إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ولاية النبي واهل بيته عليهم السلام 3

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ولاية النبي واهل بيته عليهم السلام 3

    وقد ترد بعض الاعتراضات على الآية الكريمة نذكر منها :

    الاعتراض الأول / أنه تعالى أمر بطاعة أولي الأمر ، وأولو الأمر جمع وعندكم لا يكون في الزمان إلا إمام واحد ، وحمل الجمع على المفرد خلاف الظاهر .
    الجواب / إن الصلوات في اليوم والليلة خمس صلوات وكل واحدة من هذه الخمس تعتبر مصداقا للصلوات ولكل منها زمان معين فما قولكم بقوله تعالى ( حافظوا على الصلوات) فحمل الصلوات في الآية الكريمة على الصلاة الواحدة حمل الجمع على المفرد ، وقوله تعالى ( فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ) هل معنى ذلك عدم طاعتهم إلا إذا كانوا مجتمعين ولا تشمل النهي عن طاعة المكذب إذا كان منفردا ، فالذي هو خلاف الظاهر من حمل الجمع على المفرد هو أن يطلق لفظ الجمع ويراد به واحد من آحاده لا أن يوقع حكم على الجمع بحيث ينحل إلى أحكام متعددة بتعدد الآحاد .
    الاعتراض الثاني / إن تقييد أولي الأمر بقوله منكم يدل على أن الواحد منهم إنسان عادي مثلنا وهم منا ونحن مؤمنون من غير مزية عصمة إلهية .

    الجواب / إن تقييد أولي الأمر بقوله منكم نظير قوله تعالى ( هُوَ الذى بَعَثَ فِى الاميين رَسُولاً مّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءاياته وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ الكتاب والحكمة) فالتقييد هنا لا يدل على عدم الاصطفاء والعصمة فهو غير تام .

