إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

آية أولي الأمر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آية أولي الأمر

    [1]بسم الله الرحمن الرحيم
    أية أولي الأمر :
    ((ياأيها الذين أمنوا أطيعواالله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسولذلك خير وأحسن تأويلا))1
    أهم الأشكالات والردود على آية أولي الأمر :
    · الاشكال الأول : أنه تعالى أمر بطاعة أولي الأمر, وأولو الأمر جمع , وعندهم لايكون في الزمان إلا إمام واحد , وحمل الجمع على الفرد خلاف الظاهر .
    الجواب :الاشكال منتقض بقوله تعالى : ((وحافظوا على الصلوات ...)) 2.هل هذه الصلوات مجتمعة في زمان واحد؟ أم لكل صلاة زمان ؟ قطعا لكل صلاة زمان .
    وكذلك قولهتعالى : ((ولا تطع الكافرون ...))3 .فهل يمكن أن يقال : اذا كان المكذبين مجتمعين في زمان واحد تشملهم الآية والا فلاتشملهم ! [2]
    أما حلا :فالآية ليست استعمال الجمع للمفرد وانما هي كم على الجمع ينحل على عدد أفراد الجمع. مثلا : أكرم الفقراء . اذا استعملت هذه الجملة في فرد واحد من الفقراء سيكون خلاف الظاهر , اما اذا انحل حكم الاكرام لكل فرد من أفراد الفقراء هذا هو الظاهر .
    فالحكم على طاعة أولي الأمر حكم سار على جميع أفراد أولي الأمر .
    وجاء في كتاب السنة في الشريعة الاسلامية((...هذا النوع من الجموع من العمومات الاستغراقية التي ينال فيها كل فرد حكمه فاذا قال المشرع الحديث مثلا : حكم الحكام نافذ في المحاكم المدنية، فان معناه ان حكم كل واحد منهم، نافذ لاحكمهم مجتمعين؛نعم يظهر من اتيانه بلسان الجمع ان أولي الأمر أكثر من فرد واحد وهذا ما تقول به الشيعة، ولا يلزمه ان يكونوا مجتمعين في زمان واحد لأن صدق الجمع على الافرادالموزعين على الأزمنة لاينافي ظاهره.)) 1 .
    · الاشكال الثاني: انه تعالى قال : ((فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ...))ولو كان المراد بأولي الأمر الامام المعصوم لوجب أن يقال : فان تنازعتم في شيء فردوه الى الامام,فثبت ان الحق تفسيرالآية بما ذكرناه .
    الجواب : أولا : الكلام منتقض خصوصا على مبنى الرازي , والاشكال للرازي , لأن الرازي ذكر : أن أولي الأمر في هذه الآيةمعصومون 2 . فنرجع الكلام [3]إليه ,بما أنك قلت وفسرت أن أولي الأمر معصومون لماذا لم يذكروا ؟! نلجأ ما اختلفنا فيه الى ما اتفقنا عليه.
    ثانيا : هل عدم الذكر يعني عدم الارادة ؟ اذا لم يذكروا يعني لم يقصدوا ؟! يعني تنفى مرجعيتهم؟! فلا يخلو الأمر إما نعم أو لا ؟
    1_ فان قلتم : نعم ! فحينئذ يلزمكم عدم الرد الى الرسول –صلى الله عليه وآله- في قوله تعالى : ((وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍفَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ))1 . فهنا الآية لم تذكر الرسول فهل الرسول هنا غيرمقصود ؟
    · فاذا قلتم : أن الرسول صحيح لميذكر في هذه الآية! لكنه ذكر في أية أخرى التي هي محل بحثنا –آية أولي الأمر-ومقتضى الجمع أن نقول أن الرسول مشمول في هذه الآية .
    - نحن أيضا نقول : صحيح أن أولي الأمر لم يذكروا في هذه الآية لكنهم ذكروا في آية أخرى وهي قوله تعالى : ((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِأَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَافَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّاقَلِيلًا)) 2.[4]

    2- واذا قلتم: لا! عدم الذكر لا يعني عدم الارادة. ثبت أن الله تعالى أمر بالرد اليهم .

