بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وال محمد
((وفاء العباس))
صفحات مشرفة من صولات قمربني هاشم قمرالعشيرة
(بطل للايثار وعلم للاحرار)
تزدحم صفحات كتب التاريخ المعتبرة التي تناولت سيرة عظماء الاسلام وفي مقدمتهم
ال ابي طالب الذين سطروابدمائهم الزكية اروع الملاحم في تلك المعارك الخالدة من خلال
المواقف الصلبه التي وقفوها وهم يدافعون عن مبادئ الاسلام النيره كان من رموز هذه الاسرة الكريمة الذين دافعوا عن المثل العليا لدينناالحنيف ومن الذين وقفوا تلك المواقف المشرفه
ضد الحكام الطغات الذين تسلطوا على رقاب الشعوب الاسلاميه وحكموهم بالحديد والنار
ذلك الفارس الشامخ العباس عليه السلام حيث كان ومنذ بداية شبابه فارسا مغواراوبطلا شهما لعب دورا رياديا في الوقوف بواجه الاعداءالاسلام كثيرة هي المواقف العظيمه التي سجلها العباس واخيه الحسين واهل بيته واصحابه في كربلاء
حين سطروا باحرف من نور تلك الملحمه الخالدة (عاشوراء فارتقوا الى افاق المثل العليا وجسدواالنبل واشرف المبادئ فسمت انفوسهم الى مقام الذروة من الكمال البشري وتالقت اسماؤهم على جبين الدهر تتلالا عبر الاجيال تضيئ لهم طريق الحق والحريه في مسيرة التاريخ ومن اروع المواقف في ذلك اليوم لسيدنا ابي الفضل العباس بن امير المؤمنين عليهاالسلام قدوة الاحراروعلم الثوارالذي جسد في سلوكه مع اخيه الحسين عليها السلام حقيقة الاخوة الاسلاميه الصادقه بجميع قيمتها ومثلها الساميه فلازمه حتى النفس الاخير ووفاه بنفسه وبذل دونه روحه فاصبح نموذجا رائعا لشهداء الطف الذين احتلوا ذروة المجد في سماءالتاريخ في بحثنا هذا نتحدث عن اهم البطولات التي قام بها العباس عليه السلام في طف كربلاء عندما وصلت هذه الكوكبه الى كربلاء لتنسج بدمائها تاريخا جديدا للانسانيه جمعاء ولتكتب اسماءها باحرف من نور عاى جبين الدهر وكان اللامام العباس مواقف مشرفه جسدت عميق ايمانه ورسوخ عقيدته فعندما عرض شمر بن ذي جوشن الامان على العباس واخواته رفضوا رفضا قاطعا ان العباس عليه السلام الغصن الزكي الذي تفرع من الدوحه الشريفه ولايمكن ان يتخلى عنها بعد تصلب عودة من القيمها السماويه ونشا على مبادئها الرساليه وتغذى من خصالها العلويه فكان جوابه لشمر (لعنك الله ولعن امانك اتؤمننا وابن رسول الله لاامان له )لا يستطيع القلم ان يعطي هذه الموقف حقه من الوصف فقد انذرالعباس واخواته نفوسهم للحسين عايه السلام وعلقوا مصيرهم بمصيره وكان الحسين يجل اخاه العباس ويقدر له ايمانه ومنزلة الساميه فحينما ارسله الى لمخاطبة الاعداءقال له(اركب بنفسي انت يااخي ) ولايخفى مالهذه الكلمات من دلاله واضحه على مكانة العباس الكبيرة عند اخيه الحسين ولم ير الحسين من هو اكفا لحمل الرايه منه ولهذه المنصب اهميه كبرى حيث يتم اختيار الشخص لذلك من اصحاب الكفاءات العاليه والبساله النادره اضافة الى وفائه واخلاصه وصبره ورايه الثاقب وقد تجسدت كل هذه الخصال في امامنا العباس وكان كفئا لحمل الرايه التي بقيت ترفرف فوق رؤوس اصحاب الحسين واهل بيته تمدهم بالعزيمه في القتالهم الاعداء حتى تساقطوا نجما بعد نجم ولم يبق مع الحسين سواه وعندما طلب الاذن بالقتال منه قال الحسين عليه السلام(انت صاحب لوائي )ان الحسين لازال ينظر الى معسكره كقوه ضاربه تستطيع ان تصد الاعداء وترد هجماتهم مادام لواؤه مرفوعا بيد اخيه ابي الفضل العباس كان صراخ الاطفال من العطش يملا مسامع الحسين عليه السلام فطلب من اخيه العباس احضارالماء فاستجاب واقتحم الفرات وشتت من كان عليه من الجند ونزل الى الماء واغترف منه الماء بيده ليشرب لكنه لم يشرب كانت صرخات الاطفال تتردد على مسامعه وصورةوجه اخيه لم تفارق ذهنه فرمى الماء من يده وقال
يانفس من بعد الحسين هواني
وبعده لاكنت او تكوني
هذا حسين وارد المنون
وتشربين بارد المعين
تالله ماهذا فعال ديني
اي نفس اكرم من هذه النفس الكبيره واي ايثارمثل هذا الايثار واي نبل اعظم من هذاالنبل واستمرا لعباس عليه السلام في اعماله البطوليه تلك الى ان نال الشهادة في العاشر من محرم حيث كان قد تواجه في هذا اليوم حاملا معه عشرات القراب لملئها بالماء الا ان قسما من جنودابن سعد كمنوا له وتمكنوا من اصابت اصابه بليغه ادت الى استشهاده عليه السلام تلك صوره واضحه من الصفحات المشرقه التي تحدثت عن الشجا عه الفائقه والعزيمه الثابته والصبر الجميل لسيدنا العباس
عليه السلام