هل احتج امير المؤمنين بحديث الغدير

[الابراهيمي]

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد

وردت شبهة حول حديث الغدير انه لو كان حديث الغدير يحمل معنى التعيين لاشار الامام علي(عليه السلام) الى ذلك ولحاجج اصحاب الشورى بما هو اقوى من الفضائل

نص الشبهة
قوله " ولو كان حديث الغدير يحمل هذا المعنى (معنى التعيين) لاشار الإمام إلى ذلك وحاججهم (أصحاب الشورى السداسية) بما هو اقوى من ذكر الفضائل ".

الرد على الشبهة

1 . أقول ان الهدف من جعل عمر الشورى في ستة أحدهم علي (عليه السلام) هو نفس الهدف من الاجتماع في السقيفة من دون حضور الإمام علي (عليه السلام) ، لقد استهدف المخططون لكلا الحدثين مسألة الحكم مع استهداف أمر اضافي آخر في الشورى اريد تحقيقه وهو ان يخرج علي(عليه السلام ) من الشورى وقد بايع لعثمان ولو جبراً وكرها ليؤمَن قيامه عليهم
ولما كان الأمر كذلك فان الاجواء غير صالحة في كلا الموردين للاحتجاج لان القوم مصرين على تحقيق هدفهم بكل وسيلة ممكنة ، حتى لو كان ذلك بإحراق باب بيت فاطمة (عليها السلام) أو تهديد علي(عليه السلام ) بالقتل إذا لم يبايع أبا بكر أو لم يبايع عثمان قبل ان يخرج من بيت اجتماع أهل الشورى الستة .
ومع ذلك فقد سجلت بعض المصادر احتجاجاً لعلي (عليه السلام) بحديث الغدير على أهل الشورى السداسية كما في مناقب الخوارزمي ص 217 وفرائد السمطين للحمويني الباب الثامن والخمسين والدر النظيم لابن حاتم الشامي من طريق الحافظ بن مردويه .
2. ان دخول علي (عليه السلام) للشورى السداسية لم يكن بمحض اختياره بل اجبر على ذلك ويدل عليه ان عمر امر بقتل المخالف من الستة ، اما سبب اكراههم عليا (عليه السلام) على الدخول في الشورى فهو انهم كانوا يخشون منه (عليه السلام) انه إذا لم يدخل سوف يمتنع عن بيعة عثمان كما امتنع عن بيعة أبي بكر من قبل وسوف يلتحق هذه المرة به أناس كانوا قد قصروا في قصة السقيفة أو وقعوا في الشبهة ، ومعنى ذلك احتمال تكامل العدد الذي يرجوه علي (عليه السلام) من الانصار فيقوم في وجه عثمان ، لو لم يكن حديث الغدير يحمل هذا المعنى (معنى التعيين والنصب لعلي (عليه السلام) من موقع خلافة الرسول(صلى الله عليه وآله) الخاصة التي تفرض ان يكون حق الحكم خاصاً به كما كان زمن الرسول (صلى الله عليه وآله) خاصا به لما احتج علي (عليه السلام) به ايام خلافته بعد قتل عثمان .