    · الاشكال الثالث: ان تقييد أولي الأمر ((منكم))يدل على أن الواحد منهم انسان عادي مثلنا وهم منا ونحن مؤمنون من غير مزية عصمة الهية .
    الجواب : الاشكال منتقض بقوله تعالى : ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ...))1 . وكذلك قوله تعالى : ((رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا [5]منْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم))2. فهل الرسول ليس له خصوصية ؟ , هل حاله حال أي انسان عادي ؟ .
    · الاشكال الرابع: انطباق الآية على أبي بكر وعمرلحديث الرسول : ((اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر)) .
    الجواب : الاشكال باطل من عدة وجوه :
    1- الحديث باطل بمقتضى قواعد علماءالعامة ومن نفس الموازين هو باطل , كما جاء عن ابن حزم حيث قال : ((... وأماالرواية (اقتدوا باللذين من بعدي ...) فحديث لا يصح , لأنه مروي عن مولى لربعي مجهول ))3 فالحديث غير صحيح.
    2- الشيخ الصدوق في زمانه أجاب عن هذاالحديث بجواب لطيف ودقيق جدا , حيث قال : ((...وهو إنهم لم يرووا إن النبي (ص) قال: اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر، وإنما رووا[6] أبو بكروعمر، ومنهم من روى أبا بكر وعمر فلو كانت الرواية صحيحة لكان معنى قوله بالنصب اقتدوا باللذين من بعدي كتاب الله والعترة يا أبا بكر وعمر ومعنى قوله بالرفع:إقتدوا أيها الناس وأبو بكر وعمر بالذين من بعدي كتاب الله والعترة...)) 2 . وعلى كلا التقديرين بالرفع أو النصب هما مأمورين بالانقياد فالخطاب موجه الى أبي بكر وعمر .
    ويؤيد ما قاله الشيخ الصدوق , البخاري , فيكتابه التأريخ الكبير , ج8 , ص209 , الحديث 2741 , حيث جاء فيه ((2741 -هلال مولى ربعي بن حراش (3) عن ربعي عن حذيفة عن [7]النبي صلىالله عليه وسلم اقتدوا باللذين من بعدي أبو بكر وعمر)) 1 هذه من جهة متنية .
    3- نرجع الى نفس ابن الحزم في كتابهالاحكام , حيث يقول : ((... وقد ذكرنا أيضا أن عمر وأبا بكر اختلفا وأن اتباعهما فيما اختلفا فيه متعذر ممتنع لا يقدر عليه أحد)) 2
    فالاستدلال بهذا الحديث غير تام لأنه :
    1- الحديث غير صحيح كما صرح به ابن حزم .
    2- الحديث لم يأتي بالجر وانما بالرفع والنصب فيكونان مأمورين بالانقياد .
    3- إشكال على مضمون الحديث , حيث أنه غير قابل للتطبيق فيما اختلفا فيه كما ذكر ابن حزم في الاحكام .
    · الاشكال الخامس: عدم عصمة أولي الأمر لتقييد طاعتهم امابدليل متصل من نفس الآية وهو ((...فان تنازعتم في شيءفردوه الى الله [8]والرسول ...)) أو بدليل منفصل وهو : ((انما الطاعةبالمعروف , أو لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق )) .
    الجواب :من عدة وجوه :
    1- ان دعوة تقييد بدليل متصل لأنهم لم يذكروا قد رددنا عليه سابقا , ومع هذا نضيف فنقول : عدم الذكر أمر عدمي ، والقيد أمر وجودي ,فعدم الذكر لا يصلح أن يكون قيدا لطاعة أولي الأمر , لأن الطاعة أمر وجودي ,فتحتاج الى أمر وجودي ليقيدها , وعدم الذكر أمر عدمي .
    2- التقييد بالمنفصل غير وارد , لأن طاعة أولي الأمر هي عين طاعة الرسول فاذا ما قيدت طاعة أولي الأمر قيدت طاعة رسول الله ,وهذا ينجر الى طاعة الله تعالى لأن طاعة الرسول هي عين طاعة الله تعالى , فطاعة أولي الأمر غير قابلة للتقييد .
    3- ان الله تعالى في القرآن الكريم يقيد طاعة من[9]هم أقل شأنا وأقل أهمية من أولي الأمر , كما هي في طاعة الوالدين , ((.وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَالَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ..)) 1 فطاعة الوالدين أقل أهمية من أولي الأمر وقد ذكرالقيد الله تعالى , فما بال الحكيم الله سبحانه لم يذكر التقيد في طاعة أولي الأمر.
    · الاشكال السادس: هل عندكم أحاديث صحيحة عن أهل البيت فسرت الآيةبهم .
