تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين .
وبعد :
الله سبحانه وتعالى علم الانسان واطلعة على مايفده في حياته حتى لا تكون له حجة يوم القيامة بأن يقول : لا أعلم بأن
(( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً )) فوظيفة الرسول هو البيان – أي يبين كل أمر غامض – فهو يكشف لنا الامور ويوضحها ويأخذ بأيدينا الى الامر الصحيح وينهانا عن الامر القبيح .
فالله سبحانه وتعالى يشير في هذه الآية المباركة الى أمر في غاية الأهمية وهو أنه لايعذب الانسان حتى يلقي عليه الحجة فاذا عرف الحجة عرف البيان من بعد ذلك خيره اليهما فلا جبر ولا اكراه على الاختيار ،
((لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )) فالرشد هو اصابة وجه الحق ويقابل الرشد الغي ، فاذا كان الرشد اصابة طريق الهدى فالغي هو عدم اصابة ذلك الطريق ،
ومن هنا يتبين ان الدين لم يقوم اساسه على السيف واراقة الدماء كما تصور البعض وانما قوامه هو البيان واقامة الحجة لا كما صوره بعض الباحثين بأن الاسلام هو دين السيف .
((فمن يكفر بالطاغوت فقد استمسك بالعروة الوثقى)) فالطاغوت كل متبوع من أئمة الظلال الذين لايرضى الله سبحانه بإتباعهم لأنه اذا كفرت بالطاغوت فلابد من ان تتمسك بالعروة الوثقى وهو ما يسمى الآن بالتولي والتبري .
فاذا كنت موالي للحق فلابد من ان تتبرأ من اعداء الحق وإلّا لايكون موالي للحق اذا أخذ من هنا وهناك ،
ثم انتقلت الآية لتقول (( الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور )) أي من ظلمات الكفر من ظلمات الوهم والشك الى نور الاسلام كما روية عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال (( النور آل محمد والظلمات أعدائهم ))
فعليك ايها المسلم ان تدخل في نور ال محمد وتستفيد من هذا النور الإلهي فلآل محمد هم مصدر الهداية وهم الوسيلة لها والابتعاد عنهم صلواة الله عليهم يعني اتباع للطاغوت (( والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات )فتأمل في هذه الفقرة من الاية فانها تشير الى المؤمن الذي آمن بالنبي صلى الله عليه واله وتحذره من ان ينخرط عن هذا الايمان ويتبع الطاغوت فيكون في الظلمات ،
وعليك ان تبحث وتدقق كي تعلم من هم الطواغيت بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم واحرفوا الدين عن مساره الذي رسمه له الله تعالى فعليك البحث اخي القارئ الكريم ...