سلسلة بيان اية الصادقون (المسألة الثانية)

[الابراهيمي]

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

المسألة الثانية :
الاستفادة من الاية على عصمة وامامة الصادقين

يستفاد هذا من التدقيق في كلام الله تبارك وتعالى في هذه الاية فإذا دققنا في الاية واستنبطنا منها معارف غير ظاهرة إلا بالتأمل وبالنظر لايقان ان هذا من تحميل الاية ما لا تحتمل لان هذا كلام الله وليس نصاً بشرياً ومن هذا المنطلق نجد ان الاية قالت كونوا مع الصادقين وليس من الصادقين والكون معهم هو ان نتمسك بهم ونتبع اوامرهم ان نأخذ باخبارهم ونعمل بمفادها ونطيعهم ...الى اخره من هذه الامور والصادق المأمور بالكون معه هو الصادق في كل شىء في عقيدته وفقهه وتفسيره وفي جميع اقواله وافعاله وعلى هذا يجب ان يكون معصوم اذاً الصادق هو المعصوم وقد استشف هذا المعنى ايضاً الخاصة والعامة اعني به عصمة الصادقين فمن الخاصة في مرآة العقول قال ( وجه الاستدلال بهذه الاية ان الله امر كافة المؤمنين بالكون مع الصادقين وظاهر ان ليس المراد به الكون معهم باجسادهم بل المعنى لزوم طراقهم ومتابعتهم في عقائدهم واقوالهم وافعالهم ومعلوم ان الله تعالى لا يامر بمتابعة من يصدر منه الفسق والمعاصي مع نهيه عنها ويامر باتباعهم وهم يمكن ان تقع منهم المعصية هذا محال لنهيه عن المعصية من جهة وامره بطاعتهم وملازمتهم من جهة اخرى فلا بد ان يكونوا معصومين لايخطئون في شيء حتى تجب متابعتهم في جميع الامور وقد اجتمعت الامة على ان خخاب القرآن عام لجميع الازمنة لايختص بزمان دون زمان فلابد من وجود معصوم في كل زمان) ، وكذلك من العامة ذكر الرازي في تفسيره لهذه الاية (أن قوله : { يا أيهاالذين ءامَنُواْ اتقوا الله } أمر لهم بالتقوى ، وهذا الأمر إنما يتناول من يصح منه أن لا يكون متقياً ، وإنما يكون كذلك لو كان جائز الخطأ ، فكانت الآية دالة على أن من كان جائز الخطأ وجب كونه مقتدياً بمن كان واجب العصمة ، وهم الذين حكم الله تعالى بكونهم صادقين ، فهذا يدل على أنه واجب على جائز الخطأ كونه مع المعصوم عن الخطأ حتى يكون المعصوم عن الخطأ مانعاً لجائز الخطأ عن الخطأ ، وهذا المعنى قائم في جميع الأزمان ، فوجب حصوله في كل الأزمان ) .