إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التوبة // الرحمة الالهية 1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التوبة // الرحمة الالهية 1

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    التوبة وآثارها
    تميزت الرحمة الالهية بان جعلت الانسان يرجع الى الله تعالى وانزعت عنه الوان البعد والشقاء وهي عملية العودة الى عز الله تعالى

    والخروج من اثم المعصية واثارها الدنيوية والاخروية. فالذي شرعت لاجله التوبة هو التخلص من هلاك الذنب و مهاوى المعصية

    لكونها وسيلة الفلاح ومقدمة الفوز بالسعادة كما يشير اليه قوله تعالى (وتوبوا الى الله جميعاً ايها المؤمنون لعلكم تفلحون) ومن فوائدها

    مضافاً الى ذلك ان فيها حفظاً لروح الرجاء من الانخماد والركود فان الانسان لا يستقيم سيره الحيوي الا بالخوف والرجاء المتعادلين

    حتى يندفع عما يضره وينجذب الى ما ينفعه ولولا ذلك لهلك، قال الله تعالى (قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة

    الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم) ولا يزال الانسان على ما يعرف من غريزته على نشاط من الروح الفعالة وجد في

    العزيمة والسعي ما لم تجعله يخسر صفقة في الحياة .


    ولكي تعرف ما هي التوبة، واختصاصها بالحياة الدنيا دون الاخرة فقد يكون تشريعها عملية اغراء بالمعصية ومن ثم ما هي اثارها على

    الانسان .(التوبة هي الرجوع الاختياري عن السيئة والمعصية الى الطاعة والعبودية وتفصيل هذا الاجمال: ان النفس في بدء فطرتها

    خالية من كل انواع الكمال والجمال والنور والبهجة، كما انها خالية ايضاً من اضداد هذه الصفات المذكورة، قال تعالى (والله اخرجكم من

    بطون امهاتكم لاتعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون) فكأن النفس صفحة نقية من كل رسم ونقش لا توجد

    فيها الكمالات الروحية ولا تتصف بالنعوت المضادة لها ولكن قد اودع الله فيها الاستعداد والاهلية لنيل اي مقام رفيع او وضيع ، قال

    تعالى (ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها) وانشأت فطرتها على الاستقامة وعجنت طينتها

    بالانوار الذاتية , قال تعالى عز وجل (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون)

    وعندما نجترح سيئة تحصل في القلب ظلمة وسواد ، وكلما ازدادت المعاصي تضاعف ذلك الى ان يغش الظلام والسواد القلب كله

    وينطفئ نور الفطرة ويبلغ مرتبة الشقاء الابدي ، لقوله تعالى (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) واما من حيث ان التوبة

    واختصاصها بنشأة الدنيا تختص التوبة بهذه النشأة الدنيوية دون الاخرة لما عرفت ان التوبة هي الرجوع الاختياري عن السيئة الى

    الطاعة والعبودية ولا يتحقق هذا الا في ظرف الاختيار وهي الحياة الدنيا، اما فيما لا اختيار للعبد في انتخاب كل من طريقي الصلاح

    والطلاح والسعادة والشقاء فلا مسرح للتوبة فيه ، قال تعالى ( انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك

    يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما * ليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان ولا للذين

    يموتون وهم كفار اولئك اعتدنا لهم عذابا اليما) لقد اشارت الاية الاخيرة الى مصداقين لعدم قبول توبة العبد، المصداق الاول ان من

    حضر الموت وشاهد اهواله فان توبته غير مقبولة ، الى ان يذكر المصداق الثاني لعدم قبول التوبة ما ورد في قوله (ولا الذين يموتون

    وهم كفار) وفيه وجهان الاول كما ان التوبة عن المعاصي لا تقبل عند القرب من الموت كذلك الايمان لا يقبل عن القرب من الموت .

    والثاني ان الانسان اذا تمادى في الكفر مات وهو كافر فان الله لا يتوب عليه، وقد تكرر في القران ان الكفر لا نجاة معه بعد الموت وانهم

    لا يجابون وان سألوا . قال تعالى (ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من احدهم ملء الارض ذهباً ولو افتدى به اولئك لهم عذاب

    اليم ومالهم من ناصرين) يبقى ان نعرف ان الاجابة على ما قد يقال من ان تشريع التوبة والدعوة اليها اغراء بالمعصية وتحريض على

    ترك الطاعة، فان الانسان اذا تيقن ان الله يقبل التوبة واذا اقترف اي معصية من المعاصي ولم يخلف ذلك في نفسه اثر دون ان تزيد

    جرأته على هتك حرمات الله تعالى إن من ذكر ان استلزام التوبة ان يقصد الانسان كل معصية بنية ان يعصي ثم يتوب ، قد فاته ان

    التوبة على هذا النحو لا يتحقق معها حقيقة التوبة واقعاً، لان التوبة حقيقة هي انقلاع عن المعصية ولا انقلاع في هذا الذي يأتي به.

    والدليل عليه انه كان عازماً على ذلك قبل المعصية ومع المعصية وبعد المعصية ، ولا معنى للندامة – اي التوبة – قبل تحقق الفعل، بل

    مجموع الفعل والتوبة في امثال هذه المعاصي مأخوذ فعلاً ، مقصود بقصد واحد مكرار وخديعة يخدع بها رب العالمين (والعياذ بالله) ولا

    يحيق المكر السيء الا باهله) وانه لا يتنافى قبول التوبة مع تكرار المعصية بعد التوبة الصادقة لانه لم يكن مصراً عليها مستكبراً معانداً

    فيها ، لذا ورد عن الامام محمد الباقر (ع) قال (يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن اذا تاب منها مغفورة له، فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد

    التوبة، والمغفرة اما والله انها ليست الا لاهل الايمان: قلت : فان عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب وعاد في التوبة؟ فقال يا محمد بن

    مسلم اترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه ويتوب ثم لا يقبل الله توبته ؟ قلت فان فعل ذلك مراراً يذنب ثم يتوب ويستغفر الله ،

    فقال : كلما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة ان الله غفور رحيم)

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    التعديل الأخير تم بواسطة اية الشكر ; الساعة 27-08-2014, 10:02 AM. سبب آخر:
    sigpic
يعمل...
X