بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
اللهم العن اعداء محمد وال محمد من الاولين والاخرين
يقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (من سن سنة حسنة ،فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة،ومن سن سنة سيئة ،فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة).اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
اللهم العن اعداء محمد وال محمد من الاولين والاخرين
ان ما تمر به الانسانية اليوم،من احداث مؤلمة وماسي وانحدار...،انما هو نتيجة طبيعية ،لمخالفة السنة الالهية الخالدة،في الاستخلاف الطبيعي للانسان الكامل (المعصوم) في الارض ،وقيادته للامة بعد النبي محمد صلوات الله عليه واله.
فبعد وفاة النبي الاعظم ،واشتغال امير المؤمنين علي عليه السلام بتجهيزه ،نزا القوم على كرسي الخلافة بقوة السلاح وارهاب الناس واخذهم للبيعة منهم بالقوة لابي بكر،وهذا ما عناه امير المؤمنين في بدء خطبته اما الثاني فهو عمر بن الحطاب والثالث عثمان ،متناسين ومخالفين لامر رسول الله بتعيينه علي بن ابي طالب وبامر من الله تعالى عند غدير خم ،وغيرها من المواقف الموثقة في كتب التاريخ والسير.فالعالم الاسلامي اليوم وغيره يدفع ثمن ما جرى بالامس من خيانة عظمى ،وجريمة كبرى( فالاباء يزرعون الحصرم ،والابناء يضرسون).،وما داعش اليوم وماشابهها من كفرة وارهابيين الا من ذرية اولئك القوم الذين حاربوا الله ورسوله ،ولم يمتثلوا امر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
وهذه مولاتنا الزهراء صلوات الله عليها في بعض خطبتها في نساء المهاجرين والانصار،تبين مظلومية زوجها امير المؤمنين عليه السلام
(و ما الذي نقموا من أبي الحسن نقموا منه و الله نكير سيفه و قلة مبالاته بحتفه و شدة وطأته و نكال وقعته و تنمره في ذات الله عز و جل و تالله لو مالوا عن المحجة اللائحة و زالوا عن قبول الحجة الواضحة لردهم إليها و حملهم عليها و تالله لو تكافوا عن زمام نبذه إليه رسول الله صلىاللهعليه وآله لأعتلقه و لسار بهم سجحا لا يكلم خشاشه (الخشاش بكسر الخاء المعجمة ما يجعل في أنف البعير من خشب و يشد به الزمام ليكون أسرع لانقياده .-المؤلف-) ولا يكل سائره و لا يمل راكبه و لأوردهم منهلا نميرا صافيا رويا فضفاضا تطفح ضفتاه و لا يترنق جانباه و لأصدرهم بطانا و نصح لهم سرا و إعلانا و لم يكن يتحلى من الغنى بطائل و لا يحظى من الدنيا بنائل غير ري الناهل و شبعة الكافل و لبان لهم الزاهد من الراغب و الصادق من الكاذب (و لو أن أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض و لكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون و الذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا و ما هم بمعجزين) ألا هلم فاستمع و ما عشت أراك الدهر عجبا «و إن تعجب فعجب قولهم»،
ليت شعري إلى أي لجإ لجئوا و إلى أي سناد استندوا و على أي عماد اعتمدوا و بأي عروة تمسكوا و على أي ذرية قدموا و احتنكوا «لبئس المولى و لبئس العشير و بئس للظالمين بدلا» استبدلوا و الله الذنابى بالقوادم و العجز بالكاهل فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا «ألا أنهم هم المفسدون و لكن لا يشعرون» ويحهم «أ فمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي ألا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون» أما لعمري لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج ثم احتلبوا ملء العقب دما عبيطا و ذعافا و اطمئنوا للفتنة جاشا و أبشروا بسيف صارم و سطوة معتد غاشم و بهرج دائم شامل و استبداد من الظالمين يدع فياكم زهيدا و جمعكم حصيدا فيا حسرة لكم و إني بكم و قد عميت عليكم «أ نلزمكموها و أنتم لها كارهون».
الخطبة الشِّقْشِقِيَّة لامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
(وتشتمل على الشكوى من أمر الخلافة ثم ترجيح صبره عنها ثم مبايعة الناس له)
((أَمَا وَالله لَقَدْ تَقَمَّصَها(1) فُلانٌ، وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّيَ مِنهَا مَحَلُّ القُطْبِ مِنَ الرَّحَا، يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ، وَلا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ، فَسَدَلْتُ(2) دُونَهَا ثَوْباً، وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً(3)، وَطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَد جَذَّاءَ(4)، أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَة(5) عَمْيَاءَ، يَهْرَمُ فيهَا الكَبيرُ، وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ.
فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى(6)، فَصَبَرتُ وَفي الْعَيْنِ قَذىً، وَفي الحَلْقِ شَجاً(7)، أرى تُرَاثي(8) نَهْباً، حَتَّى مَضَى الاَْوَّلُ لِسَبِيلِهِ، فَأَدْلَى بِهَا(9)إِلَى فلان بَعْدَهُ.
