إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نهاية الافكار في اثبات عصمة الاطهار-الحلقة الثانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نهاية الافكار في اثبات عصمة الاطهار-الحلقة الثانية

    نهاية الافكار في اثبات عصمة الاطهار-الحلقة الثانية


    بسم الله الرحمن الرحيم

    تحرير محل النزاع :
    للعصمة حدود ومراتب يمكن اجمالها بالتالي:
    1-
    العصمة في الاعتقاد الديني .
    2-
    العصمة في اخذ الشريعة وتبليغها الى الناس.
    3-
    العصمة في العمل بالاحكام الالهية من الاتيان بالواجبات وترك المحرمات.
    4-
    العصمة عن الخطا في موضوعات الاحكام الشرعية وتحديد المصالح والمفاسد ويلحق بها العصمة عن الخطا والنسيان
    ولناتي الى كل واحدة من هذه المراتب لنعرف ونحدد محل النزاع:


    1-العصمة في الاعتقاد الديني :
    لا خلاف في عصمة الانبياء عليهم السلام في الاعتقاد الديني فهم كانوا معصومين من الشرك والكفر بعد النبوة وقبلها لم يخالف فيه احد الا الازارقة فانهم يجيزون صدور المعصية عن النبي قبل البعثة وعندهم كل معصية كفر فيجوز ان يكون كافرا وكذلك ابن تيمية يجوز ان يكون النبي كافرا قبل البعثة كما ذكر ذلك في مجموع الفتاوي ج15 ص29 [قوله سبحانه {قال الملا الذين استكبروا من قومه لنخرجنك ياشعيب والذين امنوا معك من قريتنا او لتعودن في ملتنا قال اولوا كنا كارهين قد افترينا على الله كذبا }ضاهره دليل على ان شعيبا والذين امنوا معه كانوا على ملة قومهم لقولهم اولتعودن في ملتنا ولقول شعيب انعود فيها ولو كنا كارهين ولقوله قد افتريناعلى الله كذبا ان عدنا في ملتكم فدل على انه كان فيها ولقوله بعد اذ نجانا الله منها فدل على ان الله انجاهم منها بعد التلوث بها]


    2- العصمة في اخذ الشريعة وتبليغها الى الناس :

    لا خلاف ايضا في عصمة الانبياء في تلقي الوحي وابلاغه الى الناس فالنبي لا يخطا في تلقيه فيما يتلقاه من الاحكام والمعارف الالهيه ولا يكذب عمدا او سهوا في ابلاغ ذلك ولا يعرضه سهو ولا نسيان في ذلك وانما نسب الى الباقلاني تجويز الخطا في تبليغ الشريعة سهوا زعما منه ان المعجزة تدل على صدقه فيما قصد تبليغه لا مطلقا وقال بعضهم : ان الباقلاني لا ينكر العصمة في التبليغ ولكنه يقول ان دليلهم لا يثبت العصمه في التبليغ مطلقا بل ان الدليل هو الاجماع والنصوص لا المعجزة.
    ولكنا نجد ان من المتاخرين من جوز الخطا والسهو على النبي في تلقي الوحي وتبليغه واجازوا تدخل الشيطان في الوحي منهم ابن باز فيذكر في موقعه الاليكتروني في قسم الفتاوي العقائدية قال:[القاء الشيطان في قرائته صلى الله عليه وسلم في ايات النجم وهي قوله افرايت اللات والعزى شئ ثابت بنص الاية في سورة الحج وهي قوله سبحانه {وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم اياته والله عليم حكيم }فقوله سبحانه {الا اذا تمنى }ا يتلى وقوله {القى الشيطان في امنيته} اي في تلاوته.
    فان قيل ان كثير من علمائهم قد انكر الحديث ؟قلنا الحديث صحيح عندهم بشهادة كبار علمائهم مثل:
    فابن حجر العسقلاني في فتح الباري بشرح صحيح البخاري ج8 ص561 حققه الشيخ ابن باز فيقول بعد كلام طويل يحمل به على ابي بكر ابن ا لوبي والقاضي عياض بسبب تضعيفهم الحديث -أي حديث الغرانيق الذي اشار اليه ابن باز تفسيره للاية- [وجميع ذلك لا يتمشى على القواعد، فإن الطرق إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلا، وقد ذكرت أن ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح وهي مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمرسل وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض، وإذا تقرر ذلك تعين تأويل ما وقع فيها مما يستنكر وهو قوله: "ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى" فإن ذلك لا يجوز حمله على ظاهره لأنه يستحيل عليه صلى الله عليه وسلم أن يزيد في القرآن عمدا ما ليس منه، وكذا سهوا إذا كان مغايرا لما جاء به من التوحيد لمكان عصمته - وقد سلك العلماء في ذلك مسالك.
    ثم يذكر وجوها لتوجيه الحديث.
    2-
    سليمان بن عبد الله بن عبد الله بن عبد الوهاب –وهو حفيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب –في شرح كتاب جده التوحيد بقوله بشان حديث الغرانيق في كتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ص219:[وهي قصة مشهورة صحيحة رويت عن ابن عباس بطرق بعضها صحيح ورويت عن جماعة من التابعين باسانيد صحيحة منهم عروة وسعيد ابن جبير وابو العالية وابو بكر بن عبد الرحمن وعكرمة والضحاك وقتادة ومحمد بن كعب القرضي ومحمد بن قيس والسدي وغيرهمٍ]
    وليس ابن باز الوحيد القائل بهذا القول الخطير بل هناك العديد من علمائهم منهم :
    ورد في تفسير الطبري ج17 ص186{في تفسير وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته }قال :[قيل ان السبب الذي من اجله نزلت هذه الاية على رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشيطان كان قد القى لسانه في بعض مما يتلوه مما انزل الله عليه من القران ما لم ينزله الله عليه فاشتد ذلك على رسول الله واغتم فسلاه الله مما به من ذلك بهذه الايات .
    ويقول السيوطي عن كلام ابن جرير الطبري :[واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابن مردويه بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال قرا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة والنجم فلما بلغ هذا الموضع افرايتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى القى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى .
    ويقول الالوسي في تفسير روح المعاني ج10 ص264 دار الفكر بيروت:[وذهب الى صحة القصة ايضا خاتمة المتاخرين الشيخ ابراهيم الكوراني ثم المدني وذكر بعد كلام طويل انه تحصل امكان ذلك ان الحديث اخرجه غير واحد من اهل الصحة وانه رواه بسند سليم متصل عن ابن عباس وبثلاث اسانيد صحيحة عن ثلاثة من التابعين من ائمة الاخذين عن الصحابة وهم سعيد بن جبير وابو بكر بن عبد الرحمن وابو العالية .
    وغيرهم كثير ولولا خوف الاطالة لذكرت اخرين.
    اذا هناك العديد من علماء اهل السنة والجماعة ينفون عصمة النبي في التبليغ.



