2- إن هذا الرأي يستلزم الطعن بعدالة الصحابة ومرجعيتهم العملية
إن من لوازم هذا الرأي والاعتقاد به أن يكون أبن سبأ قد أستطاع أن يؤثر في عقول خيرة الصحابة من الذين جاهدوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسمعوا حديثه كأبي ذر وعمار وغيرهم من الصحابة
فقد روى الطبري في تأريخه ( قال لما ورد ابن السوداء الشأم لقى أبا ذر فقال يا أبا ذر ألا تعجب إلى معاوية يقول المال مال الله ألا إن كان كل شئ لله كأنه يريد أن يحتجنه دون المسلمين ويمحو اسم المسلمين فأتاه أبو ذر فقال ما يدعوك إلى أن تسمى مال المسلمين مال الله قال يرحمك الله يا أبا ذر ألسنا عباد الله والمال ماله والخلق خلقه والامر أمره قال فلا تقله قال فإني لا أقول إنه ليس لله ولكن سأقول مال المسلمين قال وأتى ابن السوداء أبا الدرداء فقال له من أنت أظنك والله يهوديا فأتى عبادة بن الصامت فتعلق به فأتى به معاوية فقال هذا والله الذي بعث عليك أبا ذر )
فلا يمكن قبول خضوع كهذه الشخصيات لأبن سبأ كأبي ذر الذي قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنه ( مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ مِنْ أَبِى ذَرٍّ )
وقال صلى الله عليه وآله وسلم عن عمار ما نقلته عائشة ( أَنَّهَا قَالَتْ: مَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا لَوْ شِئْتُ لَقُلْتُ فِيهِ مَا خَلَا عَمَّارًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: مُلِئَ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ )
رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
وقبول الروايات التي ينقلها سيف بن عمر وما قام به من دور كبير في التأثير على عقائد المسلمين والصحابة ووقوعهم تحت تأثير رجل حديث الإسلام لا يملك تأريخا وسجلا يؤهله لأن يملي رأيه على هؤلاء الصحابة يلزم منه الطعن في عدالة جميع الصحابة وقوة إيمانهم واختيار الأصلح وأنهم على قدر من السذاجة حيث يستطيع شخص مثل أبن سبأ المجهول أن يغير عقائدهم ويؤثر فيهم ويزرع في نفوسهم ونفوس المسلمين عدم مشروعية خلافة الخليفة الثالث عثمان فيثورون عليه وتصل المسألة إلى تورطهم في قتله
فقد روى الطبري في تأريخه عن سيف ( كتب أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بعضهم إلى بعض أن اقدموا فإن كنتم تريدون الجهاد فعندنا الجهاد وكثر الناس على عثمان ونالوا منه أقبح ما نيل من أحد وأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يرون ويسمعون ليس فيهم أحد ينهى ولا يذب إلا نفير منهم )
وروى الطبري أيضا في تأريخه إن الخليفة الثالث قد صرح بكفر من شارك في قتله من أهل المدينة
قال الطبري : ( فلما رأى عثمان ما قد نزل به وما قد انبعث عليه من الناس كتب إلى معاوية بن أبي سفيان وهو بالشام بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن أهل المدينة قد كفروا وأخلفوا الطاعة ونكثوا البيعة فابعث إلي من قبلك من مقاتلة أهل الشام )
وقال أبن تيمية في منهاج السنة (وإنما قتله طائفة من المفسدين في الأرض من أوباش القبائل وأهل الفتن )
فلا يمكن القول أن أبن سبأ هو سبب هذا الاجتماع وحث الصحابة على قتل الخليفة عثمان إلا أهل السنة الذين اعتقدوا بذلك حيث يقول محمد عبد الوهاب في مختصر السيرة ( وفيها كان خروج جماعة من أهل مصر ومن وافقهم على عثمان ، وأصل الفتنة ومنبعها كان من عبد الله بن سبأ : رجل يهودي من أهل صنعاء ، أظهر الأسلام ليخفي به حقده عليه وكفره به في زمن عثمان وكان ينتقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم ، فبدأ بالحجاز ثم البصرة ثم الكوفة ثم الشام . فلم يقدر على ما يريد ، فأخرجوه حتى أتى مصر ، فغمز على عثمان وقاد الفتنة وأشعل نارها ، محادة لله ولرسوله ، حتى كانت البلية الكبرى بمحاصرة عثمان ( رضي الله عنه ) واغتياله ) .
