بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وآله الطاهرين ،
الطيبين .
الاشكال الثالث:
ومن الاشكالات التي طرحها المخالفون حمل الجمع على المفرد خلاف الظاهر؟
والجواب على هذا الاشكال سيكون نقضي وحلي:
الجواب النقضي:
ان هذا الاستعمال في القران ليس غريب بل هو كثيرومنه اية المباهلة الآية 61 من سورة آل عمران .قال الله تعالى: * ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين ) *
الجواب الحلي: وهذا على وجهين:
الوجه الاول:
في الحقيقة لم تستعمل الاية الجمع في المفرد وقصدت الجمع في الجمع ،واذا قل احد لماذا تقولون هي في على ( عليه السلام)، فالجواب لانه الفرد الوحيد (من الائمة الاثنى عشر) الذي كان موجود عند نزول الاية اول مصداق للاية.
الوجه الثاني: لو قلنا ان الاية استعملة الجمع في المفرد فالجواب هو:
ان الاية استعملة الجمع وارادة فيه المفرد وذلك على نحو المجاز،لان استعمال اللفظ في غيرما وضع له مع القرينة مجاز، وفي الاية قرينة وهي الاحاديث على سبب النزول ، اما بدون -قرينة خطأ
الاشكال الرابع:
لماذا استعملت الاية الجمع في المفرد؟
الجواب على هذا الاشكال بعدة طرق منها:
1-قالوا هو للتعظيم والتفخيم
2-وقال الزمخشري في الكشاف على هذا الاشكال ماهذا نصه: (ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه ، ولينبه على أن سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البرّ والإحسان وتفقد الفقراء ، حتى إن لزهم أمر لا يقبل التأخير وهم في الصلاة ، لم يؤخروه إلى الفراغ منها .)
3-ان الفرد الواحد اذا اجتمع فيه كمالات متفرقة في غيره يكون وحده جمع مثل نبي الله ابراهيم (عليه السلام) فلقد قال الله تعالى في حقه: * ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين ) النحل ( 120 )0
فقال الشيخ الطبرسي في جوامع الجامع الجزء 2 :
* ( كان أمة ) * أي : كان وحده أمة من الأمم لكماله في صفات الخير
وقال الشيخ الطبرسي في تفسيرمجمع البيان: قال ابن الأعرابي : يقال للرجل العالم أمة ، وهو قول أكثر المفسرين