    الاعتراض الثالث / الآية لم تسم الأئمة (أولي الأمر ) مع إن الإمامة من أصول الدين .
    الجواب / إن الله أوجب الصلاة ولم يسم ثلاثا أو أربعا حتى فسرها وسماها رسول الله وأنزل الله الحج ولم ينزل طوفوا أسبوعا حتى فسر ذلك رسول الله وأنزل الله (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ... ) وبين رسول الله من هم أولي الأمر وسماهم علي والحسن والحسين وقال (من كنت مولاه فعلي مولاه ) وقال ( أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي إني سالت الله أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض فأعطاني ذلك ) .
    الاعتراض الرابع / عدم عصمة أولي الأمر لتقييد طاعتهم إما بدليل متصل من نفس الآية وهو ( فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) أو بدليل منفصل وهو ( إنما الطاعة بالمعروف ) .
    الجواب / إن الأمر بطاعة أولي الأمر أمر وجودي وعدم ذكر أولي الأمر في حالة الرد أمر عدمي ولا يصح تقييد أمر وجودي بأمر عدمي هذا بالنسبة إلى القيد المتصل أما بالنسبة إلى التقييد بالمنفصل فغير وارد لأن طاعتهم غير قابلة للتقييد لأنها عين طاعة الرسول وطاعة الرسول عين طاعة الله هذا وقد ورد التقييد في طاعة الأقل شأنا من أولي الأمر وهم الوالدين مثلا كما في قوله تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )
    ولم يظهر سبحانه وتعالى شيئا من هذه القيود في آية تشمل أس أساس الدين وأن قلتم أن الطاعة مخصوصة بالله والرسول وليس لأولي الأمر طاعة فما هي الخصوصية من ذكرهم في الآية وجعلهم قسم ثالث من أقسام الطاعة المذكورة في الآية .
    الاعتراض الخامس / قال تعالى ( فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) ولو كان المراد من أولي الأمر الإمام المعصوم وجب أن يقال : فأن تنازعتم في شيء فردوه إلى الإمام ورجوع التنازع إلى مصدرين ( الله والرسول ) باعتبارهم معصومين .
    الجواب / إن عدم ذكر أولي الأمر في الرد لا يعني عدم إرادة الرجوع إليهم وإنهم غير معصومين ، فعدم ذكرهم لا يخلو من إما أنهم غير مقصودين أو مقصودين ، فأن قلتم غير مقصودين يلزم عدم الرد إلى الرسول كما في قوله تعالى ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) فيكون عدم ذكر الرسول في الآية يعني عدم الرد والرجوع إليه فأن قلتم الرسول ذكر في آية أخرى ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) نقول كذلك أن أولي الأمر ذكروا في آية أخرى ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا )
    وسبب عدم ذكرهم في الرد في هذه الآية أن أولي الأمر ليس لهم شريعة أو دين خاص مستقل بهم وما عندهم هو ما عند الله والرسول وهم امتداد لله والرسول .
    الاعتراض السادس / انطباق الآية على أبي بكر وعمر لحديث ( اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر ) .
    الجواب / بمقتضى قواعد علماء العامة يكون هذا الحديث باطل لأنه جاء عن طريق مجهول فعن ابن حزم في الاحكام قوله وأما الرواية (اقتدوا ..) مروية لمولى لربعي ولا يعرف من هو ولو صح الحديث فأنه قد وقع الاختلاف بين أبو بكر وعمر فيتعذر إتباع احدهما وهذا يتنافى مع مضمون الآية بالطاعة فالحديث المروي لا يفسر أولي الأمر أنهم أبا بكر وعمر ، وقد أجاب الشيخ الصدوق عن هذا الحديث قال : منهم من روى ( أبا بكر وعمر ) فيكون الخطاب موجه إليهما بمعنى أن اقتدوا بالذي بعدي وهو أمير المؤمنين عليه السلام ، ويؤيد كلام الصدوق البخاري في كتابه التأريخ الكبير ( اقتدوا بالذين بعدي أبو بكر وعمر ) .
    الاعتراض السابع / هل عندكم أحاديث صحيحة عن أهل البيت فسرت الآية بهم
    الجواب / حديث الثقلين
    وتعين الولي الأول بالنص عليه قرانا وسنة أما القرآن قوله تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ومن الحديث ( أنت ولي كل مؤمن بعدي ) ( لا ينبغي ان اذهب إلا وأنت خليفتي بعدي )
    الاعتراض الثامن / دعوى المخالفين حب أهل البيت بل إتباعهم وطاعتهم
    الجواب / قوله تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ) الذي شرط الحب بلزوم الإتباع والذي يعني الطاعة فيلزم من حب أهل البيت عليهم السلام طاعتهم وإتباعهم في القول والفعل .
    الاعتراض التاسع / اغلب أئمة أهل البيت وهم عشرة لم يحكموا ومن حكم منهم أمير المؤمنين وابنه الحسن فكيف تسموا أولي الأمر ولم ينالوا الأمر .
    الجواب / إن عدم حكم أهل البيت عليهم السلام بسبب السياسات المختلفة التي مرت عليهم وعدم تمكنهم من الحكم لا يلزم منه عدم كونهم المقصودين بأولي الأمر لأن منصب الولاية منصب الهي كما إن النبوة منصب الهي فعدم إتباع الناس النبي لا يعني تجرده من النبوة وكذلك الأئمة عليهم السلام كما إن إبراهيم عليه السلام كان إماما ولم يحكم ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) .
    الاعتراض العاشر / إن المراد من أولي الأمر في الآية الكريمة هم الخلفاء الراشدون أو أمراء السرايا أو العلماء المتبعون في أقوالهم وآرائهم .
    الجواب / إن الآية تدل على عصمة أولي الأمر ولا عصمة في هؤلاء بلا إشكال إلا أمير المؤمنين وكذلك انه لا دليل على ان المراد من هؤلاء بأنهم أولي الأمر .
    الاعتراض الحادي عشر / استغفار النبي دليل ارتكابه المعاصي وهو ينافي العصمة .
    الجواب / إن ذنب كل واحد هو بحسب قدره ومنزلته عند الله ومعنى اعتراف الأنبياء والأئمة بذنوبهم وبكائهم لصفاء قلوبهم فيؤثر فيها الاشتغال بالمباحات والغفلة عن الذكر فيعدون ذلك معصية بالنسبة إليهم يستغفرون الله منها .
    الاعتراض الثاني عشر / إن فرض طاعة أولي الأمر في الآية لا يدل على أفضلية ومزية على غيرهم أصلا ، كما إن طاعة الجبابرة مثلا في حالة الاضطرار اتقاء من شرهم .
    الجواب / هذا باطل لأن القرآن مملؤ من النهي عن طاعة الظالمين والمسرفين والكاذبين ، ومن المحال أن يأمر الله مع ذلك بطاعتهم ، وزيادة على ذلك انه قرن طاعتهم بطاعة نفسه ورسوله ، ولو فرض كون هذه الطاعة طاعة تقية لعبر عنها بإذن ونحو ذلك .
    الاعتراض الرابع عشر / من المحتمل إن التنازع بين المؤمنين وأولي الأمر .

    الجواب / لا يجوز أن يفرض تنازع المؤمنين مع أولي الأمر مع افتراض طاعتهم بل هذا التنازع هو ما يقع بين المؤمنين أنفسهم من حيث حكم الله في القضية المتنازع فيها بقرينة الآيات الذامة لمن يرجع إلى حكم الطاغوت دون حكم الله ورسوله .
    الاعتراض الخامس عشر / عدم عصمة النبي وان طاعته غير مطلقة وكذلك أولي الأمر .
    الجواب / إن الطاعة في الآية مطلقة غير مشروطة بشرط ولا مقيدة بقيد لأن الرسول لا يأمر بشيء ولا ينهى عن شيء يخالف حكم الله في الواقع وإلا كان فرض طاعته تناقضا منه تعالى ولا يتم ذلك إلا بعصمة فيه وان وجود العصمة في الرسول قامت عليها الحجج من جهة العقل والنقل .
يعمل...
X