إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حياة السيدة الزهراء عليها السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حياة السيدة الزهراء عليها السلام

    حياة الصديقة الكبرى عليها السلام
    قالرسول الله [صلى الله عليه واله وسلم ]لفاطمة (عليها السلام):إن الله يرضى لرضاكويغضب لغضبك .
    الرضاوالغضب حالتان شعوريتان تكتنفان الإنسان فهو تجاهَ كلما يمر به إما أن يكونراضياًوإما أن يكون كارهاً ((غضباناً)).
    وكثيراًما يندفع الإنسان في رضاه وغضبه من هوى النفس وميلها وشهوتها وقلَّما يُحَكَّمالعقل في ذلك . لأن غريزة الغضب وكل غريزة عند الإنسان تضعف معها سيطرة العقلوتقوى سيطرة الشهوة .ولذلك فإن الإنسان حين ممارستة لمختلف الغرائز وإن كانتممارستة شرعية كالزواج والأكل المحلل والشرب المحلل يصعب عليه ضبط سلوكه خصوصاً معشدة الشهوة وتدفق الغرائز ,لذلك كثيراً ما نرى أناساًنعتبرهم في قمة الانضباطالسلوكي والسيطرة على نفوسهم يسقطون في الامتحان حيث اشتعال نار الغرائز فقد عرفتشخصاً كان وديعاً خلوقاً لكن حدث أمر أثارغضبه فانقلب كأنه مجنون وكلما كلمه الناسليهدأ لم يهدأ, وحتى الوجهاء لم يسمع كلامهم ,كانت عيناه تتقدان غضباً كأنهما شعلةنار. فإذن من خلال التجارب نعرف أن الإنسان مهما أجهد نفسه فإنه من الصعب جداً أنيكون سلوكه موافقاً لرضا الله تعالى وغضبه فإن هوى النفس يمنعه من ذلك .إذن فلناأن نتصور صعوبة توجيه المشاعر المختلفة باتجاه الله( تعالى)أي أن يكون رضاناموافقاً لرضا الله (تعالى )وغضبنا موافقاً لغضبه .فإن النزعات النفسية المختلفة لايمكن السيطرة عليها والتحكم بها كما نشاء ,فليس هناك إنسان إلا وتمر به حالةالشعور بالفوقية والتكبر مثلاً, أو الشعور باحتقار بعض الناس أو الهم بمعصية قدلايفعلها وكثيراً ما نغضب لأمور لايغضب لها الله (تعالى ). لكن الإنسان الكامل حتىشعوره بالغضب أوشعوره بالرضا لايمكن ألا أن يتوافق مع رضا الله (تعالى ) وغضبه.
    فلناأن نتصور إلى أي مرحلة وصل هذا الإنسان وأي درجة بلغ؟ إنها ملكة معناها استحالةارتكاب الذنب والخطأ, أما مرحلة تطابق المشاعر النفسانية كلها بكل خلجاتهاوسكناتها فإنها أعلى مرحلةٍ من العصمة , وهذا ما يشير إليه الحديث الشريف الذيذكرته بدايةً,ولم يقلْ الحديث :إن فاطمة ترضى لرضا الله (تعالى ),وانما قال :إنالله يرضى لرضا فاطمة {عليها السلام } , أي أن فاطمة لا يمكن أن ترضى أوتغضب إلاللحق وبدافع العقل
    فكأنالنبي {صلى الله عليه واله وسلم }عبر بهذا التعبير حتى لا يتسرب الشك ولو واحد فيالمائة في عصمتها ونزاهتها عن المعاصي والأخطاء .أما لو قال :إن فاطمة {عليهاالسلام } ترضى لرضا الله وتغضب لغضبه ,فلربما قال قائل ُ:نعم إنها في الغالبهكذا,ولكنًّ.هذا لا ينافي عدم تطابق رضاها وغضبها مع رضاه {تعالى}وغضبهأحياناً.فحتى يقطع النزاع ويغلق الباب ويحسم القضية قال رسول {صلى الله عليه والهوسلم } :إن الله يرضى لرضاك ويغضب لغضبك .فلا يتطرق الشك أبداًفي أن فاطمة {عليهاالسلام} معصومة بأعلى درجات العصمة فإن مثل هذا التعبير لم يأت إلا لمن وصل إلىمقام فاطمة {عليها السلام} أوكان أعلى منه .فالرسول{صلى الله عليه واله وسلم }يعبر عنه القرآن الكريم بالوحي (وما ينطق عن الهوى إن هوإلا وحيُ يوحى)).فالقرآن لم يقل :إنه يتبع الوحي أويمشي خلف الوحي أولم يخالف الوحي ولكن قال:إن هو إلاوحي يوحى .فكل حركة وكل سكتة وكل كلمة وكل التفاتة وكل نظرة هي وحي فيوحي ,وهذا أعلى وأرقى وأجلى تعبير عن العصمة .وقريب من هذين التعبيرين قول الرسولصلىى الله عليه وسلم في حق أمير المؤمنين عليه السلام علي مع الحق والحق مع علي).
