إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المبحث الموجز " قف وتأمل في خطبة الزهراء -عليها السلام-" الجزء الثاني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المبحث الموجز " قف وتأمل في خطبة الزهراء -عليها السلام-" الجزء الثاني


    بسم الله الرحمن الرحيـــم

    وصلى الله على نبيه محمد واله الميامين













    تناولنا -انا وانت عزيز القارىء- في الجزء الأول من المبحث الموجز " قف وتامل في خطبة الزهراء-عليها السلام-" محاور متعددة ، كمحور كيفية مجيء السيدة الزهراء عليها السلام لإلقاء خطبتها البليغة ومكان القائها ، كما تنالولنا فقرة تخص الجانب متكونة من ثلاث عبارات عظيمة المضامين ، وبينا أسباب الأهداف الكبيرة التي ححققتها السيدة الزهراء عليها السلام بهذه الفقرة ، كما ذكرنا أبرز مايمكن استنتاجه منها.




    وفي هذا الجزء الثاني سنتتاول العبارات التي تتلوا عبارت الجزء الاول ، وسنحاول استنتاج أبرز مايمكن استنتاجه منها-بحسب تحليلي القاصر- للإستفادة العلمية من عبارات السيدة الزهراء عليها السلام :


    قالت عليها السلام : ((
    ممتنعُ من الأبصار رؤيَتُه، ومن الألسُنِ صفَتُه، ومن الأوْهامِ كيفيّتُهُ، ابتدع الأشياء لا من شيء كان قَبْلها، وأنشأها بلا احتذاءِ أمْثِلَة امتَثَلها، كَوَّنها بقدرته، وذَرَأَها بمشِيَّتهِ، من غير حاجة منه إلى تكوينها، ولا فائدة له في تصويرِها، إلاّ تثبيتاً لحكمته، وتنبيهاً على طاعته، وإظهاراً لقدرته وتعبُّداً لبريّته وإعزازاً لدعوته، ثمّ جعل الثواب على طاعته، ووضع العقاب على معصيته، ذِيادة لعباده عن نقمته، وحياشة لهم إلى جنّته )).



    فان السيدة الزهراء عليها السلام مازالت تعلم الناس عقيدة التوحيد الحقة ، وكيف يمكنهم ان يكونوا موحدين حقيقيين كما أرادهم الله تعالى ان يكونوا ، كما
    نلاحظ أنها قدّمت الجانب العقائدي على سائر الجوانب ؟! ، ولعلها أرادت بذلك تقديم الأهم على المهم ، وتقديم الأشرف على الشريف ، فإن علم العقيدة هو أشرف العلوم ، وهو اشرف حتى من علم الفقه وسائر العلوم ، اذ ان علم الفقه يبحث عن الحكم الشرعي لأفعال العباد ، وعلم النحو يبحث الحركات الإعرابية وعن الحروف ، وعلم الرياضيات يبحث عن العدد ، بينما علم العقيدة يبحث عن معرفة الله تعالى ومن هن أرى أن علم العقيدة هو أشرف العلوم وأهمها.




    أيها القارىء العزيز لعلّ أبرز ما يمكن لنا ان نستنتجه من العبارات التي وردت في الفقرة التي ذكرتها آنفا -وبحسب تحليلي المتواضع- أمور متعددة منها :


    1. ان الزهراء عليها السلام تبين للناس أن اهل البيت عليهم السلام يعتقدون ان الله تعالى لايمكن ان يرى أبدا ، فإن رؤيته ممتنعة عن الأبصار ، لايرى لا في الدنيا ولا في الأخرة ، لأنه تعالى ليس بجسم ، ولو كان جسما لكان على الأقل محتاجا للحيز والمكان ، واذا كان محتاجا للحيز فيكون بذلك قد احتاج الى احد مخلوقاته وهو الحيز، ولو احتاج الى مخلوقه لبطل أن يكون إلها للخلق لأن الخالق غني عن جميع ماخلق ، وسبحانه وتعالى عما يصفون وهو الغني الحميد.




