بسمه تعالى
سيكون تحت عنوان:
اســـــــــتــدلال الــقـــرآن علــــــى التوحيـــــد بالـــحـــيــــاة
عدة محاضرات وسنوافيكم بها انشاء الله تعالى:
المحاضرة الاولى:
الربيع والانبعاث:سيكون تحت عنوان:
اســـــــــتــدلال الــقـــرآن علــــــى التوحيـــــد بالـــحـــيــــاة
عدة محاضرات وسنوافيكم بها انشاء الله تعالى:
المحاضرة الاولى:
ان موضوع الحياة والموت من الموضوعات التي ما برحت تدفع الناس الى التفكير والتأمل وقد تناول القرآن الكريم هذا الموضوع على انه آية من آيات الله الكبرى وقد ورد في الكتاب المبارك في بعض الآيات على انها آية من آيات قدرة ذاته المقدسة كما في الآية التالية من سورة البقرة: ({ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لآيات لقوم يعلمون}).
وكذلك ترد في آيات اخرى على انها مثال استبدال نشء بنشء او على انها انبعاث صغير يمكن ان يمثل البعث الأكبر يوم القيامة كما جاء في سورة فاطر حيث قال تعالى: ({والله الذي أرسل الرياح فتثير سحبا فسقناه الى بلد ميت فأحيينا به الارض بعد موتها كذلك النشور}) او كما جاء في سورة ق حيث قال تعالى: ({ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد، والنخل باسقات لها طلع نضيد، رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج }) وفي بعض الايات هنالك اشارة الى حالتي الموت والحياة كما جاء في سورة الحج حيث ورد في محكم الكتاب العزيز: ({وترى الارض هامدة فاذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج، ذلك هو الحق وأنه يحي الموتى وانه على كل شيء قدير}) وفي عدد من آيات اخر.
وقد عنى القرآن الكريم كثيرا بوصفه الباري جل وعلا بالمحيي والمميت وبان يجعل الاحياء صفة يختص بها الله تعالى وهناك الكثير من الآيات القرآنية بهذا الشأن لا موجب لذكرها وانما قصدنا هو التعرف على المنطق القرآني في هذا المجال.
ان مما يلفت النظر هو ان ما ورد من آيات عن التوحيد وعن القدرة الإلهية هو سنة الإحياء والإماتة هذه التي نراها أي ان هذا الذي يقع امام اعين الناس انما هو مظهر من ظاهر ملكوت الله.
وعلى الرغم من ان كثيرا من المسائل التي تتعلق بالحياة والموت ما زال مجهولاً وسراً من الاسرار عند الانسان هذا الانسان الذي نفذ الى قلب الذرة وجاب الفضاء ولعلة سوف يسخر قريبا النجوم والكواكب والشمس (وهن مسخرات الآن ولكن قد يأتي وقت يسخرها الانسان عن قرب كما يسخر الارض الآن) هذا الانسان نفسه يقف حائرا امام الاسرار المعقدة الغامضة الكامنة في خلية حية واحدة.
يقول احد العلماء المحدثين: أتعلمون ما هو اهم وأعلى من خلق الارض والسيارات بل وحتى من الكون برمته؟
انه هذه الخلية الصغيرة التي هي مادة الحياة هي (البر وتو بلازم) او جرثومة الحياة ثم يأخذ بشرح عجائب اعمال هذه الذرة المجهرية وفعالياتها ففي الوقت الذي ما يزال كثير من المسائل المرتبطة بالحياة اسرار لم تحل فإنها درس بسيط ومفيد لنا لنعتبر به.
يتبع...