بسم الله الرحمن الرحيم
وصلِ الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
(( من التراب وإليه نعود ))
أن الناس منذ العصور الأولى خلقهم الله على طبقات متفاوتة من الناحية المادية فمنهم الأثرياء
و منهم الطبقة المتوسطة ومنهم الفقراء والمجتمعات تنقسم حسب العادات و التقاليد والديانات في
بعض المجتمعات نجد الفقراء يعيشون حياة كريمة ويرجع الفضل للأثرياء لأنهم راعوا
حقوق في الفقراء في أموالهم ،
وفي مجتمعات نجد الفقراء لا يملكون ما يضمن لهم حياة كريمة و الأثرياء يعيشون
حياتهم ويفعلون المحرمات من احتكار ، وربا ، وغش ، وخداع و انهماك في الشهوات المحظورة ،
لو نظر أصحاب الأموال في قول الله تعالى ( أنما أموالكم و أولادكم فتنة ) 1
إي أن الأموال تكون في أغلب الأوقات فتنة إذا لم يتصرف بها من يملكها بشكل صحيح وأما إذا كان
قليل التعلق بها وزاهداً فيها وفي الدنيا ومهما زاد ثراه لا يؤثر على زهده شيء لأنه أكبر من هذا
تروى قصة طريفة تنقل عن ( الورام ) صاحب مجموعة الورام جد السيد ابن طاوس (رحمه الله )
لأمه " يقول : أن إنسان قرأ كتابه (( المجموعة )) فأعجبه بزهد فقطع مسافات شاسعة يرى هذا
العابد الزاهد التارك للدنيا و لما وصل إليه رآه في قصر فخم تلتف حوله حديقة غناء ، و أثاثه من
أفخم الأثاث ، فتعجب !! تعجباً بالغاً وقال له : هل أنت مؤلف ( المجموعة ) ؟؟
قال الشيخ : نعم
قال الرجل : فمالي لا أرى شبهاً بين حياتك العملية و بين ما في كتابك ؟؟
قال الشيخ : فماذا ترى ؟
قال الرجل : أرى أن مؤلف هذا الكتاب يجب أن يكون في سفح جبل ، أو شاطئ نهر ، أو منقطع
رمل ، يأكل الجشب ، ويلبس الخشن و يفترش الأرض ، ويلتحف السماء .
قال الشيخ : وهل لك أن تصاحبني في أن نعمل معاً كما قلت ؟
قال الرجل : وما أسعدني بذالك ؟
فخرج الرجل والشيخ يقصدان البرية ليزهدا فيها ،
وبعد خطوات قال الرجل : دعني أرجع إلى الدار لأني نسيت مسبحتي هناك .
قال الشيخ دع المسبحة .
لكن الرجل أصر وأبدى شديد تعلقه بها .
قال الشيخ : إذا كان كذلك فلنرجع .
فرجعنا ولما أخذ الرجل المسبحة قال الشيخ : إنك لم تقدر على ترك مسبحة ،
وأنا قدرت أن أترك كل مالي ، فهل أنت تريد الزهد أم أنا زاهد؟
ثـــــم بين له : إن المهم أن لا يتعلق قلب الإنسان بالدنيا ،
وليس المهم أن لا يكون للإنسان شيء ، فالزاهد من تكون له الدنيا وأن كثرت حوله ، والجشع من يكون للدنيا ولو كانت مسبحة
......................يتبع ـ 1الأنفال : 28