إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نكت اعتقادية ... في الإمامة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نكت اعتقادية ... في الإمامة

    نكت اعتقادية ... في الإمامة


    الموضوع عبارة عن تساؤلات في صميم قضية الامامة يطرحها المؤلف ويجيب عليها فلنتابع :

    إن قيل : حكمة الله تعالى تقتضي نصب الإمام و توجبه أم لا فالجواب : الحكمة تقتضي ذلك و توجبه .

    فإن قيل : ما حد الإمام فالجواب : الإمام هو الإنسان الذي له رئاسة عامة في أمور الدين و الدنيا نيابة عن النبي (عليه السلام) .
    فإن قيل : ما الدليل على أن الإمامة واجبة في الحكمة فالجواب : الدليل على ذلك أنها لطف و اللطف واجب في الحكمة على الله تعالى فالإمامة واجبة في الحكمة .
    فإن قيل : هل يشترط في الإمام أن يكون معصوما أم لا ؟
    فالجواب : يشترط العصمة في الإمام كما تشترط في النبي (عليه السلام) .
    فإن قيل : ما الدليل على أن الإمام يجب أن يكون معصوما فالجواب : الدليل على ذلك من وجوه
    - الأول إنه لو جاز عليه الخطأ لافتقر إلى إمام آخر يسدده و ننقل الكلام إليه و يتسلسل أو يثبت المطلوب
    .

    -الثاني إنه لو فعل الخطيئة فإما أن يجب الإنكار عليه أو لا فإن وجب الإنكار عليه سقط محله من القلوب و لم يتبع و الغرض من نصبه اتباعه و إن لم يجب الإنكار عليه سقط وجوب النهي عن المنكر و هو باطل .
    -الثالث إنه حافظ للشرع فلو لم يكن معصوما لم يؤمن عليه الزيادة فيه و النقصان منه .
    فإن قيل : من إمام هذه الأمة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فالجواب : علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
    فإن قيل : بما علمتم أنه الإمام فالجواب : علمنا بالنص المتواتر من الله عز و جل و من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .
    أما الذي من الله تعالى فمثل قوله تعالى إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ و مثل قوله تعالى يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ و مثل قوله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً و مثل قوله تعالى وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ و مثل قوله تعالى فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ و أمثال ذلك .
    و أما الذي من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فمثل قوله أنت الخليفة من بعدي .
    أنت وصيي و قاضي ديني .
    سلموا عليه بإمرة المؤمنين . و أقضاكم علي .
    تعلموا منه و لا تعلموه .
    اسمعوا له و أطيعوا . من كنت مولاه فعلي مولاه .
    أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
    اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير .
    أنا مدينة العلم و علي بابها .
    نعم الراكبان هما ، و أبوهما خير منهما .
    لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله يحبه الله و رسوله كرارا غير فرار .
    و مثل : إخائه و تزويجه بابنته و تعميمه بعمامته و ركوبه على ناقته و أمثال ذلك .
    فإن قيل : من الإمام بعد علي (عليه السلام) فالجواب : ولده الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي الباقر ثم جعفر بن محمد الصادق ثم موسى بن جعفر الكاظم ثم علي بن موسى الرضا ثم محمد بن علي التقي الجواد ثم علي بن محمد الهادي ثم الحسن بن علي العسكري ثم الخلف القائم المهدي صلوات الله عليهم أجمعين .
    فإن قيل : ما الدليل على إمامة كل واحد من هؤلاء المذكورين فالجواب : الدليل على ذلك أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نص عليهم نصا متواترا بالخلافة مثل قوله (عليه السلام) ابني هذا الحسين إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا . و مثل قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حق القائم (عليه السلام) لو لم يبق من الدنيا إلا ساعة واحدة لطول الله تلك الساعة حتى يخرج رجل من ذريتي اسمه كاسمي و كنيته ككنيتي يملأ الأرض قسطاو عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
    و يجب على كل مخلوق متابعته و لأن كل إمام منهم نص على من بعده نصا متواترا بالخلافة و لأنهم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ظهر عنهم معجزات و كرامات خارقة للعادة لم تظهر على يد غيرهم كعجن الحصى و ختمه و أمثال ذلك .
    فإن قيل : من إمام هذا الزمان فالجواب : القائم المنتظر المهدي محمد بن الحسن العسكري صلوات الله عليه و على آبائه الطاهرين .
    فإن قيل : هو موجود أم سيوجد فالجواب : هو موجود من زمان أبيه الحسن العسكري (عليه السلام) لكنه مستتر إلى أن يأذن الله تعالى له بالخروج فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا .
    فإن قيل : ما الدليل على وجوده فالجواب : الدليل على ذلك أن كل زمان لا بد فيه من إمام معصوم و إلا لخلأ الزمان من إمام معصوم مع أنه لطف و اللطف واجب على الله تعالى في كل زمان .
    فإن قيل : ما وجه استتاره فالجواب : وجه استتاره لكثرة العدو و قلة الناصر و جاز أن يكون لمصلحة خفية استأثر الله تعالى بعلمها .
    فإن قيل : قد تقدم أن الإمام لطف و اللطف واجب على الله تعالى فإذا كان الإمام مستترا كان الله تعالى مخلا بالواجب تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فالجواب : اللطف الواجب على الله تعالى في الإمام هو نصبه و تكليفه بالإمامة و الله تعالى قد فعل ذلك فلم يكن مخلا بالواجب و إنما الإخلال بالواجب من قبل الرعية فإنهم يجب عليهم أن يتابعوه و يمتثلوا أوامره و نواهيه و يمكنوه من أنفسهم فحيث لم يفعلوا ذلك كانوا مخلين بالواجب فهلاكهم من قبل أنفسهم .
    فإن قيل : ما الطريق إلى معرفته حين ظهوره بعد استتاره (عليه السلام) فالجواب : الطريق إلى ذلك ظهور المعجز على يده .


    والحمد لله رب العالمين
    المصدر
    الكتاب : النكت ‏الاعتقادية
    المؤلف : الشيخ المفيد
يعمل...
X