    الجواب : لدينا العديد من هذه الروايات ومنها : مارواه الكليني في الكافي , باب أن الأئمة ولاة الأمر , الحديث الأول : عن أبي بصير: سألت المولى أباعبدالله –عليه السلام- عن قول الله –عز وجل- : ((أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ...))فقال –عليه السلام- : ((عن أبي بصير قال سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قولالله عزوجل: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم(2) " فقال: نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام: فقلت له: إن الناس يقولون: فما له لم يسم عليا وأهل بيته عليهم السلام في كتاب الله عز و جل؟ قال: فقال: قولوا لهم: إن رسول الله صلى الله عليه وآله نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم، ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم، ونزل الحج فلم يقل لهم: طوفوا اسبوعا حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم، ونزلت " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم" - ونزلت في علي والحسن والحسين - فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: في علي: من كنت مولاه، فعلي مولاه، وقال صلى الله عليه وآله اوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي، فإني سألت الله عزوجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض، فأعطاني ذلكوقال: لا تعلموهم فهم أعلم منكم، وقال: إنهم لن يخرجوكم من باب هدى، ولن يدخلوكم في باب ضلالة، فلو سكت رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يبين من أهل بيته،لادعاها آل فلان وآل فلان، لكن الله عزوجل أنزله في كتابة تصديقا لنبيه صلى الله عليه وآله " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا(1)" فكان علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام، فأدخلهم رسول الله صلى الله عليه وآله تحت الكساء في بيت أم سلمة، ثم قال: اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاءأهل بيتي وثقلي، فقالت ام سلمة: ألست من أهلك؟ فقال: إنك إلى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله كان علي أولى الناس بالناس لكثرة مابلغ فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وإقامته للناس وأخذه بيده، فلما مضى علي لم يكن يستطيع علي ولم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي ولا العباس بن علي ولا واحدا(2)من ولده إذا لقال الحسن والحسين: إن الله تبارك وتعالى أنزل فينا كما أنزل فيك فأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك وبلغ فينا رسول الله صلى الله عليه وآله كما بلغ فيكوأذهب عنا الرجس كما أذهبه عنك، فلما مضى علي عليه السلام كان الحسن عليه السلام أولى بها لكبره، فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك والله عزوجل يقول: " واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " فيجعلها في ولدهإذا لقال الحسين أمر الله بطاعتي كما أمر بطاعتك و طاعة أبيك وبلغ فيّ رسول الله صلى الله عليه وآله كما بلغ فيك وفي أبيك وأذهب الله عني الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك، فلما صارت إلى الحسين عليه السلام لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدعي على أخيه وعلى أبيه، لو أرادا أن يصرفا الامر عنه ولم يكوناليفعلا ثم صارت حين أفضت إلى الحسين عليه السلام فجرى تأويل هذه الآية "واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله " ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين، ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي عليه السلام )) 1 .
    · الاشكال السابع: [10]دعوى المخالفين حب أهل البيت بل اتباعهم وطاعتهم .
    الجواب:
    1- ان حب أهل البيت لا يجتمع مع حب أعدائهم .
    2- الحب الحقيقي يتمثل بالاتباع ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ...))2فحب بلا اتباع ليس حبا حقيقي .
    3- اذا قلتم نحن نتبعهم , فهذه دعوى باطلة لأن علماء أصول العامة يقولون: ((اجماع أهل البيت ليس بحجة )) 1 فأين الأتباع ؟ .
    · الاشكال الثامن: أغلب أئمة أهل البيت –عليهم السلام- وهم عشرة لم يحكموا ، ومن حكم منهم أميرالمؤمنين وابنه الامام الحسن –عليهما السلام-فكيف تسموا أولي الأمر ولم ينالوا الأمر .
    الجواب: 1- ان الله تعالى في القرآن الكريم أطلق على النبي ابراهيم وسماه اماما ولم يحكم ((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا...)) 2 .
    2-هذا المقام الهي شأن الهي وليس مقام دنيوي, سواء حكم أم لم يحكم فهو امام ,
    4- قول الرسول –صلى الله عليه وآله- : ((الحسن والحسين امامان إن قاما وإن قعدا)) 3 .
    · الاشكال التاسع : قال الرازي في تفسيره : ((وأما حمل الآية على الأئمة المعصومين على ماتقوله الروافض ففي غاية البعد لوجوه:[11]

