بسم الله الرحمن الرحيم
تعريف الدليل العقلي:
واصح ما قيل في تعريفه: انه كل حكم للعقل يوجب قطعا بالحكم الشرعي.) اصول المظفر ج3 ص125
او انه: (كل قضية يدركها العقل ويمكن ان يستنبط منها حكما شرعيا.) الشهيد الصدر الحلقة الثانية ص229.
حجية الدليل العقلي:
ان البحث عن حجية الادلة المعرفية من اهم الامور التي ينبغي لطالب العلم الاهتمام بها فمناهج المعرفة اضحت اليوم علما ذو قيمة عالية في المدارس الغربية بينما نجده ما زال يعاني في حواضرنا العلمية فهو ليس اقل من علم اصول الفقه الذي يشغل حيزا مهما في مجالات الدراسة والبحث، فكما ان علم الفقه يحتاج الى صناعة لتنقيح حجية الادلة الفقهية بحيث يجوز الاعتماد عليها في مقام الاستنباط وذلك انما يتم في علم اصول الفقه فكذلك قد مست الحاجة ايضا الى وجود صناعة تنقح ادلة استنباط المعارف العقائدية وذلك امر ضروري لتحصين العقائد من الانحراف.
فنحن نرى ان علم الفقه بقي مصونا عن أي تحريف ببركة علم اصول الفقه وقوانينه المنضبطة والمتينة في حين تفشت البدع والانحرافات في العقائد الاسلامية لغياب الميزان العقائدي.
وليت شعري فاني لا اجد مبررا الا ضعف الاهتمام بهذا العلم الشريف وان دعوانا انه الفقه الاكبر ماهي الا دعوى ليس لها واقع ويكفي في شناعة هذا المنهج انه ليس منهج علمائنا وانما هو منهج دخيل يألفه المخالفون منذ القدم، ولا يسعنا في هذا المقام الا ان ننقل مقتطفات من بعض اقوال ائمة هذا الاتجاه الذي يكشف عن طريقة تفكيرهم وموقفهم السلبي من أي وسيلة معرفية غيرالذي انتهجوه ولم يكلفوا انفسهم البحث عن حجيتها:
يقول مالك بن انس: ((اياكم والبدع، قيل يا ابا عبد الله، وما البدع؟ قال: اهل البدع الذين يتكلمون في اسماء الله وصفاته، وكلامه وعلمه وقدرته، ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم باحسان.)) تمهيد لتاريخ الفلسفة مصطفى عبد الرزاق ص155.
وقال ايضا: ((الكلام في الدين اكرهه، ولم يزل اهل بلدنا يكرهونه، وينهون عنه....ولا احب الكلام الا فيما تحته عمل.)) مختصر جامع بيان العلم وفضله ابن عبد الرب ص217.
ويقول سفيان الثوري: ((عليكم بما عليه الحمالون والنساء في البيوت والصبيان في الكتاب من الاقراء والعمل.)) تلبيس ابليس ابن الجوزي ص83.
فنلاحظ كيف جعلوا مبلغ همهم هو الفقه والشريعة ونحن اذ لا نرضى بأي تقصير في مجال البحث الفقهي الا اننا ندعوا في الوقت ذاته ان يجعل للبحث العقيدي ذات الاهتمام لما له من الاثر البالغ في توجيه الانسان نحو العمل الصالح.