بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين
هناك الكثير من المسائل الخلافية بين الاستاذ ( الخليل ) وتلميذه ( سيبويه ) ومن هذه المسائل مسألة تركيب " لن " وبساطتها وهي إحدى المسائل الخلافية في هذه الكلمة : والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين
· الخليل بن أحمد الفراهيدي[1] : ذهب الخليل إلى أنها مركبة من كلمتين وأصلها لا أن فحذفوا الألف من لا والهمزة من أن لكثرة الاستعمال وركبوا إحداهما مع الأخرى فصار لن[2] ، كما قالوا : ويلمّه يريدون وي لأمّه ، وجعلت بمنزلة حرف واحد ، كما جعلوا هلاّ بمنزلة حرف واحد ، فإنّما هي هل ولا[3] .
· سيبويه : ذهب إلى أنها ليست مركبة من كلمتين بل هي بمنزلة شيء على حرفين ليس فيه زيادة .
والقول بالتركيب مردود من وجوه :
1- إن البساطة أصل ، والتركيب فرع ، فلا يدعى إلا بدليل قاطع .
2- إنها لو كان أصلها لا أن لم يجز تقديم معمول معمولها عليها ، وهو جائز في نحو : زيداً لن أضرب .
- وأجيب عنه بأن الشيء قد يحدث له مع التركيب حكم لم يكن قبل ذلك ، كما في " إذ ما " فإن " إذ " قبل دخول " ما " كانت للماضي وبعد دخولها صارت للمستقبل ، وكانت اسماً صارت حرفاً .
3- إنه يلزم منه أن تكون أن وما بعدها في تقدير مفرد. فلا يكون قولك : لن يقوم زيد ، كلاماً[4].
وهناك رأي آخر وهو أنه ذهب الفراء إلى أن لن هي لا ، أبدلت ألفها نوناً . والجمهور على رأي سيبويه .
والحمد لله ربِّ العالمين ...
[1] . كان أفضل الناس في الادب وقوله حجة فيه ، واخترع علم العروض وفضله أشهر من أن يذكر وكان إمامي المذهب .
[2] . أسرار العربية ، عبد الرحمن بن أبي الوفاء محمد بن عبيد الله بن أبي سعيد ( أبو البركات الأنباري ) ، ص 288 .
[3] . الكتاب ، سيبويه أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر ، ج 1 ، ص 177 .
[4] . الجنى الداني في حروف المعاني ، ابن أمّ قاسم المرادي ، ص 45 .