
عندما كان النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) في المدينة كان يأتي المسلمين عنده ويشاورونه بصوت بطيء وكان يأتي
الأثرياء ويتكلمون لفترات طويلة حيث لا يوصل الدور للفقراء وكانوا يسببون الإزعاج للرسول (صلى الله عليه واله وسلم)
ويكسبون الوجهة لأنفسهم.
والرسول (صلى الله عليه واله وسلم) الذي كان بحر الحلم والصبر والمحبة كان يتحمل ما يسببونه له من الإزعاج والإصغاء لكلامهم.
قال الله تعالى: ياأيها الذين ءامنوا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن الله
غفور رحيم.سورة المجادلة (آية: 12)
فقد بعث الله هذه الآية ليمتحن فيها المسلمون ولأمور أخرى.
بعد نزول هذه الآية لم يأت أحد عند الرسول للنجوى. وتبين أن حب الدنيا أعز لديهم
من مصاحبة الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم).
وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) الوحيد الذي طبق هذه الآية. كل ما كان يملك هو ديناراً من الذهب صرف هذا الدينار إلى عشرة
دنانير وكلما كان يود الذهاب عند النبي (صلى الله عليه واله وسلم) كان يعطي ديناراً للفقراء ويقول أمير المؤمنين في هذا
الصدد : ذهبت عشر مرات عند الرسول وفي كل مرة تعلمت حكمة جديدة.
تفرقوا من حول النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بعد نزول هذه الآية ولم يزعجه الأثرياء وكان يستريح
الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) في هذه الفترة. وبعد مضي عشرة أيام نسخ هذا الحكم لأنه امتحن الأصحاب
بها وأظهر أفضلية الإمام على الجميع.
يقول عبد الله بن عمر : سمعت من أبي: يوجد في علي ثلاث خصال لطالما تمنيت أن تكون واحدة من هذه الخصال في.
إحداهما كلام النبي (صلى الله عليه واله وسلم) عنه في حرب خيبر حيث قال : سأعطي الراية غداً لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله وأعطى الراية لعلي (عليه السلام) حيث تمنيت أن يعطي الراية لي.
والثانية : آية النجوى الذي لم يتوفق أن يعمل بها أحد سوى الإمام علي (عليه السلام).
والثالثة : أن تكون فاطمة الزهراء (عليها السلام) زوجته وفي بيته.
ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : توجد آية في القرآن لم يعمل بها أحد من قبلي ولا بعدي وهي آية النجوى.
*****************
