بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
[فلسفة خلق الانسان]
ايها الانسان خلقة الاشياء لاجلك وخلقك الله لنفسه ولم تخلق لاجل الدنيا ولعدم معرفة نفسك وضعت نفسك في خدمة الدار الفانية !
هل جدير بك ان تقع نفسك في البلاء وتسيطر عليك النفس الامارة بالسوء ؟
هذا من عدم معرفة الانسان نفسه استطعة من تسخير الطبيعة لكه ولم تستطيع ان تعرف نفسك التي جبلة على الخير ان تسخره الخدمة ،حياته في الاخرة فخلق ليبقى حيا عند الله (واصطفيتك لنفسي)(1)
-عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه قال : سألت الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) فقلت له : لم خلق الله الخلق ؟ فقال : إنّ الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثاً ولم يتركهم سدىً، بل خلقهم لإظهار قدرته، وليكلّفهم طاعته فيستوجبوا بذلك رضوانه، وما خلقهم ليجلب منهم منفعةً، ولا ليدفع بهم مضرّةً بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم الأبد .(2)
-عن عبد الله بن سلام مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : في صحف موسى بن عمران (عليه السلام) : يا عبادي إنّي لم أخلق الخلق لأستكثر بهم من قلّة، ولا لآنس بهم من وحشة، ولا لأستعين بهم على شيء عجزت عنه، ولا لجرّ منفعة ولا لدفع مضرّة، ولو أنّ جميع خلقي من أهل السماوات والأرض اجتمعوا على طاعتي وعبادتي لا يفترون عن ذلك ليلاً ولا نهاراً مازاد ذلك في ملكي شيئاً، سبحاني وتعاليت عن ذلك .(3)
فانزل الانسان نفسه حتى انتهة منزلت الالة والوسيلة للعمل فلا ياخذ حتى يعطي بقدره سلعة يباع به ويشترا افرغ من المبادء الانسانية بمعنها وصل الانسان بنظرة الغرب الى ابعد الحدود وانتها به انه فكر تعبد الذي يصنعة بيده من غير ان ينتبه ان هو من صنع ووصل الى هذا التقدم فعبد هواه من حيث لا يعلم ،فافرغومن صفات الانسانية الى الماديات فانزلوه الى الحضيض والذي اهمه بطنه فكان قيمته مايخرج منها !
-روى هشام بن الحكم أنّه سأل الزنديق أبا عبد الله (عليه السلام) لأيّ علة خلق الخلق وهو غير محتاج إليهم ولا مضطرّ إلى خلقهم، ولا يليق به العبث بنا ؟ قال : خلقهم لإظهار حكمته، وإنفاذ علمه، وإمضاء تدبيره ؛ قال : وكيف لا يقتصر على هذه الدار فيجعلها دار ثوابه ومحبس عقابه ؟ قال : إنّ هذه دار بلاء، ومتجر الثواب، ( وفي نسخة : ومنجز الثواب ) ومكتسب الرحمة، ملئت آفات وطبّقت شهوات ليختبر فيها عباده بالطاعة ؛ فلا يكون دار عمل دار جزاء.(4)
لوامعنى في انظر الى الكون لوجدنا الفلسفة خلق هذا الكون هوللانسان لولا الوجود ولغاية لما وجد الشمس والقمر والارض والهواء والماء وسخرة له فبتحقق وجده يكون للكون معنى وبوجوده يكون لبقية الاشياء من معنى لان ذاته هو المحور ومثال ذلك تسخير الكون لتكامل الانسان ولهذه الحقيقة وضح في فلسفة (الرسالة المحمدية) عن حقيقة الانسان واواقعية في محور الحياة والهدف الطبيعي لفطرته فيمكن ان يسمو الى منزلة ان لا يرى الا الله تعالى ويصل الى مقام افضل من الملائكة ، فيكنون قلبه عرش الله.
قال تعالى:« وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر * والنجوم مسخرات بأمره * ان في ذلك لآيات لقوم يعقلون * وما ذرأ لكم في الارض مختلفاً الوانه * ان في ذلك لآيات لقوم يذكرون * وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجون منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون »(5)
الانسان مركب من بعدين احدهما يسمى الروح ومراتبه العقل والوجدان والاخلاق فحرمته وجوده قيمة انسانية والبعد الاخر الجانب الحيواني وهو مجموع الغرائز ،فيظهر لنا تركيب هذين البعدين عن طريق اثرهما فنرى للاانسان الذات الروحية من العبادة والتعاون ومساعدة الاخرين ويلتذ بتحصيل العلم والمعرفة ،ولو رجعنا الى الجانب الحيواني من هذه التكوينة البشرية لوجدنا يستصعب العبادة لانها متعبة ومحباً للمال لايحب ان يعطي منه للاخرين متكبرا لايعين احد ويساعده ،فهذين بعدين متضادين .
قال الامام علي عليه السلام في خطبة له : ( من عرف نفسه فقد انتهى الى غاية كل معرفة وعلم ) (6)
وعنه ايضاً في خطبة اخرى قال : ( هلك امرؤ لم يعرف قدره ) (7)

كيف السبيل والسيطرة على البعد الحيواني عبرعنها القران النفس الامارة والشقاء كامنة فيها ولا تحد عن فعل الشر فاذا تغلبت عليه احد الصفات الذميمة لا ينفك عنها ولو سيطرة عليه الغريزة يكون مستعدا للقتل ونهب وسلب وهذا الحال اليوم ويستمرحاله غداً وان وصل الى هذا المستوى فلا يعبا الى احد ويشجع نفسه على فعله !فلا بد انسان للسعي وسيطرة على البعد الحيواني والجام النفس وتذللها وتغلب البعد الرحماني بمساعدة والتوفيق من الله والوصول الى الهدف والعروج الى قمة الكمال .
عن الامام الصادق ( عليه السلام ) برواية احد اصحابه ويكنى « أبو أحمد » قال : كنت مع ابي عبد الله ( عليه السلام ) في الطواف ويده في يدي اذ عرض لي رجل له حاجة فأومأت اليه بيدي . فقلت له : كما انت حتى افرغ من طوافي .



---------------------------------------
1-سورة طه الاية 41.
2-3-4-الاسئلة العقائدي.
5-سورة النحل : 12 ـ 14 .
6-نج البلاغةص214
7-نهج البلاغة 181ص .
8- الحياة 115.
9-وسائل الشيعة ج5.450ص.