهرية في كيس بلاستيكي وأعطاها للابن.


    فمسكها ثم وضعها في حضنه، وبعد أن قطع بضعة خطوات قال:


    _((آخ ... مائدة ... ستقع المزهرية ... لم أعد أستطيع أن أحملها...)). رفعت البنت طرف الشال وقربته

    من أنفها وشدته حول رقبتها، وأخذت المزهرية من أخيها)).


    بدأ الطفل يمشي مسرعا حتى سبق أخته وأخذ يصعد السلالم التي تربط الشارع الرئيسي بالشارع الفرعي،

    وظل يرشد أخته على الطريق بعد أن أخفت ورود إبرة الراعي وجهها.


    _((أخي! أعتقد أن الماما الآن بدأت تقلق بسبب تأخيرنا)).


    _((نعم، علينا أن نسرع)).


    _إذا سألتك شيئا تجيبينني بصدق؟ هل أنت مثل ماما أيضا؟!)).


    _((لا... أنا فقط مصابة بالربو)).


    تكرر سعالها وبدأ صوتها يتغير.


    _((أ . . . خي . . . رذاذ . . . أخرج . . . أخرجه . . .)).


    توقف الابن ووضع يده في جيب معطف أخته.


    _((أين هو؟ لا أجده.)).


    _((سحاب . . . افتح سحاب معطفي)).


    أدخل الابن يده تحت شال أخته كي يفتح سحاب معطفها.


    كان خدا البنت قد احمرا.

    وضع يده على قضيب في حافة الطريق.


    فسقطت المزهرية من يدها.


    حاولت أن تمسكها، ولكنها صدمت بحافة الجدول الإسمنتي وانكسرت داخل الكيس.

    بللت الدمع عيني الابن.


    أخرج الرذاذ الأبيض الصغير من جيب معطفها.


    أزاح شال أخته ورش الرذاذ داخل فمها.

    بدأت البنت تتنفس بهدوء.


    جلس الاثنان على ركبتيهما عند قطع مزهرية الفخار المكسورة.


    سقطت دمعة من عيني البنت وارتجفت أوراق الوردة الزهرية اللون.


    كان بخار نفس البنت يخرج من فمها بهدوء.

    _((أخي! أنفقت نقودنا كلها)).


    مسح الابن عيني أخته بكم قميصه.


    جمع بقايا قطع الفخار التي كانت قد وقعت على الأرض ووضعها في الكيس.


    رتبت البنت أشاربها وحملت الكيس.


    ابتسم الابن لأخته ومسك جانبا من الكيس ومسكت هي جانبا آخر، وانطلقا إلى البيت.

    قرعت البنت الجرس.

    فتحت الأم الباب.

    قالت بصوت عال:


    _((أين كنتما حتى الآ . . . ؟ . . .)).


    ولكن العسال ازداد عليها وجلست إلى جانب المدخل في الممر.

    دخل الاثنان البيت بسرعة.

    أسرعت البنت إلى الغرفة وأخذت الرذاذ ورشته داخل فم أمها.


    بدأت الأم تتنفس بهدوء.

    _((أين كنتما حتى الآن؟!)).


    نظر الطفلان إلى بعضهما البعض ، حملا الكيس وقد بانت منه أغصان الوردة ووضعاه أمام أمهما.

    _((ماما! مبروك، اليوم عيد المعاقين)).


    قبل أن تتفوه الأم بكلمة، تابعت الفتاة كلامها :


    _((ماما! الحق علي، أنا التي كسرتها)).


    احتضنت الأم طفليها وأشارت برأسها:

    _((انظرا هناك)).


    نظر الطفلان إلى النافذة.


    كانت مزهريتان من ورود إبرة الراعي موضوعتين جانب بعضهما البعض.

    قبلت الأم خد ابنتيها.


    _((حبيبتي! مبروك يومك أيضا. بابا اشترى هاتين المزهريتين لنا، لي ولك)).


    سألت البنت نتعجب وفرح((ماما! هل تقصدين أنني أيضا . . . ؟ )).


    ابتسما لابن بوجه أخته كما ابتسمت أمه.






    التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة عبو ; الساعة 25-03-2014, 08:47 AM. سبب آخر:
يعمل...
X