إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اعراب كلمة (غير) في سورة الفاتحة وتوجيه كونه صفة للمعرفة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اعراب كلمة (غير) في سورة الفاتحة وتوجيه كونه صفة للمعرفة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم. اما بعد:

    قال تعالى {
    صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة : 7] صدق الله العلي العظيم

    بالنسبة الى كلمة (غير) فيها قراءتان واعرابان:
    القراءة الأولى بالنصب: وتوجيه الاعراب فيه:
    أحدها: النصب على الحال من المضمر في (عليهم) والعامل في الحال (انعمت) فكأنه قال (صراط الذين انعمت عليهم لا مغضوبا عليهم)
    ثانيها: النصب على الاستثناء المنقطع لان المغضوب عليهم من غير جنس المنعم عليهم
    ثالثها: النصب على تقدير (أعني) فكأنه قال (أعني غير المغضوب عليهم).

    القراءة الثانية بالجر: وتوجيه الاعراب فيه:
    أحدها: ان يكون بدلا من (الهاء والميم) في (عليهم).
    ثانيها: ان يكون بدلا من (الذين) فالمعنى حينئذٍ (ان المنعم عليهم هم الذين سلموا من الغضب والضلال).
    ثالثها: ان يكون صفة لـ(الذين).

    ولكن على الاعراب الثالث يلزم منه اشكال وهو:
    ان (غير ومثل وشبه) لا يتعرف بالإضافة الى المعرفة لتوغله في الابهام, والمعرفة لا توصف بالنكرة فالأصل فيه ان يكون صفة للنكرة؟
    وقد اجيب عن هذا الايراد بوجوه:
    ونحن سنذكر ما قاله ابن السراج فقط بتصرف مراعاة للاختصار:
    حيث قال والذي عندي ان (غير) في هذا الموضع مع ما اضيف اليه معرفة
    لان حكم كل مضاف الى معرفة ان يكون معرفة وانما تنكرت (غير) و (مثل) مع اضافتهما الى المعارف من اجل معناهما وذلك أنك إذا قلت (رأيت غيرك) فكل شيء ترى غير المخاطب فهو غيره وكذلك إذا قلت (رأيت مثلك) فما هو مثله لا يحصى.
    فأما إذا كان شيئا معرفة له ضد واحد وأردت اثباته ونفي ضده فعلم ذلك السامع فوصفته (بغير) واضفت (غير) الى ضده فهو معرفة وذلك نحو قولك (عليك بالحركة غير السكون) فغير السكون معرفة وهي الحركة فكأنك كررت الحركة تأكيدا.
    فكذلك قوله تعالى {
    الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7] فان كل واحد من المؤمنين الكاملين العاملين والمغضوب عليهم والضالين ضد للآخر فلما اضيف (غير) الى أحدهما تعين ان المراد به الاخر فتعرف هو بالإضافة فلذلك وصفت المعرفة به (فغير المغضوب) هم الذين انعم الله عليهم.
    فمتى كانت (غير) بهذه الصفة فهي معرفة.

    والحمد لله رب العالمين



يعمل...
X