سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين :
وبعد :
قيل ان آزر المعروف عنه كان أباً لأبراهيم عليه السلام كما ذكره القران الكريم في ظاهر قوله تعالى (( وإذ قال إبراهيم لإبيه آزر أتتّخذ أصناماً آلةً إني أراك وقومك في ضلال مبين ))[1]
اختلف المفسرون في ذلك ، ولكن الظاهر من الادلة القرانية والروايات الواردة ا ان ابا ابراهيم عليه السلام هو( تارخ ) وان (ازر) هو عم ابراهيم عليه السلام ، وان والده كان موحدا غير مشرك ، وكما ورد أن أباء النبي محمد صلى الله عليه واله كانوا جميعاً موحدين غير مشركين وذلك ما جاء في قوله تعالى (( الذي يراك حين تقوم ، وتقلبك في الساجدين ))[2]
وقيل معناه أن روح النبي محمد صلى الله عليه واله كان ينقلها الله تعالى من ساجد الى ساجد ،
وعلى هذا الآية دالة على ان جميع أباء النبي صلى الله عليه واله كانوا مسلمين يسجدون لله تعالى ، وحينذ يجب القطع بأن والد إبراهيم عليه السلام كان مسلماً ، (( ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ))[3]
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال (( لم أزل أُنقل من أصلاب الطاهرين الى ارحام الطاهرات ))[4]
وقد قال اهل اللغة : ان كلمة (( الأب )) ربما تطلق على الجد والعم وغيرهما ، وذلك في قوله تعالى (( ... ما تعبدون من بعدي قالوا نعبدوا إلهك واله ءابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق ..))[5]
فابراهيم جد يعقوب واسماعيل عمه وقد اطلق على كل منهما الأب ،
وكذلك في قول يوسف عليه السلام (( واتّبعت ملّة آبائي ابراهيم واسحاق ويعقوب )) [6]
فاسحاق جد يوسف عليهما السلام وابراهيم عليه السلام جد أبيه وقد اطلق على كل منهما الأب .
فقد تحصل من هذا : إن أزر الذي تذكره الاية ليس ابا لإبراهيم عليه السلام حقيقة ، وانما كان ابا معنويا ببعض الأوصاف التي تصح اطلاق لفظ الأب عليه وان يخاطبه ابراهيم عليه السلام ((يا ابتِ)) كما ورد في اللغة انه يمكن اطلاق الأب على الجد والعم ، وان والد ابراهيم غير ازر ولم يصرح القران به لحكمة ما ،
وقد ذكرنا ان اسم ابيه هو تارخ وقيل : إبراهيم بن تارخ بن ناحور بن سروج ..... بن سام بن نوح .
قال تعالى ((مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) [7]
عن سليمان الديلمي عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال اذا كان يوم القيامة يدعى محمد صلى الله عليه وآله فيكسى حلة وردية ثم يقام على يمين العرش ثم يدعى بابراهيم عليه السلام فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار العرش، ثم يدعى بعلي امير المؤمنين عليه السلام فيكسى حلة وردية فيقام على يمين النبي صلى الله عليه وآله ثم يدعي باسماعيل فيكسى حلة بيضاء فيقام على يسار ابراهيم، ثم يدعى بالحسن عليه السلام فيكسى حلة وردية فيقام على يمين امير المؤمنين عليه السلام ثم يدعى بالحسين (ع) فيكسى حلة وردية فيقام على يمين الحسن (ع) ثم يدعى بالائمة فيكسون حللا وردية ويقام كل واحد على يمين صاحبه، ثم يدعى بالشيعة فيقومون أمامهم ثم يدعى بفاطمة ونسائها من ذريتها وشيعتها فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم ينادي مناد من بطنان العرش من قبل رب العزة والافق الاعلى نعم الاب ابوك يا محمد وهو ابراهيم ونعم الاخ اخوك وهو علي بن ابى طالب عليه السلام ونعم السبطان سبطاك وهما الحسن والحسين ونعم الجنين جنينك وهو محسن ونعم الائمة الراشدون من ذريتك وهم فلان وفلان، ونعم الشيعة شيعتك ألا ان محمدا ووصيه وسبطيه والائمة من ذريته هم الفائزون ثم يؤمر بهم إلى الجنة وذلك قوله: " فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز.(8)(9)
اللهم ثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين بمحمد واله الطاهرين ..