    3-العصمة في العمل بالاحكام الالهية من الاتيان بالواجبات وترك المحرمات:
    الاقوال:
    1-
    جمهور المسلمين على العصمة عن الكبائر مطلقا والصغائر عمدا لا سهوا قال التفتزاني في شرح المقاصد ج5 ص50 {والمذهب عندنا منع الكبائر بعد البعثة مطلقا والصغائر عمدا لا سهوا]
    وقال القوشجي في شرح التجريد ص359{والمذهب عند محققي الاشاعرة منع الكبائر والصغائر الخسيسة عمدا لا سهوا .وذهب امام الحرمين من الاشاعرة وابو هاشم من المعتزلة الى تجويز الصغائر عمدا}
    2-
    العصمة من الكبائر والصغائر مطلقا وهذا مختار الامامية والمحققين من المعتزله والاشاعرة وان كان جمهورهم على القول الاول ونحن سوف لا نستشهد بكلام علماء الامامية لان امرهم اعزهم الله ظاهر بل نكتفي بذكر اقوال بعض علماء السنة الذين وافقوا الشيعة في امر العصمة فيذكر صاحب النبراس ص 452 راي جمهورهم ويناقشه بقوله:[هذا مذهب اكثر الاشاعرة واكثر المعتزلة وبعض المشايخ على المنع فدعوى الاتفاق محل نظر وقال القاضي عياض ذهب طائفة من محققي الفقهاء والمتكلمين الى العصمة من الصغائر كالعصمة من الكبائر للاختلاف في الصغائر واشكال تمايزها عن الكبائر ولان المعلوم من السلف الاقتداء بكل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم والاحتجاج به[
    قال الزرقاني المالكي في شرح المواهب اللدنيه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم :انه معصوم من الذنوب بعد النبوة وقبلها كبيرها وصغيرها وعمدها وسهوها على الاصح في ظاهره وباطنه سره وجهره جده ومزحه رضاه وغضبه كيف وقد اجمع الصحب على اتباعه والتاسي به بكل ما يفعله وكذلك الانبياء وقال السبكي[ اجمعت الامة على عصمة الانبياء فيما يتعلق بالتبليغ وغيره من الكبائر والصغائر الخسة والخسيسة والمداومة على الصغائر وفي صغائر لا تحط من رتبتهم خلاف ذهب المعتزله وكثير من غيرهم الى جوازها والمختار المنع لانا امرنا بالاقتداء بهم فيما يصدر عنهم فكيف يقع منهم ما لا ينبغي ومن جوزه لم يجوز بنص ولا دليل .]شرح المواهب اللدنية بالمنح المحمدية ج5 ص314
    اذن محل الخلاف بين الجمهور وبين الشيعة ومن تابعهم من اهل السنة هو وقوع الصغائر غير الخسيسة والتي لا تحط من رتبتهم .
    وقال علي القاري في شرح الفقه الاكبر ص48-49 في ذيل كلام ابي حنيفة :[والانبياء عليهم السلام كلهم منزهون عن الصغائر والكبائر هذة العصمة ثابتة للانبياء قبل النبوة وبعدها على الاصح.[