    أحدها : ما ذكرناه أن طاعتهم مشروطة بمعرفتهموقدرة الوصول اليهم، فلو أوجب علينا طاعتهم اذاً صرنا عارفين بهم وبمذاهبم وأولي الأمر منكم يقتضي الاطلاق، وأيضا ففي الآية ما يدفع هذا الاحتمال وذلك لأنه تعالى أمر بطاعة الله وطاعة الرسول، وطاعة أولي الأمر في لفظة واحدة وهو قوله: ((وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم))، واللفظة الواحدة لايجوز ان تكون مطلقة ومشروطةمعا، فلما كانت هذه اللفظة مطلقة في حق الرسول وجب ان تكون مطلقة في حق أولي الأمر))1

    الجواب : ((... والذي يرد على الفخر الرازي في استفادته وجوب إطاعة أهل الإجماع وانهم هم المراد من كلمة أولي الأمر لا الأئمة.بناؤه هذه الاستفادة على اعتبار معرفة متعلق الحكم من شروط نفس التكليف، وبانتفاءهذا الشرط لتعذر معرفة الأئمة والوصول اليهم ينتفي المشروط.[12]
    وهذا النوع من الاستفادة غريب في بابه، اذ لازمه ان تتحول جميع القضايا المطلقة الى قضايا، مشروطة لأنه ما من قضية الا ويتوقف امتثالها على معرفة متعلقها، فلو اعتبرت معرفة المتعلق شرطا فيها لزمت ان تكون مشروطة.
    والظاهر ان الرازي خلط بين ما كان من سنخ مقدمة الوجوب وما كان من سنخ مقدمة الواجب، فلزوم معرفة المتعلق انما هو من النوع الثاني أي من نوع ما يتوقف عليه امتثال التكليف لا أصله، ولذلك التزم بعضهم بوجوبها المقدمي، بينما لم يلتزم أحد فيما نعلم بوجوب مقدمات أصل التكليف وشروطه، اذ الوجوب قبل حصولها غير موجود ليتولد منه وجوب لمقدماته وبعد وجودها لا معنى لتولد الوجوب منه بالنسبة اليها مروم تحصيل الحاصل.
    وعلى هذا فوجوب معرفة المتعلق للتكليف،لايمكن أخذه شرطا فيها بما هو متعلق لها لتأخره رتبة عنها، ويستحيل أخذ المتأخر في المتقدم للزوم الخلف أو الدور.
    على ان هذا الإشكال وارد عليه نقضاً، لأن اجماع أهل الحل والعقد هو نفسه مما يحتاج الى معرفة، وربما كانت معرفته أشق من معرفة فرد أو أفراد لاحتياجها الى استيعاب جميع المجتهدين وليس من السهل استقراؤهم جميعا والاطلاع على آرائهم، وعلى مبناه يلزم تقييد وجوب الاطاعة بمعرفتهم، ويعسر تحصيل هذا الشرط والاشكال نفس الاشكال.
    والغريب في دعواه بعد ذلك ادعاء العجز عن الوصول الى الأئمة ومعرفة آرائهم!! مع توفر أدلة معرفتهم وامكان الوصول الى ما يأتون به من أحكام بواسطة رواتهم الموثوقين.)) 1
    · الاشكال العاشر :الآية لم تسم الأئمة ((أولي الأمر)) مع أن الأمامة من أصول الدين ! .
    الجواب:
    1/إن الأنبياء عليهم السلام لم يذكروا كلهم في القرآن الكريم ولم يسمهم الله تعالى.
    2/عن ابي بصير سألت أباعبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) فقال عليه السلام نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام فقلت له ان الناس يقولون ماله لم يسمي علياً وأهل بيته عليهم السلام في كتاب الله عز وجل فقال عليه السلام قولوا لهم ان رسول الله (ص) نزلت عليه الصلاة ولم يسمِ الله لهم ثلاث أوأربعا ,حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم-هو الذي فسر ذلك لهم ,ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهماً درهم,حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي فسر ذلك لهم,ونزل الحج فلم يقل :طوفوا أسبوعاً حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي فسر ذلك لهم,ونزلت(أطيعوا الله وأطيعواالرسول أولي الأمر منكم )-ونزلت في علي والحسن والحسين-فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي,فإني