صراخ في الحافلة

[خالد غانم الطائي]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
صراخ في الحافلة

بقلم/محمد عبد العظيم الكعبي
بينما كنت في الحافلة مسافراً مع ابي الى زيارة احد اقربائنا وكان يجلس امامنا مع رجل يكبره سناً ولا اعلم ماذا كان يقرب له وكان الغلام يلح عليه ان يعطيه مالاً ليشتري به لعبة غالية الثمن وكان تارةً يصرخ بوجهه وتارةً يهدده بعدم التوقف عن الصراخ .. فلم استطع ان ابقى جالساً صامتاً من دون ان افعل شيئاً حيال ذلك فقلت له : بصوت غاضب : لماذا تصرخ هل تظن نفسك بمفردك في الحافلة ؟ الا تحترم كبار السن والنساء والاطفال وانت تزعجهم بصوتك المرتفع ولماذا الصراخ بينك وبين الذي تتحدث معه مسافة قصيرة جداً وكيف تصرخ وهو اكبر منك سناً هذا ليس من الادب ولا من الاخلاق الحميدة ثم سألته : ما قرابتك منه؟ فأجاب : انه ابي .. فقلت له : ابوك وتصرخ في وجهه هكذا ؟ اهكذا يحترم الاب يكلمك وانت لا تصغي اليه ولا تفعل ما يقوله اليك وينصحك به .. اتريد ان تكون ولداً عاقاً لوالديه ؟ اتعرف ما عقوبة العاق ؟ فقد روي عن النبي الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله ( يقال للعاق اعمل ماشئت فاني لا اغفر لك )[1] وايضاً قوله الشريف : ( رضا الله رضا الوالد وسخط الله سخط الوالد ) [2] ..
فهدأ ونظر حوله فرأى الركاب ينظرون اليه نظرة استغراب وعدم احترام في آن واحد وراجع نفسه لحيظات واعتذر من والده ووعده بأن لا يفعل ما فعله مرةً اخرى ويطيعه ولا يرفع صوته عليه ابداً ويحترمه ويحترم الناس من حوله ويغير من طباعه السيئة كي يكسب مودة واحترام وحب والديه والآخرين .

---

[1] البحار ج74 ص80

[2] الترغيب والترهيب ج3 ص322