
عاش رجل في الاهواز يدعى يقطين وكان من الشيعة وينقل بأن :
كنت أدين بملغ كبير من الضريبة للسلطة الحاكمة في الاهواز وأوضاعي المادية كانت سيئة ورأيت لو ادفع ضريبة
سأخسر كل ما أملك.
وقد سمعت أيضاً بأن حاكم الاهواز اعوان الإمام الصادق (عليه السلام) ولكني كنت خائفاً من زيارته لئلا يكون
غير شيعي واقع في متاعب .
فهربت من الاهواز وذهبت إلى مكة . وبعد زيارة بيت الله الحرام ذهبت إلى المدينة وتشرفت بحضور الإمام الصادق (عليه السلام)
وقلت له :يا سيدي يقولون بأن حاكم الاهواز من أصدقائك . ولم أزره لئلا يكون من أعدائك وحياتي تكون في خطر ..لهذا أتيت
هنا لترشدني إلى الطريق الصحيح فقال الإمام (عليه السلام) :لا تخف إنه لا يلحق أي ضرر بك.
ثم كتب رسالة لحاكم الأهواز بهذا المضمون: إن لله مظللات كبيرة في السماء وهذه المظلات تكون للذي يساعد أخيه المسلم
ويؤمن له الراحة ويعمل خيراً لأخيه المسلم حتى بمقدار حبة رطب وهذا الشخص حامل الرسالة
إعتبره أخاً لك.
ثم ختم الرسالة وأعطاها لي وأمرني أن أوصلها للأهواز: رجعت إلى الأهواز وذهبت إلى بيت الحاكم، فسألوني: من أنت وماذا تريد؟
أجبت أني مرسل من قبل جعفر بن محمد (عليه السلام) ولدي رسالة للحاكم.
لم تمضِ لحظات من ذهاب البواب حتى رأيت الحاكم يقدم نحوي حافياً مسرعاً. وصل وسلم علي وقبل جبيني وسأل: يا سيدي.
هل أنت من قبل مولاي؟
فأجبته : أجل. فأخذ بيدي بيدي وأدخلني إلى البيت. أعطيته الرسالة قرأها وقبلها ووضعها على عينيه ثم قال: يا أخي آمرني
ماذا أفعل.
قلت له: بأن في دفترك مبلغاً ضخماً مسجلاً كضريبة علي ولكني غير قادر على دفعه وإن دفعت هذا المبلغ سأخسر كل ما أملك
وسيقضي علي.
أمر الحاكم أن يحضروا الدفتر. شطب ديني وأعطاني الوصل.ثم أمر أن يحضروا صندوق نقوده فعدها وأعطاني نصفها كهدية
ثم أمر أن يحضروا خيوله وعدها أيضاً وأهداني النصف ثم أحضر ملابسه ووهبني نصفها أيضاً.
وهكذا أهداني نصف ما يملك وكان يكرر يا أخي هل أنت راض عني؟
وكنت أجيبه: أجل والله بأني راضٍ ومسرور منك.
مضت فترة وحان موعد الحج. ففكرت في نفسي بأن أفضل خدمة أسديها للحاكم أن أذهب للحج وأدعو له هناك. ذهبت إلى مكة وأديت
مراسم الحج.
ثم تشرفت بحضور الإمام الصادق (عليه السلام) في المدينة. شاهدت السرور في وجهه حين رآني سألني : يا يقطين هل أرضاك ذلك
الرجل؟
فنقلت له ما وقع معي، ففرح كثيراً وفي النهاية سألته: يا سيدي هل سررت أنت أيضاً؟
أجاب الإمام (عليه السلام) : أجل والله بأنه أفرحني وأفرح آبائي والله لقد أفرح أمير المؤمنيم (عليه السلام)
وأفرح رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم).
&&&&&&&&&&&
وفقنا الله وأياكم في الدنيا والآخرة