ثم تمثل بقول الاعشى:
شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا(10) * وَيَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ
فَيَا عَجَباً!! بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُها(1) في حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لاخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ ـ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا(2) ! ـ فَصَيَّرَهَا في حَوْزَة خَشْنَاءَ، يَغْلُظُ كَلْمُهَا(3)، وَيَخْشُنُ مَسُّهَا، وَيَكْثُرُ العِثَارُ(4)[فِيهَا] وَالاْعْتَذَارُ مِنْهَا، فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ(5)، إِنْ أَشْنَقَ(6) لَهَا خَرَمَ(7)، وَإِنْ أَسْلَسَ(8) لَهَا تَقَحَّمَ(9)، فَمُنِيَالنَّاسُ(1) ـ لَعَمْرُ اللهِ ـ بِخَبْط(2) وَشِمَاس(3)، وَتَلَوُّن وَاعْتِرَاض(4).فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ، وَشِدَّةِ الِْمحْنَةِ، حَتَّى إِذا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا في جَمَاعَة زَعَمَ أَنَّي أَحَدُهُمْ. فَيَاللهِ وَلِلشُّورَى(5)! مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الاَْوَّلِ مِنْهُمْ، حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هذِهِ النَّظَائِرِ(6)! لكِنِّي أَسفَفْتُ(7) إِذْ أَسَفُّوا، وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا، فَصَغَا(8) رَجُلُ مِنْهُمْ لِضِغْنِه(9)، وَمَالَ الاْخَرُ لِصِهْرهِ، مَعَ هَن وَهَن(1).
إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ القَوْمِ، نَافِجَاً حِضْنَيْهِ(2) بَيْنَ نَثِيلهِ(3) وَمُعْتَلَفِهِ(4)، وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ(5) مَالَ اللهِ خَضْمَ الاِْبِل نِبْتَةَ(6) الرَّبِيعِ، إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ(7)، وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ(8)، وَكَبَتْ(9) بِهِ بِطْنَتُهُ(10).
(وسيعلم الذين ظلموا لي منقلب ينقلبون)
1-. تَقَمّصَها: لبسها كالقميص.
2. سَدَلَ الثوبَ: أرخاه.
3. طَوَى عنها كشحاً: مالَ عنها.
4. الجَذّاءُ ـ بالجيم والذال المعجمة ـ: المقطوعة.
5. طَخْيَة ـ بطاء فخاء بعدها ياء، ويثلّثُ أوّلها ـ: ظلمة.
6. أحجى: ألزم، من حَجِيَ بهِ كرَضيَ: أُولِعَ به ولَزِمَهُ.
7. الشّجَا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه.
8. التراث: الميراث. 9. أدْلَى بها: ألقى بها.
10. الكُور ـ بالضم ـ: الرّحْل أوهو مع أداته.
1. يَسْتَقِيلها: يطلب إعفاءه منها.
2. تشطرا ضرعيها: اقتسماه فأخذ كلّ منهما شطراً، والضرع للناقة كالثدي للمرأة.
3. كَلْمُها: جرحها، كأنه يقول: خشونتها تجرح جرحاً غليظاً.
4. العِثار: السقوط والكَبْوَةُ.
5. الصّعْبة من الابل: ما ليستْ بِذَلُول.
6. أشْنَقَ البعير وشنقه: كفه بزمامه حتى ألصق ذِفْرَاه (العظم الناتىء خلف الاذن) بقادمة الرحل.
7. خرم: قطع.
8. أسْلَسَ: أرخى.
9. تَقَحّمَ: رمى بنفسه في القحمة أي الهلكة.
1. مُنيَ الناسُ: ابتُلُوا وأُصيبوا.
2. خَبْط: سير على غير هدى.
3. الشِّماس ـ بالكسر ـ: إباء ظَهْرِ الفرسِ عن الركوب.
4. الاعتراض: السير على غير خط مستقيم، كأنه يسير عَرْضاً في حال سيره طولاً.
5. أصل الشّورى: الاستشارة، وفي ذكرها هنا إشارة إلى الستة الذين عيّنَهم عمر ليختاروا أحدهم للخلافة.
6. النّظَائر: جمع نَظِير أي المُشابِه بعضهم بعضاً دونه.
7. أسَفّ الطائر: دنا من الارض.
8. صَغَى صَغْياً وَصَغَا صَغْواً: مالَ.
9. الضِّغْنُ: الضّغِينَة والحقد.
1. مع هَن وَهَن: أي أغراض أخرى أكره ذكرها.
2. نافجاً حضْنَيْه: رافعاً لهما، والحِضْن: ما بين الابط والكَشْح، يقال للمتكبر: جاء نافجاً حِضْنَيْه.
3. النّثِيلُ: الرّوْثُ وقذَر الدوابّ.
4. الـمُعْتَلَفُ: موضع العلف.
5. الخَضم: أكل الشيء الرّطْب.
6. النِّبْتَة ـ بكسر النون ـ: كالنبات في معناه.
7. انْتَكَثَ عليه فَتْلُهُ: انتقض.
8. أجهزَ عليه عملُه: تَمّمَ قتله.
9. كَبَتْ به: من كبابِه الجوادُ: إذا سقط لوجهه.
نهج البلاغة
للشريف الرضي