
اللهم صل على محمد وال محمد
ان من الضواهر التي توجب قسوة القلوب وايقاع العداوة بين المؤمنين وفي العوائل والاسر ظاهرة المجادلة حيث انه يستحيل ان يعيش انسان مع انسان مدة من الزمن ولا يختلف معه في مسألة ما ولكن كيف نحتوي هذا الخلاف ونقلل الصدمات
ان اول اثر من الاثار السلبية للشجار والخلاف هو صورة وشكل الذي نختلف معه لا تفارق اذهاننا فبني ادم لاينسى
صورتين المحبوبات والمبغوضات وهذه الصورة تأتي في الصلاة فيصلي الانسان وهو اما في غزل مع من
يحب او في معركة مع من لا يهوى ومن منا يخلو من احد هذين الامريناما حب واما بغض وكلاهما
يصدان الانسان عن السبيل ومن هنا علينا ان نتعلم قوانين واداب الخلاف
القانون الاول
عدم الاعتقاد بحق مطلق فالانسان ليس متصلا بالسماء ولا يأتيه الوحي لذا عليه ان يتحمل الخطأفيقول أنا على حق
والطرف المقابل قد يكون على حق حتى في النقاش العلمي ((انَّا أو اياكم لعلى هدى او في ضلال مبين))
هذا منطق المؤمن يحتمل الحق مع الطرف المقابل وان كان الاحتمال ضعيفا
لان الاحتمال الاقوى ان الحق معه والا لما اختلف مع احد
القانون الثاني
الحمل على الصحة فالبعض يقول خصمي يعاندني من اين علم انه يعانده ؟هو يرى ان الحق معه لماذا يحمل فعل اخيه على محمل واحد والحال ان الرواية تقول (احمل فعل اخيك المؤمن على سبعين محملا)اي حاول ان تبرر لاخيك
ما يقوم به فالاسلام يريد منا ام نعيش حالة الحصانه في انفسنا واذا رأى الانسان الاجواء جو جدل
ونزاع فلينسحب من المعركة ماله وللجدال ولماذا يحرق نفسه ليعتقد فلانا بفكرة ما فقد
روي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
(من ترك المراء وهو مبطل بنى الله له بيتا في رياض الجنة ومن ترك المراء وهو محقبنى الله له بيتا في اعلى الجنة )
فالذي ينسحب من الجدال بعد ان يتبين انه باطل هذا عمل حسن ولكن الاعظم والاعلىدرجة ان يكون الحق معه
وينسحب ويقول للطرف المقابل انت افترض الحق معك حتى في النقاش العقائدي اذا سأل الانسان فليبين
والافلا عن الصادق عليه السلام (لا عليك ان انست من احد خيرا ان تنبذ اليه الشيء نبذا )
فأذا رأيت الطرف فقبلا استكمل الحديث والا مالك والدخول في الجدال مع الخصوم
ورحمة الله وبركاته