بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
التعب ليس السبب
بقلم/الشيخ قيس عليوي المسعودياللهم صل على محمد وآل محمد
التعب ليس السبب
يظن الكثيرمن الناس بمختلف مذاهبهم ان سبب قصر الصلاة والافطار في السفرهو التعب لذلك تراهم يحتجّون بحجة واهية قائلين :إن المسلمين انما كانوا في السابق يقصرون ويفطرون لأن وسائل السفركالبعير والخيول كانت تجهدهم لذلك رخّصت لهم الشريعة القصر والافطار، أما اليوم فنحن نسافر بوسائل مريحة كالسيارة والطائرة ولانشعر بالتعب رغم قطع مئات الكيلومترات فلذلك يلزمنا الغاء مسألة القصروالافطارفي السفر
وهذا توهّم
فمن قال لهم أن التعب هو السبب حتى صاروايفـتون فيما ليس لهم به علم ؟!
ولكي يتضح الامر أكثر سأذكر لكم عدداً من النقاط النقضية أعتقد كفايتها لرفع هذه الفكرة الخاطئة
1ـ ذكر السيد باقر الصدر في تعليم الصلاة انه لوكان التعب هو السبب في القصر والافطار لقالت الشريعة للمريض الأسوإ حالاً من المسافر المتعب: أقصر صلاتك لكنك لاتجد هذا في الشريعة بل أوجبت على هذا المريض أن يصلي تماماً كما تعلم
2ـ لوكان التعب هو السبب لقيل للعائد الى بيته من سفر بعيد أتعبه : صل في بيتك قصراً لأنك متعب لكنك لاتجد فقيهاً يقول بهذا
3ـ لو كان التعب هو السبب لقيل للمسافر لمسافات متقطعة : صل قصراً ، لكنك لاتجد في فقهنا من يقول بهذا، وأعني بالمسافرلمسافات متقطعة ذلك الذي نوى الانطلاق من منطقته الى المنطقة (ب) التي تبعد عن موطنه أقل من 22كم ، ثم من المنطقة (ب) تجددت له نية الانطلاق الى المنطقة (ج) التي تبعد عن (ب) أقل من 22كم، ثم من المنطقة (ج) تجددت له نية الذهاب الى المنطقة (د)التي تبعد عن(ج) اقل من 22كم وهكذا الى أن قطع مسافاتطوال ،ولنقل صار مجموع المسافة مئة كم فهناك يصلي تماماً ويبقى على صيامه رغم أنه يبعد عن موطنه كل هذه المسافة ، فلو كانت علة القصر والافطار هي التعب لماقيل له صل تماما وصم
4ـ لو كان التعب هو السبب لقيل لناوي الاقامة لعشرة أيام فأكثرفي مكان يبعد عن موطنه 22كم أو أكثر لقيل له : صل قصراً لكنك تجد الوظيفة الفقهية له أن يصلي تماما حتى إن كان في غاية التعب
5ـ لوكان التعب هو السبب لما قيل للمسافر لأحد الاماكن الاربعة : إنك مخير بين القصر والتمام فيما لو كان متعبا منهكاً من السفرولقيل له صل قصرا
وبهذا نعلم أن التعب ليس سببا للقصر، لكن يبقى السؤال لماذا إذن نقصر ونفطر في السفر؟
الجواب ليس بالضرورة أن نعلم علل الاحكام فنحن لانعلم لماذا شُرّعت المغرب ثلاثاً والعشاء اربعاً ولانعلم لماذا الركوع مفرد والسجود مثنى وهكذا حال الكثير من الاحكام ثم اننا عبيد لله والعبد يطيع ولايسأل ،والمولى منزّه عن العبث فحاشاه أن يأمرنا بأمر دونما حكمة هو أعلم بها ،وغاية مانعرفه من الروايات ان القصر والافطار صدقة تصدق الله بها علينا وعلينا قبول صدقته والادب يقتضي قبول الصدقة خصوصا وأنها من الله لامن عبيد الله
وفي تفسير الامثل فيما ينقل عن الامام الصادق عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله الافطار في السفروقصر الصلاة فيه هديتان إلهيتان فمن انصرف عنهما اصبح راداّ لهديته .