إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التجسيم والتشبيه عقيدتا السلفية و الحشوية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التجسيم والتشبيه عقيدتا السلفية و الحشوية

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

    الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
    لما انتشر الإسلام في شبه الجزيرة العربية ، وأخذ الناس في الدخول الى الإسلام أفواجا ووحدانا، فما كان على اليهود والنصارى المتواجدين فيها إلا الاستسلام لنداءات المسلمين ، ولم يكن ذلك منهم طوعا بل دخلوا فيه متظاهرين، غير معتقدين غالباً إلا من تداركتهم العناية الربانية والتوفيق الإلهي وهم قليلون جداً, وبما أنهم كانوا من أهل الكتاب بل بعضهم من احبارهم العارفين بالعقائد و القصص لكلا العهدين، عمدوا إلى نشرها بين المسلمين بخداع خاص، وبطريقة تعليمية ولما كانت السذاجة تغلب على عامة المسلمين لذا تلقوهم كعلماء ربانيين، يحملون العلم، فأخذوا ما يلقونه إليهم بقلب واع ونية صادقة، وبالتالي نشر هؤلاء في هذا الجوّ المساعد كلّ ما عندهم من القصص الإنحرافية والعقائد الباطلة التي وللاسف اليوم عدة من اولويات عقائدهم التي يعتمد عليها بل يدنون بها فجاءوا بروايات تسند التجسيم والتشبيه لله تعالى عما يصفون.
    القول في النزول والمجيء والإتيان في يوم القيامة مفسرين قال تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ} سورة البقرة : 21, وقال تعالى: { وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا } سورة الفجر : 22, بان الاتيان الذي الايتين الكريمتين تدل على الاتيان الحقيقي.
    وأما من الروايات فقد روو: ما جاء في أحاديث القيامة وفصل القضاء بين العباد, منها قوله صلى الله عليه وسلم قال: "فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول: أنا ربكم , فيقولون: هل بينكم وبينه آية تعرفونه , فيقولون: الساق , فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن , ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة". أخرجه البخاري 13/421، ومسلم 1/ 434-435
    وأما نوله في الدنيا قالوا: ينزل ربنا كل ليلة كما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له". أخرجه البخاري جـ 2 ص 66 ومسلم جـ 2/407 وأخرجه أبو داود ص 303 جـ 1 والترمذي 2/307.
    وما روي من الحديث من ذكر النزول يوم عرفة : عن أسماء قالت : قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" : "رأيت ربّي عزّ وجل على جمل أحمر عليه إزار وهو يقول : قد سمحت، قد غفرت، إلاّ المظالم، فإذا كانت ليلة المزدلفة لم يصعد إلى السماء الدنيا وتنصرف الناس إلى منى". نقله, ميزان الاعتدال : 3/193 ـ 6 95. تنزيه الشريعة : 1/138, لآلئ : 1/27.
    وما روي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم أربعين سنة ، شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء ، وينزلُ الله في ظُللٍ من الغمامِ من العرش إلى الكُرسي ) رواه البخاري في صحيحه : 8/283 . ورقمه : 4624 .

    وأوردوا حديثاً معلقاً يرويه جابر عن عبد الله بن أنيس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يحشر الله العباد فيناديهم بصوت ، يسمعه من بَعُدَ ، كما يسمعه من قَرُبَ : أنا الملك أنا الديان ) . السيرة ، لابن هشام : 1/122 .
    وقال البخاري في كتابه ( خلق أفعال العباد ) معلقاً على هذا الحديث : " في هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق ؛ لأن صوت الله جلّ ذكره يسمع مِن بُعْدٍ كما يُسمع من قُرْبٍ ، وأن الملائكة يصعقون من صوته " . رواه البخاري : 7/142 ، ورقمه : 3826 .
    وقد اصبحت هذه الاحاديث سبباً لذهاب الحشويّة إلى التجسيم، والسلفيّة إلى التشبيه، واعتمد الحنابلة بسببه أنواع من البدع والأضاليل، ولا سيما ابن تيمية.
    يقول الرّحالة ابن بطّوطة في رحلته / ص 12 ـ طبع دار الكتب العلميّة ـ : في ردا على خرافات المجسم ابن تيمية وكان بدمشق من كبار فقهاء الحنابلة تقي الدين بن تيميّة كبير الشام يتكلم في فنون، إلاّ أنّ في عقله شيئاً، وكنت إذ ذاك بدمشق، فحضرته يوم الجمعة، وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكّرهم، فكان من جملة كلامه أن قال : إنّ الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا، ونزل درجة من درج المنبر. ..
    فالعقل السليم الحرّ يقطع ببطلان التجسيم وبطلان قول ابن تيمية وبطلان ما ورد من الأحاديث في هذا الشأن. تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.

    قل للمغيب تحت أطباق الثرى إن كنت تسمع صرختي و ندائيا
    صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
    ************
    السلام عليكِ يا أم أبيها
يعمل...
X