
كان للإمام الصادق(عليه السلام) غلام ، وكلما كان يذهب الإمام الصادق (عليه السلام)
إلى الجامع كان يأخذ الغلام معه ، وعندما كانا يصلان إلى الجامع كان الإمام (عليه السلام)
يعطيه حصانه ويدخل إلى الجامع .
فيبقى الغلام خارج الجامع ويحرس الحصان حتى رجوع الإمام (عليه السلام)
ذات يوم كان الغلام جالساً على باب الجامع ويمسك لجام الحصان بيده فاقترب منه
عدد من تجار خراسان .
فخاطب أحدهم الغلام وقال له: إني رجل ثري جداً وأملك المال الوفير هل تود أن أهبه
لك بالكامل ؟
أجاب الغلام: اجل.
فقال الرجل : إن تطلب من الإمام الصادق (عليه السلام) أن يقبلني خادماً عنده
ويحررك سأهبك جميع أملاكي وأموالي فقال الغلام فرحاً سأطلب من سيدي هذا الطلب.
ذهب الغلام إلى الإمام الصادق (عليه السلام) وقال: يا سيدي فديتك نفسي.
إنك تعلم خدماتي لك إن أعطاني الله نعمة ما هل تمنعها عني؟
أجاب الإمام: كلا.
عندها نقل الغلام ما حصل معه والتاجر الخراساني وأقتراح التاجر له.
فقال الإمام بعد سماعه: لو رغبت في ترك خدمتنا وذلك الرجل يرغب
خدمتنا سنقبله وأحررك أنت.
فخرج الغلام مسرعاً، فناداه الإمام وقال له: لقد خدمتنا لفترة طويلة وأريد أن انصحك
نصيحة فأصغ لي جيداً وأفعل ما يحلو لك.
عندما يحين موعد يوم القيامة يتصل رسول الله بنور الله ويتصل أمير المؤمنين برسول الله
(صلى الله عليه واله وسلم) وتتصل الأئمة بأمير المؤمنين (عليه السلام)
وأيضاً يتصل الشيعة بالأئمة المعصومين. وأي درجة يصعدها النبي
(صلى الله عليه واله وسلم) وأينما يدخل سندخل نحن ويتبعنا شيعتنا.
فقال الغلام بعد سماعه لكلام الإمام (عليه السلام) : سأبقى لخدمتك وأؤثر الآخرة
على حياة الدنيا ثم ذهب الغلام عند الرجل الخراساني. فسأله الرجل الخراساني:
لماذا تغيرت ملامح وجهك، عندما تركتنا كانت حالتك أفضل بكثير.
فنقل له الغلام كلام الإمام الصادق (عليه السلام) وأخذه عند الإمام.
فسر الإمام من ولائه وصحبته وأهدى الغلام ألف درهم ذهبي.
***********
