تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
________________________
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد وآل بيته الطبين الطاهرين .
قال الله تعالى في كتابه الكريم : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}(1) . الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد وآل بيته الطبين الطاهرين .
لقد خلق الله تعالى الكون وجعل فيه قوانين وأحكام تُسَيِر المخلوقات وفق نظام دقيق جداً لا يمكن لأحد ان يدرك هذه الدقة العجيبة الا بشكل بسيط جدا .
ومما لا ريب فيه ان القرآن الكريم وهو كلام الله تعالى جاء بأحكام وتشريعات تنظم الحياة بين ابناء الجنس الواحد من جهة , وبين جنس البشر وغيره من الكائنات الحية من جهة اخرى , وجعل لكل فعل وعمل جزاء حسب ما يستحقه من تللك الاعمال, ومن القوانين الالهية التي جعلها الله تعالى هو وعده للمؤمنين بانه سوف يجازيهم على تلك الاعمال وانه لا يضيع من اجرهم شيء كما في الآية الانفة الذكر .
من هنا لا بد للانسان المؤمن ان يستنهض كل الهمم التي توصله الى برّ الامان الذي يجعله قريبا من ساحة رحمة المولى تعالى , ولا شك ان القرب من ساحته تعالى لا تكون الا من خلال الالتزام بتعاليمه واحكامه و يتمثل هذا الالتزام بعبادة الله وحده , لان غاية خلق الانسان هو عبادة الباري عز وجل لقوله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (2) .
ومن مصاديق العمل الصالح هو الانفاق على الفقراء في سبيل الله تعالى طاعة له وتقربا منه واداءا لحقه وشكرا على ما انعم به على الانسان المؤمن ورأفة بالفقراء والمساكين , وقد حث القران الكريم على الانفاق بآيات عديدة منها قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ}(3) وقوله : {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}(4) وغيرها من الآيات الشريفة ,وفي المقابل يقول عزّ مِن قائل بحق هؤلاء المؤمنين : {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(5) حيث يشير الباري الى انهم لا يعلمون مدى مكافئة الله تعالى لهم على تلك الاعمال وما سوف يجازيهم يوم القيامة عليها .
ومن الاعمال الصالحة ايضا ادخال السرور في قلب المؤمن فقد روي عن النبي محمّد (صلّى الله عليه وآله ) قوله: ((إنّ أحبَّ الأعمال الى الله إدخال السرور على المؤمنين))(6) , واعلم ايها المؤمن العزيز ان من اراد الوصول الى الدرجات العليا من الجنان لا بد ان يسير وفق ما خططه اولياء الله تعالى اعني النبي واهل بيته عليهم السلام فهم يمثلون اخلاق الله في الارض , ومن المؤكد ان من يسير على خطاهم بأقدام ثابتة ويعمل الصالحات ويداوم عليها فان ذلك يؤدي بالمؤمن الى ان يمهد لأخرته التي هي مأوى كل انسان , فقد روي ان جبرائيل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وآله (اعمل ما شئت فانك ملاقيه))(7) فان كل ما يعمله الانسان سوف يراه عاجلا ام اجلا , والعمل الصالح يذهب معك الى دار الاخرة , اما الشهوات والرغبات فتذوب وتذهب ولا يبقى منها سوى تبعاتها .
وفي نهاية الحديث اخي المؤمن لابد ان نتذكر دائما ان ورائنا حساب وان وراء هذا الحساب اما الجنة واما النار, واننا يجب ان لا نستبدل الادنى بالذي هو خير , فلذلك لا بد ان نعمل صالحا في دنيانا الزائلة لانه وحده هو الباقي والمنجي من اهوال يوم القيامة , خصوصا ان الله تعالى قد وعد المؤمنين بانه لا يضيع اجر من عمل عملا صالحا صغيرا كان او كبيرا .
جعلنا الله واياكم من العاملين للاعمال الصالحة .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
__________________________
(1) [ الكهف: 30]. (2) [الذاريات: 56]. (3) [ البقرة : 254].
(4) [ البقرة : 3]. (5)[السجدة: 17]. (6) الكافي : ج2، ص151، باب إدخال السرور على المؤمنين، ح4
(7) بحار الانوار ج/71,ص189.