تويت
الطهارة واسرارها بحسب التورية
أن اسرار الطهارة ولزومها بحسب بعض أيات التورية انما هو لمكان الحضور عند الرب ، وهذا المعنى وانكان ربما يتبادر منه انحصاره بذلك ومنافيا لما ورد في الآية الشريفه في ديننا الشريف ، من قوله تعالى مايريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن ليطهركم ويتم نعمته عليكم اه) بأن ظاهرها ان تشريع الطهارة لمكان مصلحة الانسان وتطهير بدنه ونفسه .
لكن التبادر المذكور غير تمام لانه لامنافاة ببنها بما يناسب ديننا ومويد لما ذكرنا وان الاحكام طرا او غالبآ تكون ذات جهتين أو جهات من الحسن البدني والنفسي والاجتماعي ومايناسب بينه ومقام ربه . وان بعض المكارم والصفات إحدى جهات حسنها بل عمدتها مضافا إلى حسنها الذاتى ، هو مناسبتها مع صفات الله سبحانه وتعالى وكمالاته كالعلم والعفو والاحسان وامثال ذلك ومنها الطهارة فان ملاكه يمكن بل بحسب الادلة والروايات أومور ثلاثة حسنا الذاتي وصلاحه وسلامة البدن والروح والمجتمع ، ومنافاة النجاسته والقذارة لمكانة الله وعظمته ، ومناسبتها مع ماهو عليه سبحانه من الطهورية التامة الكاملة بماء على مادل عليه قوله (عليه السلام ) في دعاء المشلول من قوله بالطهور وفي دعاء مجير ياطاهر ,
ويؤيد بل يدل على مابينا ايضآ ماورد في (سفر لاويان باب
11 44 في تعليل ذلك وسره)
فاني انا ربكم فقد سوا انفسكم لاني قدوس فلا تنجسوا أنفسكم بجميع الحشرات التي تسكن في الارض وتمشي عليها 45 فاني انا ربكم الذي أخرجكم من ارض مصر فقد سوا أنفسكم لاني قدوس.
وماابين هذا المعنى وهذه النكات مع مابينا ودلت عليه من الآيات والروايات . هذا كله بالنسبة إلى التورية واما الانجيل ودين المسيح فالغالب من احكامه وتعاليمه هي ماجاء وبين في التورية كما يدل عليه أيضا قوله تعالى نقلآ عن عيسى (عليه السلام ) (ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم) واما مسئلة لحم الخنزير السائل بين النصارى هذ الزمان بل ومن الاول وقبله مع نص التورية على حرمته ونجاسته فمن المكن بل المظنون ان ذلك كالخمر من الذي نالته الايدي والافتراء .
واذا تبين ماذكرناوبينا من الطهارة بحسب دين المجوس واليهود عرفت أن فيها مناسبة مع الاحكام والمسائل الدينية وان أصلها كانت من الله سبحانه وتعالى ، وسخافات تدل على تطرق الايادي والانحرافات عن الاصل الاولى زيادة ونقيصة ولكن بعد تطرق الانحرافات والسخافات بالنسبة إلى ذاته المقدسة بما يتنفر منه ادنى من كان له شعور بل ومن لاشعور له كاختفائه سبحانه والعياذ بالله وراء الشجرة ومنازعة اسرائيل (عليه السلام ) اياه العياذ بالله حتى أخذ منه لقب اسرائيل خلافه وغير ذلك من الخرافات .
فالأمر في تطرق الخرافات إلى الفروع ومنها هذه المسئلة سهل وانما بينا مابينا كي يتبين مرتبة سمو الدين المقدس الاسلامي على سائر الاديان مضافآ الى ماهو واضح في كمال الوضوح والتبيان .
(المصدر الفقه الاسلامي وسيرا الزمن تاليف السيد محمد باقر الشيرازي )
والحمد الله على نعمة الله وفضله علينا