إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نقض الأدلة على خلافة أبي بكر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نقض الأدلة على خلافة أبي بكر

    نقض الأدلة على خلافة أبي بكر


    لقد استدل القوم ان خلافة ابو بكر من الكتاب والسنة والاجماع ، وهنا سنناقش ادلتهم الثلاث هذه :

    اولا : الكتاب .



    استدلوا على إمامة أبي بكر بقوله تعالى : (وسيجنبها الاتقى الذي يؤتى ماله يتزكى) قال أكثر المفسرين السنة أنها نزلت في أبي بكر فهو أتقى ومن هو أتقى فهو أكرم عند الله لقوله تعالى : (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). وهو باطل بأمور :


    1- إن السورة نزلت في قصة أبي الدحداح وصاحب النخلة كما في تفسير القرطبي : إن السورة نزلت في أبي الدحداح, قال عطاء : كان لرجل من الأنصار نخلة, يسقط من بلحها في دار جار له, فيتناول صبيانه, فشكى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم, وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (تبيعها بنخلة في الجنة ؟) فأبى, فخرج فلقيه أبوالدحداح : هل لك أن تبيعنيها بـ (حسنى حائط له) ؟ فقال : هي لك. فأتى أبو الدحداح إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله, إشترها مني بنخلة في الجنة. قال : (نعم, والذي نفسي بيده) فقال : هي لك يا رسول الله, فدعى النبي صلى الله عليه وسلم جار الأنصاري فقال : خذها فنزلت (والليل إذا يغشى) إلى آخر السورة في بستان أبي الدحداح وصاحب النخلة. ((فأما من أعطى واتقى)) يعني أبا الدحداح. ((وصدق بالحسنى)) أي بالثواب. ((فسنيسره لليسرى)) يعني الجنة. ((وأما من بخل واستغنى)) يعني الانصاري. ((وكذب بالحسنى)) أي بالثواب. ((فسنيسره للعسرى)), يعني جهنم. .. ((وسيجنبها الاتقى)) يعني ابا الدحداح. ((الذي يؤتى ماله يتزكى)) في ثمن تلك النخلة. .. والأكثر أن السورة نزلت في أبي بكر رضي الله عنه. تفسير القرطبي : 2 /9 , الدر المنثور : 6/357.


    2- إن الرواية التي تدل على نزولها في أبي بكر ضعيفة سندا ؛ كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد : في سنده مصعب بن ثابت, وفيه ضعف. مجمع الزوائد : 9/ 5 . ونقل العقيلي عن أحمد بن حنبل أنه ضعيف الحديث. ضعفاء العقيلي : 4/196. وقال ابن حبان : منكر الحديث, ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير, فلمّا كثر ذلك منه استحق مجانبة حديثه. كتاب المجروحين : 3/29. نقل ابن حجر عن ابن معين : أنه ضعيف, وعن النسائي : أنه ليس بالقوي في الحديث. تهذيب التهذيب : 1 /144.


    3- إنكار عائشة على نزول آية فيهم حيث قالت : (لم ينزل الله فينا شيئا من القرآن). البخاري : 6/42 (ط.دار الفكر) .


    ثانيا : السنة .




    * اما ما استلوا به من حديث الاقتداء بأبي بكر وعمر : قول رسول الله (ص) : اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر. مسند أحمد : 5/382, سنن الترمذي : 5/572, المستدرك : 3/75. فغير صحيح بأمور :


    1: ضعف سند الرواية :


    قال الترمذي : هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود. صحيح الترمذي : 5/336, فضائل عبد الله بن مسعود. وحكم العقيلي بأنه منكر لا أًصل له. كتاب الضعفاء الكبير : 4/95. وقال الذهبي نقلا عن أبي بكر النقاش : وهذا الحديث واه. ميزان الاعتدال : 1/142. وقال ابن حجر : وقال الدارقطني : وهذا الحديث لا يثبت. لسان الميزان : 5/237.


    قال ابن حزم الاندلسي : ولو أننا نستجيز التدليس والأمر الذي لو ظفر به خصومنا طاروا به فرحا أو أبلسوا أسفا لاحتججنا بما روي : (اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر), ولكنه لم يصحّ ويعيذنا الله بالاحتجاج بما لا يصح. الفصل في الملل والنحل : 4/88.


    قال الذهبي : حديث : (اقتدوا باللذين من بعدي) وهذا غلط, وأحمد لا يعتمد عليه. ميزان الاعتدال : 1/1 5رقم 411, لسان الميزان : 1/188 رقم 597.


    وقال في ترجمة أحمد بن محمد الغالبي : ومن مصائبه, قال : حدثنا محمد بن عبيد الله العمري, حدثنا مالك, عن نافع, عن ابن عمر, قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اقتدوا بالذين من بعدي, أبي بكر وعمر). فهذا ملصق بمالك. وقال أبوبكر النقاش : وهو واه. ميزان الاعتدال : 1/142 رقم 557, لسان الميزان : 1/273.