    2.إن السيدة الزهراء عليها السلام تبيّن للناس أن ألسنة الناس عاجزة عن ان تصف الله تعالى إلا بما وصف نفسه ، فإنهم عاجزون من ان يصلوا الى كنه ذاته ، وكما يقول المختصون في علم الرياضيات بأن الدائرة الصغيرة لايمكنها أن تحيط بالدائرة الكبيرة ، فأنى للإنسان أن يصل الى كنه الخالق عز وجل.



    3. إن السيدة الزهراء عليها السلام تبين أن أوهام الناس لايمكنها أن تصل على كيفية الله تعالى ، وكيف يقال عنه كيف ؟ والناس تعلم أنه تعالى هو كيّفَ الكيفّ! ، لايقال عنه ولا له كيف ، ولايقال عنه أين؟! لأنه تعالى هو أيّن الأين لام أين ، ولايقال عنه متى ؟! ، لأنه هو الذي خلق الزمان فقيل للزمان متى.



    4. إن السيدة الزهراء عليها السلام تبين للناس أن الله تعالى خلق المخلوقات لامن شيء ، أي خلقها من العدم ، وأوجد الوجود من عدم الوجود وهو واجب الوجود .



    5. إن السيدة الزهراء عليها السلام تبين ان الله تعالى كوّن وخلق خلقه بقدرته دون استعانة بغيره ، وأنى ذلك وهو الذي خلق كل شيء وأوجده من العدم ، وأن تعالى كونها بمشئته .



    6. إن السيدة الزهراء عليها السلام تبين للناس أن الله تعالى خلق ماخلق دون حاجة الى مخلوقاته فهو الغني عن العالمين.



    7. إن السيدة الزهراء عليها السلام تبين الله تعالى لم يخلق الاشياء لغرض الاستفادة منها ، فهو غني عنهم وهم المحتاجون للاستفادة منه ، وهو الذي يفيض عليهم بجوده وكرمه ، وعطفه وحنانه ورحمته ، وهو القوي وهم الضعفاء ، وهو القادر وهم العاجزون.



    8. تبيّن الزهراء عليها السلام أن الله تعاالى إنما خلق الخلق لتثبيت حكمته البالغة ، ولتكون تنبيها للعباد على طاعته واتباع أوامره والانتهاء بنهيهه ، ولأجل أن يظهر قدرته لعباده فيعرفوه ويخافوا عقابه ، ويـأملوا رحمته وفرجه ولطفه ، وليعزّ بذلك دعوته الرامية الى صلاح عباده وكمالهم.



    9. ان السيدة الزهراء عليها السلام تبيّن للناس أن الله تعالى جعل الثواب الجزيل لعباده لطاعتهم له ، فيفيض عليهم من جوده وكرمه ويرزقهم بغير حساب.



    10. ان السيدة الزهاء عليها السلام تبين أن الله تعالى جعل عقابه لمن يتجرأ على معصيته ، نعم هو الرؤوف الرحيم ولكن لتكون تلك العقوبة ابعادا لعباده عن نقمته وسخطه وغضبه ، ولتكون تلك العقوبة جمعا وسوقا لعباده لأجل دخولهم في جنته ، وشمولهم برحمته الواسعة ، ونيلهم لرضاه.





    عزيزي القارىء فلنكتف بهذا الشرح والبيان الموجز عن أهم مايمكن استنتاجه من تلك الفقرة العظيمة المضامين من خطبة السيدة الزهراء عليها السلام رعاية للإختصار ، وسنتناول
    معا بإذن الله تعالى محاور أخرى ومضامين متعددة في الجزء الثالث من المبحث الموجز " قف وتأمل في خطبة الزهراء -عليها السلام-".






    والحمد لله اولا وآخرا...

    وصلى الله على نبيه محمد واله الميامين .




    **********




    بقلم المحقق



    **********




    وقـــــــــــــل ربِّ زدني عــِـــــــــــلماً







يعمل...
X