سألت الله عز وجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما عليَّ الحوض,فأعطاني ذلك وقال :لا تعلومهم فهم أعلم منكم,وقال:إنهم لن يخرجوكم من باب هدى,ولن يدخلوكم في باب ضلالة ,فلو سكت رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يبين من أهل بيته , لأدعاها آل فلان وآل فلان,لكن الله عز وجل أنزله في كتابه تصديقاً لنبيه صلى الله عليه وآله(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فكان علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام,فأدخلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت الكساء في بيت أم سلمة ,ثم قال :اللهم إن لكل نبي أهلاً وثقلاً وهؤلاء أهل بيتي وثقلي, فقالت أم سلمة :ألست من أهلك؟ فقال :إنك إلى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي,فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان علي أولى الناس بالناس لكثرة ما بلغ فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإقامته للناس وأخذه بيده,فلما مضى علي لم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي ولا العباس بن علي ولا أحداً من ولده إذاً لقال الحسن والحسين:إن الله تبارك وتعالى أنزل فينا كما أنزل فيك فأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك وبلغ فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما بلغ فيك وأذهب عنا الرجس كما أذهبه عنك,فلما مضى علي (عليه السلام) كان الحسن عليه السلام أولى بها لكبره,فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك والله عز وجل يقول : (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فيجعلها في ولده إذاً لقال الحسين عليه السلام أمر الله بطاعتي كماأمر بطاعتك وطاعة أبيك وبلّغ فيّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما بلغ فيك وفي أبيك وأذهب الله عني الرجس كما أذهبهه عنك وعن أبيك,فلما صارت إلى الحسين عليه السلام لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدعي على أبيه وأخيه,لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه,ولم يكونا ليفعلا,ثم صارت حين أفضت إلى الحسين عليه السلام فجرى تأويل هذه الآية{وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله}ثم صارت من بعد الحسين عليه السلام لعلي بن الحسين عليهما السلام ثم صارت من بعدعلي بن الحسين عليه السلام ألى ابنه محمد بن علي عليهما السلام وهكذا إلى بقيةالأئمة الإثنى عشر من آل محمد عليهم السلام.


    [1]سورةالنساء , آية 59 .
    2 سورة البقرة , آية 283 .
    3 سورة الأحزاب , آية 48 .




    1 السنة في الشريعة الاسلامية , ج7 , ص14 .
    2 راجع تفسير الرازي ، ج5 .

    1 سورة الشورى , آية 10 .
    2 سورة النساء , آية 83 .



    1 سورة الجمعة , آية 2 .
    2 سورة البقرة , آية 129 .
    3 الأحكام , ابن الحزم , ج6 , ص

    1 الأحكام , ابن الحزم , ج6 , ص809 .
    2 عيون أخبار الرضا , ج1 , ص207 .

    1 التأريخ الكبير , البخاري , ج8 , ص209 .
    2 الاحكام , مصدر سابق , ج6 , ص809 .

    1 الاحكام , مصدر سابق , ج6 , ص 809 .

    1 سورة العنكبوت ، آية 8 .

    1 الكافي , للكليني , ج1 , ص148 .
    2 سورة آل عمران , آية 31 .

    2 سورة البقرة , آية 124 .
    3



    1 تفسير الرازي , ج
    التعديل الأخير تم بواسطة علاء حسن ; الساعة 19-03-2014, 03:39 AM. سبب آخر:
يعمل...
X