    قال المناوي : أعلّه أبو حاتم, وقال البزّار كابن حزم لا يصح ؛ لأن عبد الله لم يسمعه من ربعي, وربعي لم يسمعه من حذيفه. فيض القدير شرح الجامع الصغير : 2/72.


    2- مخالفة الصحابة الشيخين كما في صحيح البخاري عن عمر : (أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا علي والزبير ومن معهما. .. ونزونا على سعد بن عباده فقال قائل منهم قتلتم سعد بن عبادة فقلت قتل الله سعد بن عبادة ). صحيح البخاري : 8/27, باب الاعتراف بالزنا.


    3- مخالفة عمر مع أبا بكر في موارد.


    فمنها تفل عمر في قرارات أبي بكر :


    جاء عيينه بن حصن والأقرع بن حابس إلى أبي بكر, فقالا : يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلاء ولا منفعة فإن رأيت أن تعطيناها لعلّنا نحرثها ونزرعها ولعلّ الله ينفع بها. فأقطعها إياهم, وكتب لهما بذلك كتابا وأشهد لهما فانطلقا إلى عمر ليشهدا على ما فيه, فلمّا قرءا على عمر ما في الكتاب تناوله من أيديهما فتفل فيه فمحاه فتذمرا وقالا له مقالة سيئه. الدر المنثور : 3/252.


    4- شق عمر كتاب فاطمة (س)


    قال الحلبي : في كلام سبط ابن الجوزي رحمه الله, أنه رضي الله عنه كتب لها بفدك ودخل عليه عمر رضي الله عنه فقال : ما هذا فقال : كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها, فقال : ماذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى, ثم أخذ عمر الكتاب فشقّه. السيرة الحلبيه : 3/362, ط.دار إحياء التراث العربي-بيروت.


    5- قول صحابة لأبي بكر أأنت خليفة أم عمر ؟


    قال ابن عبد ربه : وكان على أمره كله وعلى القضاء عمر بن الخطاب. بل خالفه في غير واحد من القضايا, فلم يجترئ أبوبكر أن يدافع عن نفسه ويردّ حكم عمر, فلمّا قيل له : أنت الخليفة أم عمر ؟! أجاب : بل عمر, ولكنّه أبى !! وفي رواية : بل هو إن شاء. وفي أخرى : بل هو لو شاء كان. وفي غيرها : الأمير عمر غير أن الطاعة لي !! أو : أنا لا نجيز إلا ما أجازه عمر. جامع الاحاديث : 13/6 , 153, كنز العمال : 1/315, 3/914, 12/546, 582-583, 13/175, 273.




    ** وقولهم تقديمه في الصلاة مع أنها أفضل العبادات وقوله (يأبى الله ورسوله إلا ابابكر) وفي معناه (يأبى الله والمسلمون الا ابابكر).فهو مردود بامور :


    1- فيردّه ما ورد في الصحاح أن النبي (ص) قال في مرض موته : (هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ! فقال عمر : إن النبي (ص) قد غلب عليه الوجع, وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله) صحيح البخاري, 7/9, كتاب المرضى باب قول المريض قوموا عني.


    وفي رواية أخرى عن ابن عباس قال : (يوم الخميس وما يوم الخميس. .. فقالوا : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهجر). صحيح مسلم : 5/76 كتاب الوصية باب ترك الوصيه لمن ليس عنده شيء, صحيح البخاري : 4/31, كتاب الجهاد والسير.


    والمثير في القضية أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لو كان يهجر أو يغلبه الوجع فكيف يتمسك أهل السنة لإثبات خلافة أبي بكر بقول عائشة عنه (ص) : ((مروا أبابكر فليصلّ)) صحيح البخاري : 1/162 كتاب الاذان, باب وجوب صلاة الجماعه.


    2- يردّه أيضا كون كبار الصحابة وعلى رأسهم أبوبكر وعمر في جيش أسامة, كما صرّح به ابن حجر العسقلاني ردّا على إنكاره ابن تيميه : لم يبق أحد من المهاجرين الاولين إلا انتدب في تلك الغزوة منهم أبوبكر وعمر. فتح الباري : 8/115.


    ولمّا جهّزه أبوبكر بعد أن استخلف, سأله ابوبكر أن يأذن لعمر بالاقامة فأذّن, ذكر ذلك ابن الجوزي في المنتظم جازما به. فتح الباري : 8/116.


    والمفارقة هنا : كيف يأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بخروج أبي بكر في جيش أسامة وفي نفس الوقت يأمر أبابكر بالصلاة في الناس مكانه ؟


    قال ابن أبي الحديد : سألت الشيخ (أي أستاذه) أفتقول أنت أن عائشة عيّنت أباها للصلاة ورسول الله لم يعيّنه ؟ فقال : أما أنا فلا أقول ذلك, لكن عليّا كان يقوله, وتكليفي غير تكليفه, كان حاضرا ولم أكن حاضرا. شرح نهج البلاغه : 9/198.


    ثالثا : الاجماع .


