
الشيخ كاظم الازري
إن كـنت فـي سنة من غارة الزمن ** فـانظر لـنفسك واستيقظ من الوسن
لـيس الـزمان بـمأمون عـلى أحد ** هـيهات أن تـسكن الدنيا إلى سكن
لا تـنفق الـنفس إلا فـي بلوغ مني ** فـبائع الـنفس فـيها غير ذي غبن
ودع مـصابحة الـدنيا فـليس بـها ** إلا مـفـارقة الـسـكان لـلـسكن
وكـيف يـحمد لـلدنيا صـنيع يـد ** وغـاية الـبشر فـيها غـاية الحزن
هـي الـليالي تـراها غـير خائنة ** الا بـكل كـريم الـطبع لـم يـخن
الا تـذكـرت ايـاما بـها ظـعنت ** لـلفاطميين اظـعان عـن الـوطن
ايــام طـل مـن الـمختار اي دم ** وادمـيت اي عـين مـن أبي حسن
أعـزز بـناصر ديـن الله مـنفرداً ** فـي مـجمع مـن بني عبادة الوثن
يـوصي الأحـبة ان لا تقبضوا أبدا ** إلا عـلى الـدين فـي سر وفي علن
وان جـرى أحـد الأقدار فاصطبروا ** فـالصبر في القدر الجاري من الفطن
ثـم انـثنى لـلأعادي لا يرى حكما ** إلا الـذي لـم يـدع رأساً على بدن
سـقـيا لـهمته مـا كـان أكـرمها ** في سقي ماضي المواضي من دم هتن
ولـلـظبى نـغمات فـي رؤوسـهم ** كـأنها الـطير قـد غـنت على فنن
يـا جـيرة الـغي ان انكرتم شرفي ** فــإن واعـية الـهيجاء تـعرفني
لا تـفخروا بـجنود لا عـداد لـها ** ان الـفخار بـغير الـسيف لم يكن
ومـذرقى نـبر الـهيجاء اسـمعها ** مـواعظا من فروض الطعن والسنن
لـله مـوعظة الـخطي كـم وقعت ** مـن آل سـفيان فـي قلب وفي اذن
كــأن أسـيافهن اذ تـستهل دمـاً ** صـفائح الـبرق حـلت عقدة المزن
لـلـه حـملته لـو صـادفت فـلكا ** لـخر هـيكله الأعـلى عـلى الذقن
يـفري الجيوش بسيف غير ذي ثقة ** عـلى الـنفوس ورمـح غير مؤتمن
وعـزمة فـي عـرى الأقـدار نافذة ** لـو لاقـت الـموت قادته بلا رسن
حـق إذا لم تصب منه العدى غرضا ** رمـوه بـالنبل عن موتورة الضغن
فـانقض عن مهره كالشمس عن فلك ** فـغاب صبح الهدى في الفاحم الدجن
قـل لـلمقادير قـد ابـدعت حادثة ** غـريبة الـشكل مـا كانت ولم تكن
امـثـل شـمـر اذل الله جـبـهته ** يـلقى حـسيناً بـذاك الملتقى الخشن
واحـسرة الـدين والـدنيا على قمر ** يـشكوا الـخسوف من العسالة اللدن
يـا سـيدا كـان بـدء المكرمات به ** والـشمس تـبدأ بـالأعلى من القنن
مـن يـكنز اليوم من علم ومن كرم ** كـنزا سـواك عـليه غـير مؤتمن
هـيهات إن الـندى والـعلم قد دفنا ** ولا مـزيـة بـعد الـروح لـلبدن
لـقد هـوت مـن نـزال كل راسية ** كـانـت لابـنية الأمـجاد كـالركن
لـله صخرة وادي الطف ما صدعت ** إلا جـواهر كـانت حـلية الـزمن
خـطب تـرى العالم العلوي لان له ** مـا الـعذر لـلعالم الـسفلي لم يلن
مـن الـمعزي حمى الإسلام في ملك ** مـن بـعده حـرم الإسلام لم يصن
يـهينك يـا كـربلا وشي ظفرت به ** مـن صنعة اليمن لايمن صنعة اليمن
لـله فـخرك مـا فـي جـيدة عطل ** ولا بـمرآته الأدنـى مـن الـدرن
كـم خـر في تربك النوري بدر تقى ** لـولاه عـاطلة الإسـلام لـم تـزن
حـي مـن الـشوس مـعتاد وليدهم ** عـلى رضـاع دم الأبـطال لا اللبن
يـجول فـي مـشرق الدنيا ومغربها ** نـداهم جـولان الـقرط فـي الأذن
مـن مـبلغ سـوق ذاك اليوم ان به ** جـواهر الـقدس قـد بيعت بلا ثمن
قـل لـلمكارم مـوتي موت ذي ظمأ ** فـقـد تـبدل ذاك الـعذب بـالأجن
لـقد اطـلت عـلى الإسـلام نائبة ** كـقتل هـابيل كـانت فـتنة الفتن
أقــول والـنفس مـرخاة ازمـتها ** يـقودها الـوجد من سهل إلى حزن
مـهلا فـقد قـربت أوقـاف منتظر ** مـن عـهد آدم منصور على الزمن
كـشاف مـظلمة خـواض مـلحمة ** فـيـاض مـكرمة فـكاك مـرتهن
قـوم يـقلد حـتى الـوحش مـنته ** وابـن الـنجابة مـطبوع على المنن
صـباح مـشرقها مـصباح مغربها ** مـزيل مـحنتها مـن كـل ممتحن
أغــر لا يـتـجلى نـور سـؤدده ** ألا بـروض من الدين الحنيف جني
تـسعى إلى المرتقى الأعلى به همم ** لا تـحـتذي مـنه إلا قـنة الـقنن
يـسطو بـسيفين من بأس ومن كرم ** يـستأصلان عـروق البخل والجبن
يـا مـن نـجاة بـني الـدنيا بحبهم ** كـأنها الـبحر لـم يـركب بلا سفن
طـوبى لـحظ مـحبيكم لقد حصلوا ** عـلى نـصيب بقرن الشمس مقترن
هـل تـزدري بـي آثامي ولي وله ** بـكم إلى درجـات العرش يرفعني
أرجـوكم ورجـاء الأكـرمين عني ** حـياً وبـعد اندراج الجسم في الكفن
يـا مـن بقدرهم الاعلى علت مدحي ** والـدر يـحسن منظوماً على الحسن
فـها كـم مـن شـجي البال مغرمة ** عـذراء تـرفل في ثوب من الشجن
جـاءت تـهادى مـن الأزري حالية ** مـن اجـتلى حـسنها الـفنان يفتتن
ثـم الـصلاة عـليكم مـا بـدا قمر ** فـانجاب عنه حجاب الغارب الدجن