    فإنالقول إن علياً يتبع الحق,هذا التعبيرلا يكفي لبيان مقام العصمة العالي عنده عليهالسلام.
    فقالوالحقمع علي).أي الحق يتبع علياً أينما ذهب ,فهو الحق وما سواه الباطل وهو الميزان.
    إذننلاحظ التناغم بين النصوص الثلاثة التي ما أتى مثلها إلا في حق هؤلاء الثلاثةالذين هم علة وجود هذا الكون كما يشير إليَه الحديث القدسي ياأحمد لولاك لماخلقت الأفلاك ولولاعلي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما ).النبي محمد {صلى اللهعليه واله وسلم } ((إن هو إلا وحي يوحى ))أمير المؤمنين {عليه السلام } (الحق مععلي )) الزهراء {عليها السلام } (إن الله يرضى لرضاك ويغضب لغضبك)).إنَّ المقامالذي وصلت إلية الزهراء {عليها السلام} من الصعب أن نتصوره بعقولنا فضلاً عن أنْنتصوره متجسداًفي الواقع , فكيف لشخص ٍأن يعيش عمراً متجرداًعن النزعات النفسيةالمختلفة فهي لا توجهه ولو للحظةٍ واحدة .
    إنهذا حقاً لأمر عجيب .
    يونس{عليه السلام }من أنبياء الله الكرام ولكنه في وقت من الأوقات ترك قومه غاضباً وقدذكره القرآن الكريم بقوله تعالى (وذا النون إذ ذهب مغاضباً)).
    لذلكنقول :إن الزهراء {عليها السلام } والرسول الله {صلى الله عليه واله وسلم} وأميرالمؤمنين {عليه السلام}يجسدون غاية الكمال الممكن بالنسبة للبشر وبذلك استحقوا أنيكونوا قطب دائرة عالم الإمكان أي بوجودهم يوجد عالم الإمكان ومن دونهم لا يستحقالوجود .ومن هنا فإننا لانستغرب حينما نقرأ الروايات التي تدل على أن الله تعالىفرض ولايتهم ومعرفتهم على جميع خلقه حتى الأنبياء ذلك أنَّ جميع المخلوقات تدينلهم بالفضل لأن وجودها كان بسببهم {عليهم السلام }. أوبعبارة أدق كان بسبب وصولهمإلى أعلى مرحلة من الكمال الممكن بالنسبة للبشر كما مر.
    ويشتركمع هؤلاء الثلاثة في مسألة (علة وجود الكون)الإمامان الحسن والحسين عليهما السلامكما دلّ عليه حديث الكساء الشريف.
    حيثقال تعالى فيه (إني ما خلقت سماء مبنية ولا أرض مدحية ًولا قمراً منيراً ولا شمساًمضيئة ولا فلكاً يدور ولا بحراًيجري ولا فُلْكاًيسري إلا في محبة هؤلاء الخمسةالذين هم تحت الكساء).فنسأل الله تعالى أن يرزقنا محبتهم ومعرفتهم وشفاعتهم والحشرمعهم إنه سميع مجيب وهوحسبنا ونعم الوكيل.وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
يعمل...
X