
كان جابر بن عبد الله الأنصاري أحد صحابة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) وعاش طويلاً حيث استطاع
أن يلتقي بالإمام الباقر (عليه السلام) ويبلغه تحيات جده الرسول (صلى الله عليه واله وسلم).
قالت زينب إبنة أمير المؤمنين (عليهم السلام) ذات مرة لجابر : إن ابن أخي الإمام السجاد (عليه السلام) أصبح ضعيفاً من كثرة العبادة
حيث أن جبينه وركبتيه ويديه أصبحن خشنتين إطلب منه أن يقلل من عبادته.
ذهب جابر إلى الإمام زين العابدين (عليه السلام) وقال : يا بن رسول الله إن الله خلق الجنة لكم ولمحبينكم وخلق حهنم لأعدائكم
لماذا تتعب وترهق نفسك هكذا؟
أجابه الإمام (عليه السلام) : ألم تعلم بأن جدي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بمنزلته ومقامه الذي
عفى الله عن ماضيه ومستقبله كيف يتعب في عبادة الله بأبي وأمي كان يعبد لدرجة تورمت رجليه فقال له الصحابة : لماذا ترهق نفسك
يا رسول الله حيث أن الله لا يكتب ذنباً لك أجابهم الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) : إن الله وهبنا نعمات كثيرة فلم لا أكون عبداً
شاكراً
فقال جابر للإمام السجاد (عليه السلام) : يا سيدي إرحم الأن الله سيبعد عنهم البلايا بفضلكم ولن يعذبهم.
فقال الإمام السجاد (عليه السلام) : يا جابر سأكون على طريقة أجدادي وآبائي حتى ألقى الله.
دخل الإمام الباقر (عليه السلام) ذات يوم على أبيه ورأى بأن كثرة العبادة أرهقت أباه جداً.
أصبح وجهه مصفراً من كثرة العبادة في الليل وتقرحت عينه من كثرة البكاء.
وظهر أثر على جبينه من كثرة السجود وتورمت رجليه من كثرة الوقوف في الصلاة.
بكى الإمام الباقر (عليه السلام) كثيراً برؤية هذا المشهد المؤلم.
فانتبه الإمام السجاد (عليه السلام) لولده وقال : أحضر لي إحدى كتب جدي أمير المؤمنين (عليه السلام)
الذي ذكروا فيه عبادته عندما أحضر الإمام الباقر (عليه السلام) الكتاب قرأ السجاد القليل منه ثم وضع الكتاب على الأرض
وقال: من الذي يستطيع أن يصبح كأمير المؤمنين في العبادة.
**************
