تويت
اعوذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الشيخ الاستاذ
فلحسن هو ما يمدح عليه والقبح هو ما يذم عليه اذن هذا المعني في محل النزاع بيننا وبين الاشاعرة وليس الملائمة والمنافرة وهذا قد مر في تقسيم الافعال قلنا ان الفعل اما ان يستحق فاعله المدح فهو حسن اولا أي لا يستحق فاعلة المدح بل يذم وهو القبيح
اذن محل النزاع بيننا وبين الاشاعرة هذا الوجه من الحسن والقبح وهو ما يمدح فاعل وما يذم فاعلة
الآن نقول ان البراهمة والملاحدة حكموا بحسن وقبح الافعال لذاتها بدليل انهم يمحون فاعل العدل ويذمون فاعل الظلم وهذا هو محل النزاع
قال: ولانتفائهما مطلقا لو ثبتا شرعا.
أقول: هذا وجه ثان يدل على أن الحسن والقبح عقليان، وتقريره أنهما لو ثبتا شرعا لم يثبتا لا شرعا ولا عقلا، والتالي باطل إجماعا فالمقدم مثله، بيان الشرطية أنا لو لم نعلم حسن بعض الأشياء وقبحها عقلا لم نحكم بقبح الكذب فجاز وقوعه من الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا، فإذا أخبرنا في شيء أنه قبيح لم نجزم بقبحه وإذا أخبرنا في شيء أنه حسن لم نجزم بحسنه لتجوزي الكذب ولجوزنا أن يأمرنا بالقبيح وأن ينهانا عن الحسن لانتفاء حكمته تعالى على هذا التقدير.
شرح الشيخ الاستاذ
ويمكن تقرير بعبارة مختصرة لو كان الحسن والقبح شرعيين لم يمكن الحكم بحسن وقبح شيء حتى من الناحية الشرعي
لأن الحسن والقبح الشرعي متوقف على العلم بعدم كذب الشارع لكن ما هو الحاكم بعدم كذب الشارع كيف يمكن الحكم بان الشارع لا يكذب اما الشرع نفسة او العقل فاذا قلنا العقل فان العقل قادر على الحكم على بعض الافعال بأنه حسنه او قبيحة وهو اثبات المدعى الذي تم الادعاء به
وان كان الشرع يلزم الدور
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهري
والعنتُ على اعدائهم اجمعين