أمير المؤمنين اسم لعلي ام لعمر ؟

[ضياء الحفار]

أمير المؤمنين اسم لعلي ام لعمر ؟

كما هو معلوم مصطلح امير المؤمنين تسمية خص بها علي بن ابي طالب عليه السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو من سماه بذلك ليبين ان علي عليه السلام أمير لكل المؤمنين . وكما بات معتادا ان القوم يسرقون كل ما يميز به علي بن ابي طالب كي لا يقال هذا ما خص به علي فقط من قبل الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم . ومن هذه الامور التسمية بامير المؤمنين لو بحثنا في الروايات التي وردت من طرق المسلمين غير الشيعة في تسمية علي عليه السلام بأمير المؤمنين من قبل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم , وتسمية امير المؤمنين لعمر بن الخطاب جاءت من نفسه فهو من سمى نفسه بذلك . واليك الروايات :-


((اولا )): الروايات التي بينت ان تسمية امير المؤمنين خصت بعلي عليه السلام من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

علي بن أبي طالب ع اميرالمومنين :



أولا : حديث انس بن مالك :


فلقد روي بأنّ النبي ص قال له :


( يا أنس أسکب لي وضوءا ثم قام فصلى رکعتين ثم قال :
يا أنس أول من يدخل عليک من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين


قال أنس قلت : اللهم أجعله رجلا من الأنصار وکتمته إذ جاء علي ..


فقال ص : من هذا يا أنس ؟؟


فقلت : علي ..


فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عن وجهه بوجهه ويسمح عرق علي بوجهه ..


فقال - علي - : يا رسول الله لقد رأيتک صنعت شيئا ما صنعت بي قبل ..
قال ص :
وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي )


راجع :
1 - تاريخ مدينة دمشق لابن عساکر ج 42 ص 386 وفي ط دار الفكر ج 42
ص571.
2 - ميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 64 ، وفي ط دار المعرفة بيروت 1|748 .
3 - لسان الميزان لابن حجر ج 1 ص 107 ، وفي ط المعارف بالهند 1|852.
4 - المناقب للموفق الخوارزمي ص 85 حديث 75 ، وفي ط مؤسسة النشر الاسلامي
ص 568.
5 - مطالب السؤول في مناقب آل الرسول لمحمد بن طلحة الشافعي ص 126 - 127 ، وفي طبعة ماجد العطية ص 652.
6 - ينابيع المودة لذوي القربى للقندوزي الحنفي ج 2 ص 488 طبع اسلامبول ، وفي ط دار الاسوة ج 2 ص 1416.
7 - حلية الاولياء لأبي نعيم ج 1 ص 63 طبع السعادة بمصر .
8 - كفاية الطالب للحافظ الكنجي الشافعي ص 212.
9 - ما نزل من القرآن في علي لابن مردويه ص 59 طبع دار الحديث .
10 - فرائد السمطين للجويني ج 1 ص 145.
11 - فردوس الاخبار للديلمي ج 5 ص 364 حديث 8449.
12 - شرح وصايا أبي حنيفة ص 176 طبع اسلامبول .
13 - أرجح المطالب لعبيد الله الحنفي ص 15 طبع لاهور .
14 - مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج 17 ص 376 وج 18 ص 18 طبع دار الفكر بيروت.
15 - أصول التصوف للدكتور حسن الشرقاوي ص 49 طبع دار المعرفة الجامعية بالاسكندرية .
16 - الكامل لابن عدي ج 9 ص 26 رقم 2104 .
17 - المستدرك على الصحيحين للحاكم ج 3 ص 122 ، وقال : صحيح على شرط الشيخين .


ثانيا : حديث أم المومنين أم سلمه رض :


روي عن النبي ص أنه قال :


يا أم سلمة اشهدي واسمعي هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي ، وبابي الذي اوتى منه ، أخي في الدنيا ، وخدني في الآخرة ، ومعي في السنام الاعلى ) .


راجع : المناقب لموفق الخوارزمي ص 568 طبع مؤسسة النشر الإسلامي


وروى بعضهم هذا الحديث عن أم سلمة مختصرا أي فقط قوله ص :


( يا أم سلمة اشهدي واسمعي ، هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين ) .


راجع :
1 - مناقب الخوارزمي ص 142 حديث 162.
2 - كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 168.


ثالثا : حديث بريدة الأسلمي :


قال بريدة : أمرنا النبي ص أن نسلِّم على عليٍّ بأمير المؤمنين ونحن سبعة وأنا أصغر القوم يومئذ .


راجع : تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 42 ص 302 طبع دار الفكر بيروت تحقيق علي شيري .


رابعا : حديث حذيفة بن اليمان :


روي عن حذيفة أنه قال :


( لو يعلم الناس متى سمِّي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله ، سمي أميرا وآدم بين الروح والجسد ، قال الله تعالى ( واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم فأشهدهم على أنفسهم ) فقال تبارك وتعالى : أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي أميركم )


راجع :
1 - الديلمي في (فردوس الأخبار) ج 3 ص 399 طبع بيروت .
2 - ابن المغازلي في (المناقب) ص 171.
3 - السيوطي في (الاكليل) ص 98 طبع مصر.
4 - تفسير اللوامع ج 9 ص27 و277 طبع الهند.
5 - ينابيع المودة للحنفي ج 2 ص 63 طبع اسلامبول .



