اعوذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
والعدل والحكمة يطلقان على معنى واحد وهو انه تعالى لا يفعل القبيح ولا يترك الواجب ( ويوجد تعريف اخرى وهو اقامة الشيء بموضعه)
نعم تطلق الحكمة احياناً على انها صفة للعلم ولكن اذا اطلق الحكيمة على هذا المعنى فلابد من قرينة ففي ادبيات علم الكلام العدل والحكمة هما شيء واحد والمراد منهما انه تعالى لا يفعل القبيح ولا يخل بالواجب
وفي هذه المسألة اختلف المسلمون فذهبت الامامية الحكماء والمعتزلة الى انه تعالى عدل أي لا يفعل قبيح ولا يخل بواجب ويمكن اختصاره بانه تعالى لا يفعل قبيح لان ترك الواجب ايضاً قبيح لان ترك الواجب ايضاً قبيح فلا داعي لا التكرار
وذهبت الاشاعرة الى انه تعالى يمكن عليه ان يفعل القبيح تعالى عن ذلك علواً كبيرا
والمعتزلة في ذلك هم تبع للأمامية وان كلن الشارح رحمة الله تعالى ينسب ذلك الى المعتزلة لكن في الواقع المعتزلة في ذلك تبع للأمامية
لأننا نجد روية اهل البت عليهم السلام صريح في هذا المعنى كما ورود في نهج البلاغة والعدل ان لا تتهمه تعالى أي تصف الله تعالى بكونه عادل أي ان لا تتهمه وهو عدم التوهم بأنه يفعل القبيح
او كقول الامام الصادق عليه السلام اما العدل فان لا تنسب لخلقاك ما لامك عليه لان خالقك لا يفعل القبيح وهذا الأقوال هي قبل نشوء مذهب المعتزلة اذن الامامية هم اول من بين هذه النظرية وهذه المسألة تعتبر من القواعد الكلامية لأن يترتب عليها كثير من المسألة العقائدي والفقيه واغلب مسائل العدل هي مترتبة على هذه المسألة كحسن التكليف وحسن ارسال الرسل وغيرها من المسائل المتوقفة على الحسن والقبح العقلي
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهري
والعنة على اعدائهم اجمعين الى يوم الدين