    كذلك قال صاحب النبراس ص454:[المذكور من كلام الشارح ٍ{التفتزانيِ} هو مذهب عامة المتكلمين وخالفهم جمهور جم من العلماء فذهبوا الى العصمة عن الصغائر والكبائر قبل الوحي وبعده وهو مختار ابي المنتهى وشارح الفقه الاكبر والشيخ عبد الحق المحدث الدهلوي وقال بعض المشايخ :زلات الانبياء بسبب زيادة قربهم الى الله سبحانه وفي تفسير النسفي ا ن ائمة سمر قند لا يطلقون اسم الزلة على افعال الانبياء لانها نوع ذنب ويقولون فعل الفاضل وترك الافضل فعوتبوا عليه لان ترك الافضل منهم كترك الواجب من الغير فان قيل هذه العصمة مذهب الشيعة قلت اولا لابأس بالاتفاق الاتفاقي اذ مقصود المشايخ اتباع الحق لا وفاق الشيعة .وثانيا ان بين الفريقين بعد المشرقين لان الشيعة على تجويز الكفر تقية -[ملاحظة هنا المصنف خرج عن جادة الحياد واظهر مكنونات نفسه على الشيعة او تكون صادرة من جهل بعقائد الشيعة وهذه عقائد وكتب الشيعة دونك فهل يدلنا احد اين جوز الشيعة اظهار الكفر من الانبياء والاوصياء عليهم السلام وقد يكون منشا هذا اللبس هو تجويز اظهار الكفر تقية من غير الانبياء والائمة لكن هذا عليه عموم المسلمين ودونك قصة عمار بن ياسر[
    ويستمر صاحب النبراس قائلا:ان قلت ذكر بعض الفقهاء ان من ذهب الى عصمة الانبياء عن المعاصي فهو كافر لانه رد النصوص كقوله تعالى {وعصى ادم ربه فغوى }واستدل بعضهم على كفر الشيعة بها اجيب بان الحق سبحانه وتعالى سمى ترك الافضل منهم معصية لعلو شانهم وعظم رتبتهم ولا تجوز هذه التسمية من غيره لان الملك اذا عاتب وزيره بخطاب خشن لم يجز للسوقي ان يخاطبه بذلك الاسم .]
    ومن المتاخرين .قال الشيخ احمد بن محمد الخليلي –وهو المفتي العام لسلطنة عمان -:ذهب اصحابنا الى انهم معصومون من الكبائر والصغائر حال النبوة وقبلها وهو يتفق مع ما نسب الى اكثر المعتزلة من ان عصمتهم من وقت البلوغ ونسب الفخر الى الرافضة:{انهم معصومون من الميلاد} وهذا هو اللائق بمقام المختصين بالاصطفاءالالهي [
    ومما تقدم اتضح بصورة تامة لا شك فيها ان جمهور المسلمين على عصمة الانبياء عن الكبائر سهوا وعمدا وعن الصغائر الخسيسة كذلك وعن تعمد البقاء على الصغائر فمحل الخلاف هو خصوص صدور الصغيرة التي لاتضر بمقام النبوة واما ما يسوق له هذه الايام الوهابيون من ا ن اهل السنه لايقولون الا بالعصمة في التبليغ فقد اتضح كذبه وهذه نصوص القوم دونك بل ان ما يدعونه من عدم عصمتهم عليهم السلام هو في الحقيقة قول سلفهم من الحشوية المجسمة يقول التفتزاني شارح المقاصدج5 ص50{والجمهور على وجوب عصمتهم عما ينافي مقتضى المعجزة وقد جوزه القاضي سهوا زعما انه لايدخل في التصديق المقصود بالمعجزة وعن الكفر وجوزه الازارقة وكذا عن تعمد الكبائر بعد البعثة وجوزه الحشوية اما لعدم دليل الامتناع واما لما سيجئ من شبه الوقوع وكذا عن الصغائر المنفرة لاخلالها بالدعوة الى الاتباع.]
    اذن ما يسوق له الوهابيون اليوم هو امتداد لما ذكره اسلافهم.

    والحمد لله رب العالمين.
يعمل...
X