وهكذا لو بحث الباحث في بطون المصادر لوجد أكثر مما وجدناه في هذه العجالة ...




((ثانيا)): تسمية عمر بن خطاب بهذا اللقب :


فقد ذكروا في مناقبه:


( أن أول من تسمى بهذا الاسم هو عمر ) ...


راجع :
1 - مجمع الزوائد للهيثمي ج 5 ص 199، وفي ط دار الكتب العلمية ج 5 ص 807.
2 - کتاب الأوائل لابن أبي عاصم ص 7، وفي ط دار الخلفاء للکتاب الإسلامي
بالکويت ص 287.
3 - الأذکار النووية ليحيى بن شرف النووي ص 361 ، وفي ط دار الفكر بيروت ص
676 .
4 - تاريخ مدينة دمشق لابن عساکر ج 44 ص 9 ، وفي ط دار الفكر تحقيق شيري ج
44 ص 571.
5 - أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 78 ، وفي ط دار الكتاب العربي بيروت ج 4 ص
630.
6 - تعجيل المنفعة لابن حجر ص 217 ط دار الكتاب العربي بيروت .
7 - إسعاف المبطأ برجال الموطأ لجلال الدين السيوطي ص 80 ، وفي ط دار الهجرة
بيروت ص 911 .
8 - إمتاع الأسماع للمقريزي ج 1 ص 78 ، وفي ط دار الکتب العلمية تحقيق محمد عبد الحميد النميسي ج 1 ص 845.


ثم بعد ذلك لو بحثنا عن كيفية تسمية عمر بتلك التسمية :


سنجد في تاريخ مدينة دمشق لابن عساکر ج 30 ص 297 ، وفي طبعة دار الفكر بيروت تحقيق شيري ج 30 ص 571 :


( فلما کان عمر بن الخطاب أرادوا أن يقولوا خليفة خليفة رسول الله (ص) قال عمر هذا يطول .
قالوا : لا ولکنا أمّرناک علينا فأنت أميرنا .
قال : نعم أنتم المؤمنون وأنا أميرکم فکتب أمير المؤمنين ) .


وهناك ما يؤيد هذه الحقيقة في كتب التاريخ والحديث :


البخاري يقول سماه بذلك عدي بن حاتم !


ــ جاء في الأدب المفرد للبخاري ص 276 :
وهو أول من سمي أمير المؤمينن سماه عدي بن حاتم الطائي ولبيد بن ربيعة .


وقال الطبري : هو سمى نفسه بذلك !


ففي البداية والنهاية ج 7 ص 150 :
وقال ابن جرير : حدثني أحمد بن عبدالصمد الأنصاري ، حدثتني أم عمرو بنت حسان الكوفية وكان قد أتى عليها مائة وثلاثون سنة عن أبيها قال : لما ولي أبو بكر قالوا : يا خليفة رسول الله ، فلما ولي عمر قالوا : يا خليفة خليفة رسول الله ،
فقال عمر : هذا أمر يطول ، بل أنتم المؤمنون وأنا أميركم ، فسمي أمير المؤمنين ...


وقال ابن شبة : هو سمى نفسه بذلك والمغيرة وعمرو بن العاص !


ففي تاريخ المدينة ج 2 ص 677 :
أول من سمى عمر رضي الله عنه أمير المؤمنين :
حدثنا الحسن بن عثمان قال ، حدثنا محمد بن حرب الأبرش قال ، حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي ، عن الزهري قال : أول من سمى عمر رضي الله عنه أمير المؤمنين المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه .


حدثنا محمد بن يحيى ، عن عبدالعزيز بن عمران ، عن أبيه ، عن جده قال :


جلس عمر يوماً فقال : والله ما ندري ما نقول ، أبوبكر خليفة رسول الله ص ، فهم من اسم ؟ قالوا : الأمير ، قال : كلهم أمير ،


فقال المغيرة ابن شعبة : نحن المؤمنون وأنت أميرنا ، فأنت أمير المؤمنين . قال فأنا أمير المؤمنين .




اذن هنا نلاحظ بوضوح تام بأن عمر هو الذي أطلق على نفسه هذا اللقب بعد اشارة المغيرة او غيره عليه ...

الخلاصة :اثبتت الروايات في تسمية كل من علي ع وعمر بأمير المؤمنين النتيجة التالية :


- أن عمر هو الذي سمى نفسه بهذا اللقب ...

- بينما الامام علي عليه السلام قد سماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا اللقب بل سماه الله به قبل ذلك ...

وما أكثر ألقابك يا سيدي التي أخذت منك ظلما وأعطيت لسواك ...

شكرا لمتابعتكم
منقول بتصرف