    ومن ما استدلوا به في اجماع الامة على ابو بكر :
    قول التفتازاني المتوفى سنة 791 : في طريق ثبوت الإمامه :
    إن الطريق إما النص و إما الإختيار, والنص منتف في حق أبي بكر, مع كونه إماما بالإجماع. شرح المقاصد : 5/255.


    لو أمعن النظر للرواية نلاحظ امران : الاول ان الرواية تصرح بعدم وجود نص من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في استخلاف ابو بكر بعده . والثاني تنص الرواية ان خلافة ابو بكر كانت بالاجماع وهنا لو فكَّرت قليلا وأنصفت ، ثمَّ نظرت نظرة الباحث المدقِّق المتأمِّل بأحداث السقيفة وما نجم منها لأذعنت أن خلافة أبي بكر ما كانت بموافقة أهل الحلِّ والعقد ، ولم يحصل الإجماع عليها ، بدليل :


    1- قول عمر بن الخطاب في صحيح البخاري لو أنك تدبَّرت ما قاله بعد هذا الإجماع والبيعة في السقيفة قوله : إنّما كانت بيعة أبي بكر فلتة ، وتمَّت ، ولكن الله وقى شرَّها (1) ، إلى أن قال : من بايع منكم رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ، ولا الذي بايعه تغرَّة أن يقتلا ، إلى قوله : إلاَّ أن الأنصار خالفوا ، واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة ، وخالف عنّا علي عليه‌السلام والزبير ومن معهما.


    2- الإجماع المزعوم نفاه كثير من علماء السنة انفسهم ، منهم : صاحب كتاب ( المواقف ) ، والفخر الرازي ، وجلال الدين السيوطي ، وابن أبي الحديد ، والطبري ، والبخاري ، ومسلم بن الحجاج ، وغيرهم.
    وقد ذكر العسقلاني ، والبلاذري في تأريخه ، وابن عبد البرّ في الاستيعاب ، وغير هؤلاء أيضاً ، ذكروا : أن سعد بن عبادة وطائفة من الخزرج وجماعة من قريش ما بايعوا أبا بكر ، وثمانية عشر من كبار الصحابة رفضوا أيضاً أن يبايعوه ، وهم شيعة علي بن أبي طالب عليه‌السلام وأنصاره ، ذكروا أسماءهم كمايلي :
    1 ـ سلمان الفارسي
    3 ـ المقداد بن الأسود الكندي.
    5 ـ عمار بن ياسر.
    7 ـ بريدة الأسلمي.
    9 ـ أبو الهيثم بن التيهان.
    2 ـ أبو ذر الغفاري.
    4 ـ أُبي بن كعب.
    6 ـ خالد بن سعيد بن العاص.
    8 ـ خزيمة بن ثابت ذوالشهادتين.
    10 ـ سهل بن حنيف.


    11 ـ عثمان بن حنيف.
    13 ـ جابر بن عبد الله الأنصاري.
    15 ـ سعد بن عبادة.
    17 ـ عبد الله بن عبّاس.
    12 ـ أبو أيوب الأنصاري.
    14 ـ حذيفة بن اليمان.
    16 ـ قيس بن سعد.
    18 ـ زيد بن أرقم.

    وذكر اليعقوبي في تأريخه فقال : تخلَّف قوم من المهاجرين والأنصار عن بيعة أبي بكر ، ومالوا مع علي بن أبي طالب ، منهم : العباس بن عبد المطلب ، والفضل بن العباس ، والزبير بن العوام ، وخالد بن سعيد بن العاص ، والمقداد ، وسلمان ، وأبو ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، والبراء بن عازب ، وأُبي بن كعب (2).



    وان أوَّل من خالف أبا بكر ولم يبايعوه هم أهل بيت النبي نفسه عليهم‌السلام ، وهم بإجماع الأمة أفضل الصحابة ، وهم في الصفّ الأول والمتقدِّمين على أهل الحلّ والعقد .


    كما إن البيعة لابي بكر لم تكن حتى "شورى" كما يزعمون لأن أهل بيت النبي (ص ) لم يتم استشارتهم ولا الأخذ برأيهم ولا الاخذ بأي الكثير من الصحابة ممن ذكرناهم لك . وهذا مخالف لمبدأ الشورى ، وبالتالي لامر الله لأنه يقول " أمرهم شورى بينهم ". وهذه حجتهم من القرأن على أن الخلافة لا تكون بالنص وانما شورى فالصحابة أول من خالفها وناقضها .



    __________________
    1 ـ صحيح البخاري : 8 / 26 ، المعيار والموازنة ، أبو جعفر الإسكافي : 38 ، المصنّف ، ابن أبي شيبة : 8 / 615 ـ 616 ، تأريخ اليعقوبي : 2 / 158 ، كتاب الثقات ، ابن حبان : 2 / 156 ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 9 / 31 ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : 6 / 5.

    2 ـ تاريخ اليعقوبي : 2 / 124.






    المصادر
    مناظرات في الامامة - ج 4

    المؤلف: عبد الله الحسن
    وموقع موسوعة اسئلة الشيعة لاهل السنة
يعمل...
X