بسم الله الرحمن الرحيم
قول المصنف (قده): وكل ذي مرتبة في الجنة لا يطلب الازيد ويبلغ سرورهم بالشكر الى حد انتفاء المشقة وغناؤهم بالثواب ينفي مشقة ترك القبائح واهل النار يلجأون الى ترك القبيح.
اقول: لما اشترط الخلوص في الثواب وان يكون خالصا من كل شائبة اشكل عليه الامر في مواضع ثلاثة:
- ان اهل الجنة يتفاوتون في الثواب فالانقص درجةاذا شاهد من هو اعظم منه ثوابا تحسر وحصل له الغم بنقصلن درجته فشاب سعادته بعض الالم فلم يكن خالصا.
- ان اهل الجنة يجب عليهم الشكر لنعم الله تعالى والشكر يشتمل على المشقة وهذا ينافي خلوص الثواب.
- ان اهل الجنة يتركون القبائح وفي تركها مشقة فشابت سعادتهم الالم والمشقة.
وقد اجاب المصنف عن هذه الاشكالات بالتالي:
اما الاشكال الاول فنقول: ان شهوة كل مكلف مقصورة على ما حصل له فهو لا يشتهي ما فوقها وبالتالي لا يغتم بفقد الدرجة الاعلى من درجته.
واما الاشكال الثاني فقال: ان الانسان في الجنة يشعر بالسعادة واللذة عند شكره لله تعالى فلا مشقة في ذلك.
واما الثالث فجوابه: انه لا مشقة في ترك القبائح لاهل الجنة لان الله تعالى يغنيهم عنها بالمنافع والثواب العظيم فلا يشعرون ابدا بالمشقة لوجود البدائل الافضل واما اهل النار فانهم يلجأون الى تركها فهو في الحقيقة ليس فعلهم .