إن من لوازم هذا الرأي والاعتقاد به أن يكون أبن سبأ قد أستطاع أن يؤثر في عقول خيرة الصحابة من الذين جاهدوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسمعوا حديثه كأبي ذر وعمار وغيرهم من الصحابة
فقد روى الطبري في تأريخه ( قال لما ورد ابن السوداء الشأم لقى أبا ذر فقال يا أبا ذر ألا تعجب إلى معاوية يقول المال مال الله ألا إن كان كل شئ لله كأنه يريد أن يحتجنه دون المسلمين ويمحو اسم المسلمين فأتاه أبو ذر فقال ما يدعوك إلى أن تسمى مال المسلمين مال الله قال يرحمك الله يا أبا ذر ألسنا عباد الله والمال ماله والخلق خلقه والامر أمره قال فلا تقله قال فإني لا أقول إنه ليس لله ولكن سأقول مال المسلمين قال وأتى ابن السوداء أبا الدرداء فقال له من أنت أظنك والله يهوديا فأتى عبادة بن الصامت فتعلق به فأتى به معاوية فقال هذا والله الذي بعث عليك أبا ذر )
فلا يمكن قبول خضوع كهذه الشخصيات لأبن سبأ كأبي ذر الذي قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنه ( مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ مِنْ أَبِى ذَرٍّ )
وقال صلى الله عليه وآله وسلم عن عمار ما نقلته عائشة ( أَنَّهَا قَالَتْ: مَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا لَوْ شِئْتُ لَقُلْتُ فِيهِ مَا خَلَا عَمَّارًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: مُلِئَ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ )
رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
وقبول الروايات التي ينقلها سيف بن عمر وما قام به من دور كبير في التأثير على عقائد المسلمين والصحابة ووقوعهم تحت تأثير رجل حديث الإسلام لا يملك تأريخا وسجلا يؤهله لأن يملي رأيه على هؤلاء الصحابة يلزم منه الطعن في عدالة جميع الصحابة وقوة إيمانهم واختيار الأصلح وأنهم على قدر من السذاجة حيث يستطيع شخص مثل أبن سبأ المجهول أن يغير عقائدهم ويؤثر فيهم ويزرع في نفوسهم ونفوس المسلمين عدم مشروعية خلافة الخليفة الثالث عثمان فيثورون عليه وتصل المسألة إلى تورطهم في قتله
فقد روى الطبري في تأريخه عن سيف ( كتب أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بعضهم إلى بعض أن اقدموا فإن كنتم تريدون الجهاد فعندنا الجهاد وكثر الناس على عثمان ونالوا منه أقبح ما نيل من أحد وأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يرون ويسمعون ليس فيهم أحد ينهى ولا يذب إلا نفير منهم )
وروى الطبري أيضا في تأريخه إن الخليفة الثالث قد صرح بكفر من شارك في قتله من أهل المدينة
قال الطبري : ( فلما رأى عثمان ما قد نزل به وما قد انبعث عليه من الناس كتب إلى معاوية بن أبي سفيان وهو بالشام بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن أهل المدينة قد كفروا وأخلفوا الطاعة ونكثوا البيعة فابعث إلي من قبلك من مقاتلة أهل الشام )
وقال أبن تيمية في منهاج السنة (وإنما قتله طائفة من المفسدين في الأرض من أوباش القبائل وأهل الفتن )
فلا يمكن القول أن أبن سبأ هو سبب هذا الاجتماع وحث الصحابة على قتل الخليفة عثمان إلا أهل السنة الذين اعتقدوا بذلك حيث يقول محمد عبد الوهاب في مختصر السيرة ( وفيها كان خروج جماعة من أهل مصر ومن وافقهم على عثمان ، وأصل الفتنة ومنبعها كان من عبد الله بن سبأ : رجل يهودي من أهل صنعاء ، أظهر الأسلام ليخفي به حقده عليه وكفره به في زمن عثمان وكان ينتقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم ، فبدأ بالحجاز ثم البصرة ثم الكوفة ثم الشام . فلم يقدر على ما يريد ، فأخرجوه حتى أتى مصر ، فغمز على عثمان وقاد الفتنة وأشعل نارها ، محادة لله ولرسوله ، حتى كانت البلية الكبرى بمحاصرة عثمان ( رضي الله عنه ) واغتياله ) .