
جاء في موسوعة عاشوراء للشيخ جواد محدثي
المأثور أن رفات الشهداء في واقعة كربلاء الرهيبة هي اليوم بعد مدفن علي الأكبر، ولم يحدد بالضبط فهذه الساحة بعد قبر علي الأكبر تعتبر قوياً، إن مدفنهم فيها، وإن شاع اليوم بوضع شباك خاص في زاوية من هذه الساحة تخليداً لذكراهم وزيارتهم هناك، وإن هذه الساحة بأكملها تعتبر مدفنا لرفاتهم جميعاً وليست تلك البقعة الخاصة.
إذاً فالأفضل أن يزاروا من عند قبر الإمام (عليه السَّلام)، وينبغي عند زيارتهم أن تتذكر مدى بطولتهم وتضحيتهم في سبيل العقيدة، وقد روى السيد ابن طاووس في الإقبال بإسناده عن الناحية المقدسة نص الزيارة وهي تشتمل على أسمائهم وتبتدئ بذكر علي بن الحسين (عليه السَّلام).
كما يضم قبر الشهداء قبر القاسم، وهو ابن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، تربى في حجر عمه الحسين منذ الثالثة من عمره، وكان يصر على الإمام للذهاب إلى المعركة والإمام يأبى، وكان يقبل يديه ورجليه، ويقول: الموت دونك أحلى من العسل، ولما وافق الإمام حمل على قلب المعركة وما بلغ حاملاً لواءه والقاسم يداوم الحرب حتى قطعت شسع نعله اليسرى فأخذ يهتم بإصلاح نعله وكأنه بهذا يشير إلى أن الاهتمام بنعله أولى من هؤلاء الكفار، فاعتنى ليصلح نعله إذ شد عليه عمر بن سعد الأزدي، فقال له حميد بن مسلم: ما تريد من هذا الغلام يكفيك هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه وضربه بالسيف على رأسه فوقع الغلام على وجهه صريعاً، ونادى يا عماه وأسرع الإمام إليه وضرب عنه السيف فاستنجد الجيش، وجاؤوا لينقذوه والحسين واقف على رأس القاسم وهو يزحف، ويقول: بعداً لقوم قتلوك خصيمهم يوم القيامة جدك، يعز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا ينفعك، وحمله الإمام بنفسه إلى المخيم.


